يقف قادة أوروبا صفًا واحدًا الأحد في باريس، بطليعة "مسيرة الجمهورية"، التي تريدها باريس صرخة قوية وموحدة بوجه الارهاب الذي ضربها في الأيام الماضي.
بيروت: يشارك كبار القادة الأوروبيين الأحد في مسيرة مناهضة للإرهاب، تضامنًا مع فرنسا، التي شهدت خلال اليومين الماضيين أحداثًا إرهابية دموية أسفرت عن نحو 20 قتيلًا. وستضم مسيرة "الجمهورية" مئات آلاف الفرنسييين، المصممين على إثبات وحدة البلاد والتمسك بحرية التعبير والرأي.
كل القادة هنا
يشارك في هذه المسيرة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، والإسباني ماريانو راخوي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ورؤساء حكومات الدنمارك وبلجيكا وهولندا ومالطا، وفنلندا ولوكسمبورج، تلبية لدعوة وجهها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، تعبيرًا عن وحدة الموقف الأوروبي ضد الارهاب، ودلالة على أن ما يصيب فرنسا، أو أية دولة أوروبية أخرى، يصيب الأوروبيين جميعًا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وقرينته الملكة رانيا سيشاركان، الأحد، في مسيرة مليونية لتأبين ضحايا المجزرتين الدمويتين الـ 17 في باريس. التفاصيل
هل يشارك اليمين؟
وقد انقسمت الطبقة السياسية الفرنسية تجاه مساعي اليمين المتطرف الفرنسي، المعادي للمهاجرين والعرب، للمشاركة في هذه المسيرة المقررة الأحد.
فاليمين المتطرف فى فرنسا، الممثل فى حزب الجبهة الوطنية وزعيمته مارى لوبان، لم يدع رسميًا للمشاركة فى المسيرة، ما يعنى أن قائمة المدعوين اقتصرت، بحسب لوموند الفرنسية، على جميع أحزاب اليسار واليمين باستثناء الجبهة الوطنية.
هذا الإقصاء قسم الطبقة السياسية الفرنسية بين من اعتبر أن هذا التجمع يجب أن يكون موعدًا جمهوريًا، يجمع كل طبقات المجتمع من دون استثناء، من أجل إعادة إحياء روح الوحدة الفرنسية، وبين من رأى أن مواقف اليمين المتطرف المعادية للمسلمينقد تؤجج الصراع بين الفرنسيين، في حال مشاركته فى المسيرة.
في كندا والولايات المتحدة
وتقام الاحد في كندا والولايات المتحدة تجمعات على نية ضحايا الاعتداء على شارلي ايبدو والرهائن الذين قتلوا الجمعة في باريس. وتزامنا مع "مسيرة الجمهورية"، من المقرر أن يكون هناك مسيرة صامتة في واشنطن بعد ظهر الاحد، يشارك فيها سفير فرنسا جيرار ارو.
وقالت السفارة إن المسيرة مفتوحة لمن يرغب، "وهي للتضامن مع ضحايا الدفاع عن الحرية، وستجري بين المتحف المخصص للصحافة - نيوزيوم - والنصب التذكاري لقوات الامن". ومن المقرر أن يتم تجمع مماثل في نيويورك في واشنطن سكوير بعد الظهر.
وفي كيبيك ومونتريال واوتاوا وفانكوفر بكندا ستنطلق مسيرات صامتة.
وقالت سيفيرين بواتييه، وهي احد المسؤولات عن "تجمع شارلي ايبدو" في مونتريال: "تضامنًا مع تظاهرة باريس هذا الاحد، فإن مسيرة صامتة ستجري في مونتريال، تنتهي امام القنصلية العامة لفرنسا".
مشاركة مئات الآلاف
تشارك الجالية الفرنسية، التي تقدر بمئات الالاف في مونتريال، في هذه المسيرة التي من المقرر أن يشارك فيها عدد من الوزراء في مقاطعة كيبيك ورئيس بلدية مونتريال دنيس كوديري والقنصل العام لفرنسا برونو كليرك.
وفي اوتاوا، يشارك سفير فرنسا فيليب زيلر في تجمع سيقام بعد الظهر. ورفعت بلدية العاصمة الكندية العلم الفرنسي منذ الاعتداءات. وفي مدينة كيبيك، وجهت مجموعة من الطلاب دعوة إلى التجمع، ومن المقرر أن يشارك مئات الاشخاص في التجمع بين البرلمان في المقاطعة الفرنسية الكندية وقنصلية فرنسا.
قمة ضد الارهاب
وأعلن دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، الجمعة أن القمة الأوروبية المرتقبة في 12 شباط (فبراير) المقبل في بروكسل ستخصص لمكافحة الإرهاب، بعد الاعتداء الدموي على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية.
وقال توسك في ختام لقاء مع لايمدوتا سترويوما، رئيسة وزراء لاتفيا، في ريغا: "تحدثت مع الرئيس هولاند مساء أمس وأنوي تخصيص اجتماع رؤساء الدول والحكومات لبحث كيفية مواجهة الاتحاد الأوروبي تحديات مكافحة الإرهاب".
وأضاف: "الإرهاب ضرب أوروبا، والاتحاد الأوروبي لا يمكنه القيام بكل شيء لكن يمكنه أن يساهم في تعزيز أمننا".