مينا ملاك عازر
أتعجب من هؤلاء الرجال الذين يتخذون مواقف، وحالما يبدأ الكل التعامل معهم على أساس تلك المواقف ويشعرون أن هذا التعامل قد يؤثر على شعبيتهم التي يبتغونها فيعودون عن تلك المواقف، فيبدون وكأنهم بأوجه كثيرة، إذ يتخذون وجهاً يوافق البعض في مجلس يحتاج هذا الوجه، ويعودون عنه علناً لإرضاء آخرون، متخذين وجه آخر، فيبدون وكأنهم باحثين عن إرضاء الناس، ما يعني أنهم سيخسرون الكل، وهذا لا محال فيه أبداً.
هذا ما فعله السيد الباشمهندس محمود طاهر وهو رئيساً لمجلس إدارة النادي الأهلي، حينما اتخذ موقفاً يرضي وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة النادي المصري ورئيس اتحاد الكرة المصري وكثيرون وقت أن جلسوا ليخططوا لأسلوب سير الدوري في موسمه الحالي 2014-2015 واتفق الكل أنه لن يستمر كموسمه السابق الذى تم على مجموعتين تحاشياً التقاء الأهلي بالمصري، إرضاءاً للأولتراس وأهالي شهداء مذبحة بورسعيد الأولى، ما يعني أن الدوري الجديد سيكون من مجموعة واحدة أي أنه لا جدال سيلتقي الأهلي والمصري مرتين على الأقل مرة في الدور الأول وأخرى في الدور الثاني، وتم الاتفاق أنه لا يكن على استاد بورسعيد، مراضاة للأهلي، وقد قبل السيد طاهر بهذا، وتحمس وأبدى حسن تعاون أشاد به الكل، ولكن حال ما شرعنا في إتمام هذا بأن يلتق المصري والأهلي على أرض الغردقة بملعب الجونة، أخذت إدارة الأهلي تراوغ وتحابي أولتراسها، وتراضيهم وتزايد ولا ترضا أن تحضر المباراة، ويتخذون مواقف أخرى سيئة أبدتهم للأسف وكأنهم بأوجه، وهو ما يعيبهم ويعيب ويسيء لتاريخ الأهلي الوطني والمحترم، حيث المواقف الواحدة الجادة غير المتراجع عنها.
ورغم ما تقدم من أمور تسؤلك إلا أنه إتلعب الماتش، والتقا الفريقان، ويشهد لاعبو المصري أن لاعبو الأهلي عاملوهم على أنهم يهوداً، مع أنه يجب أن نعامل الجميع حلو، إلا أن هذا الوصف على حد قول لاعب المصري عاشور الأدهم، ناهيك عن وابل السباب والشتائم التي انهالت على لاعبي المصري اثناء المبارة، ورفض لاعبي الأهلي مدعي الروح الرياضية مصافحة لاعبي المصري قبل بدء المبارة بما هو متعارف عليه، وطبعاً كل هذا بسبب مواقف الإدارة أولاً وضغوط الاولتراس ثانياً، وأفكار غريبة تتعامل وتنظر للاعبي المصري وكأنهم هم من نفذوا مذبحة بورسعيد الأولى، ولذلك تأخر الأهلي بهدف أمام المصري لأن لاعبوه انشغلوا في أمور غير رياضية ولا كروية، فكافحوا لأجل التعادل، ولا أعلم قطعاً، كيف تعادلوا؟ إذ لا أتابع مباريات الكرة والحمد لله.
المختصر المفيد المجد للشهداء، والخذي لمدعي البطولة، ومتقلبي المواقف، وملوثي الرياضة بالسياسة.