الأقباط متحدون - شارل فؤاد المصري دقائق صنعت تاريخاً جديداً
أخر تحديث ١٣:٥٠ | السبت ١٠ يناير ٢٠١٥ | ٢ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شارل فؤاد المصري دقائق صنعت تاريخاً جديداً

شارل المصري
شارل المصري

منذ أن خرجت في مظاهرات 30 يونيو قبل عدة شهور، وكانت المرة الأولى في حياتى التي أخرج فيها لأتظاهر وأنا أراقب الوضع في مصر، والمناقشات التي تدور بين المثقفين والنخبة وعموم الشعب، والإجراءات التي تتخذها الحكومة، وأخيراً قرارات الرئيس.

أتذكر بعد أن ساءت الأحوال في عهد مبارك كنت أردد في مقالاتى وحواراتى التليفزيونية أن مصر تحتاج إلى رئيس يحب مصر والمصريين- عاوزين رئيس يحبنا- بمعنى ألا يحب السلطة أو المنصب، وأن يعمل لصالح هذا البلد والشعب المصرى بشكل حقيقى، وقد ترجم الرئيس عبدالفتاح السيسى- لاحظ عزيزى القارئ أننى لم أكتب مقالا واحدا مؤيدا للرئيس أو ناقدا لسياساته، وقد قلت في أول المقال إننى كنت أراقب الوضع فيما عدا مقالا واحدا أثناء توليه وزارة الدفاع وكان بعنوان «سيسى أوه أوه» كنوع من التأييد له وضد مرسى- هذا الحب لمصر وشعبها ترجمة حقيقية، ورد الشعب الجميل بانتخابه رئيسا للبلاد. وليلة 6 يناير ترجم أيضا الرئيس هذا الحب لنا كمصريين بذهابه إلى الكنيسة للتهنئة بالعيد، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ مصر، ومنذ هذه اللحظة تسيطر على ذهنى جملة «تسلم الأيادى.. تسلم يا رئيس بلادى».. التي هي في الأصل «تسلم الأيادى تسلم يا جيش بلادى».

بالتأكيد، الزيارة قلبت كل الموازين في العالم والمنطقة وفى مصر أيضا، وفى تحليل سريع لنتائج هذه الزيارة الخاطفة التي استغرقت إحدى عشرة دقيقة، نجد أنها بعثت برسائل عديدة إلى الخارج والداخل.

أولى هذه الرسائل على المستوى العالمى، أعتقد أنها صدمت العالم الغربى، وتحديدا الأمريكى والأوروبى، الذي دائما ما كان يلعب على وتر الطائفية والعنصرية، وأثبتت لهم أن مصر هي للمصريين، بدليل أن صحيفة «نيويورك تايمز»- وهى الصحيفة قريبة الصلة من المخابرات الأمريكية- قالت إن الزيارة تثبت متانة التحالف بين العسكر والكنيسة، في محاولة منها لإظهار أن الزيارة سلبية- لاحظ أن مصر هي التي أفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير- ولكن هيهات أن يؤثر فينا ما يكتبون.. إضافة إلى أن من كانوا يلعبون من الخارج على وتر الطائفية في مصر تحطمت آمالهم على صخرة الواقع الذي نقشه الرئيس ليلة 6 يناير.. إضافة أيضا إلى الرسالة الأهم وهى أن مصر تتجه إلى مزيد من الاستقرار، وبالتالى يشجع هذا الأمر على ضخ مزيد من الاستثمارات الخارجية في شرايين الاقتصاد المصرى.

أما رسائل الداخل فيهمنى الحديث عن رسالة واحدة، أعتقد أنها سبب تأخرنا كثيرا، وهى مجتمع الكراهية على أساس طائفى، الذي ازداد في الآونة الأخيرة بمعاونة بعض وسائل الإعلام المتخلفة التي تبحث عن الإثارة، ويقوم عليها بعض الجهلة الذين لا يهمهم إلا جنى الأموال والشهرة الزائفة، فالرسالة تركت علامة على قفا كل من يحاول أن يزج بمصر في أتون الطائفية، خاصة هؤلاء الذين يحرّمون ويحللون على هوى أمزجتهم الشخصية، فهذا كافر، وهذا حرام، وذاك لا يجوز أن تكلمه أو تحييه، وإذا أردت، وكان لزاما عليك فـ «بألفاظ دينية».

سيادة الرئيس.. في أول كلام أوجهه لسيادتكم عبر هذه الزاوية منذ أن توليت رئاسة مصر.. أطلب منكم كمواطن مصرى انتخبك وخرج ليؤيدك مزيداً من المواقف والقرارات، وثق بأن الشعب الذي قررت أن تحميه في 30 يونيو وجاء بك منتخبا إلى سدة الرئاسة ينتظر المزيد، وسيكون سندا لك، وأيضا يا سيادة الرئيس لابد أن تعلم- وأنت تعلم- أن الشعوب على دين ملوكها.

■ المختصر المفيد
فإن الذي عاقبت به المقاومين هو الذي جذبتنا به إليك.. سليمان الحكيم.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع