أكيد وألف أكيد .. إنتخابات مجلس النواب 2015 سوف تكون من أصعب الإنتخابات التي سيواجهها اعضاء المجلس الأعلي للإنتخابات ... ليس لأنها تأتي بعد ثورتين .. لكن من وجهة نظري هو وجود التيار السلفي في الصورة ...

قالوا لنا أن سيادة الرئيس لا يستطيع أخذ قرار إزاحة الأحزاب الدينية  طبقا للدستور .. مما إضطر أفراد من الشعب المصري الوطنيين برفع دعوة مستعجلة ضد  وجود هذه الأحزاب في الحياة السياسية عامة .

وها الشعب المصري الأصيل ينتظر بفارغ الصبر حُكم المحكمة , لكن جاء الحُكمُ بعدم الإختصاص . وعرفنا بعد ذلك ان فرز المرشحين سوف يكون علي عاتق المجلس الأعلي للإنتخابات . أتمني من مجموعة أعضائها أن تكون صادقة وشفافة في تنقية وإنتخاب كل من ينطبق عليه بند الدستور ..  فالدستور واضح جدا في إستبعاد الأحزاب الدينية , وإبعاد  الأفراد الذين يتخذون المذهب السلفي منهجا ودربا له . 

     

       لا أتصور بالمرة كمصري لى سمات خاصة متميزة عن باقي الأفراد من شعوب بلدان أخري عربية أو غير عربية , بأن أعيش منفصلا عن شريكي في الوطن .. لا أتحمل أن أسمع فتاوي لا يقبلها عقل , فهي تُسيء إلي عقيدة أخي الآخر , وفي نفس الوقت فيها إذلال ومهانة لي كمسيحي . لم أتعود أن يمتنع عن تهنأتي  بأعيادي جار لي أو صديق لي أو زميل لي ينتمي للأخر , وذلك بمجرد تسطِير فتوي علي ورقة من إحدي شيوخ  الغبرة  الذي جاء إلي مجلس النواب بطريقة ما إما بالمال أو بإستخدام الدين لكي يضعوا سمومهم في صفوف الشعب المصري .

     

       لم أتعود أن أجد حاليا أن الأزهر يسير وراء أفكار سلفية إما عن إقتناع أو عن خوف منهم .. الأن تركت بل خضعت للسلفيين في بعض التصريحات والفتاوي .. فقد تم منع  الأفلام الدينية المسيحية مثل  أفلام " نوح و أدم والخروج وآلام المسيح " عن العرض . هذا القرار تم اتخاذه قبل تكوين مجلس النواب , فماذا ننتظره لو دخل نواب سلفيين , يحاولون فرض حجتهم الدينية لإصدار قانون خاص  يُشبع فكرهم الخاطيء ..؟؟ 

    

      لا اقبل ان انظر لمؤسسة الأزهر بشك وإرتياب , وخصوصا بعد قراره الذي منع فيه عدم توصيف ارهاب جماعات داعش بأنها غير إرهابية بالرغم من وحشيتها وجبروتها وقسوتها .. أليس هذا هو فكر السلفيين !؟.. اتصور لو نجح  عدد من السلفيين في الدخول إلي مجلس النواب, ولم يستطيعوا تمرير قرار أو قانون علي مزاجهم سوف يرفعون دعوي امام المحاكم من خلال جماعات سلفية خارج المجلس .. ويا خوفي لو تحكم المحكمة لهم بالتنفيذ طبقا للدستور الذي ينص " علي أن دين الدولة هو الإسلام " . 

     

      لذلك أتمني وطبقا للدستور  .. أن تضع اللجنة معايير ثابتة لكل من يرشح نفسه للأنتخابات .. وأن تصر أن يقدم كل مُرشح برنامجه ويُعرض في الميديا , وأن يعمل نسخا من برنامجه الخاص ويتم توزيعه في حيز دائرته " وهنا أقصد برنامجا خاليا من الشعارات التي لا تودي ولا تجيب , بل يحوي بنودا كاملة ومفصلة عن برنامجه " , ويكون مسئولا عنه أمام الشعب.                 

 

      وأتصور أن أول بند من بنود المعايير هو عدم إقحام الدين في السياسة .. ويجب ان يلتزم به لكي لا يُسيء بالديانة الإسلامية ... فليس من المعقول أن يتناقش المجلس في طلب يقدمه أحد الأعضاء يتضمن محاولة إصدار قانون بتصريح نكاح البنات اللأتي أعمارهن لايقل عن 9 سنوات .. أو قانون بعدم نوم الأم بجوار إبنها البالغ تجنبا للفتنة " بقي ده إسمه كلام يا أعضاء " فقد قرأت عن هذه الفتوي منذ 10 ايام تقريبا .. فكانت في محل مسخرة وإستهزاء قِبل المجتمع , فكم بالحري لو تم مناقشة مثل هذه الفتوي في مجلس النواب أمام الميديا العالمية ؟؟ !!.. أكيد سوف يصبح المجلس  في وضع الخزي أمام العالم كله ..!  سوف يضيع وقت المجلس في الكلام والحديث عن الفتاوي وعن كيفية تطبيق الشريعة والتي تتباين مع صفات الشخصية المصرية .. ولا يبحثون عن كيفية تقدم الإقتصاد ورفع معيشة الفرد ... فنحن نريد إصدار قوانين جادة تخص جميع المجالات .. منها قوانين خاصة بالإستثمار .. لكي نستطيع جذب اصحاب المال الأجنبي لإقامة مشاريع تعمل في صالح الوطن .

       

  كيف يكون هناك عضو سلفي او اي شخص آخر خلفيته دينية يوجه كلامه لرئيس دولتي و ويستنكر زيارته للكنيسة وتنصحه بالتوبة إلى الله .. نعم يجب أن نعترف أن وجود سلفيين في مجلس النواب هو عقبة من العقبات في أخذ القرارات الحاسمة والتي تفيد مصر بحالها . 

 

     لذلك أناشد كل مصري أصيل أن يتمعن جيدا في المرشحين  بدائرته .. وان يدرس برنامجه إن كان يتبع قائمة أو فردي .. فالحمل ثقيل علينا لمواجهة الإرهاب والقفز إلي المستقبل ... !

وسؤالي للجنة العليا : هل لديكِ القدرة علي غربلة المرشحين .. أم سنقع في المحظور كما أوقعتنا من قبل لجنة الخمسين وجعلونا نستفتي علي دستور فيه كثير من العوار ؟؟؟؟ عمومـــــا نحن ننتظر !! .