خاص - الأقباط متحدون
أنتجت بي بي سي العربية تحقيقا وثائقيا بعنوان (سبايا الخلافة) يتضمن شهادات من نساء ايزيديات كن قد اختطفن من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. فقد زعمت أحدى النساء، وهي شابه يزيدية كانت مختطفة وتمكنت من الهرب، بان التنظيم أجبر فتيات يزيديات على التبرع بالدم لإعطائها للجرحى من مقاتلي التنظيم: "أجبروا الفتيات اليزيديات على التبرع بالدم للجرحى من مقاتلي الدولة الإسلامية، أي إله يسمح بمثل هذه الأعمال؟".
وكان مقاتلو (الدولة الإسلامية) قد سيطروا على مدينة شنكال والقرى المحيطة بها في شمال العراق في أغسطس/ آب عام 2014، حيث فر آلاف من الايزيديين خوفا على حياتهم، بينما اختطفت الآلاف من نسائهم. ويعتبر تنظيم الدولة الإسلامية بان الأسيرات الايزيديات "ممتلكات" لديه، حيث تنص وثيقة صادرة عن دائرة البحوث والفتوى التابعة للتنظيم على أنه يجوز شراء أو بيع أو إعطاء النساء كهدايا.
في الفيلم، يسافر الصحافي (نامق خوشناو) إلى كردستان في شمال العراق لمرافقة الناشطة الايزيدية (نارين شمو) ولقاءها بأربع نساء كن مختطفات على يد التنظيم. وكانت نارين قد استقالت من عملها كصحفية في ذات اليوم الذي تم فيه الاستيلاء على مدينة شنكال، وهي تعمل اليوم بلا كلل لمعرفة مكان الايزيديات المحتجزات لدى تنظيم الدولة الإسلامية والتفاوض على إعادتهن، بينما تبقى على اتصال مع من تمكن من الاحتفاظ بهواتفهن النقالة.
في التحقيق، تروي هامشي، وهي فتاة أيزيديةتبلغ من العمر تسعة عشر عاما، كيف قام تنظيم الدولة الإسلامية بإطلاق الرصاص على زوجها ووالده وشقيقه: "فصلوا النساء عن الرجال وأمروا الرجال بالاستلقاء ووجوههم على الأرض. لم أستطع النظر إليهم لمعرفة ما إن كانوا قد قتلوا أم لا، ولكنني سمعت أصوات طلقات نارية... لا يمكن لي أبدا نسيان اللحظة التي فصلوا فيها الرجال عن النساء".
وتصف الفتاه ما حدث معها خلال فترة اختطافها: "كانت مشاهدة النساء والفتيات وهن يؤخذن كغنائم حرب مؤلمة جدا. وكان كل من مقاتلي الدولة الإسلامية يقبض على يد فتاة أيزيدية ويأخذها لنفسه. "لقد كان الموقف أصعب من مواجهة الموت. عندما أخذ كل منهم فتاة أيزيدية، أخذني أحدهم إلى منزله وحبسني داخل غرفة وقال لي: "لن أعطيك طعاما ولا ماء إذا رفضت الزواج مني".
تمكنت هامشي من الهرب من أيدي أعضاء التنظيم: "في إحدى الليالي كان طفلي يبكي من العطش. طرقت الباب لكنهم لم يفتحوا لنا. كسرت الباب ورأيت جميع الحراس نائمين في الخارج. أخذت منهم زجاجة ماء، وهربت مع طفلي ومشيت لأربع ساعات. رآني رجل عربي وسألني: هل أنت أيزيدية؟ قلت نعم. قال: وما الذي تفعلينه هنا؟ قلت: اعتقلتني الدولة الإسلامية. فقال: تعالي إلى بيتي، سأجد طريقة لمساعدتك. وبقيت هناك ثلاثة أيام، وقدموا لي رعاية جيدة، ثم أخذوني بالسيارة إلى نقطة تفتيش تابعة للبشميرغا في بردا راش. وبقيت عند نقطة التفتيش سبع ساعات. ثم جاء شقيقي وأخذني إلى البيت".
تحاول الناشطة نارين باستمرار الاتصال بالنساء اللاتي احتفظن بهواتفهن النقالة بعد وقوعهن في قبضة التنظيم، ولكن اتصالاتها بهن تبدأ وتنتهي أحيانا برد أحد مقاتلي التنظيم على الهاتف. في ما يلي مقتطفات من المكالمة الهاتفية التي وثقتها كاميرا بي بي سي خلال التحقيق الوثائقي بين الناشطة نارين وأحد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بينما كانت تحاول الاتصال بأحد المختطفات:
نارين: مرحبا، من أنت؟
المقاتل: من أنت؟
المقاتل: ما الذي يجري؟ أنت التي اتصلت؟
نارين: أنا اتصل بصديقتي. من أنت؟
المقاتل: من هي صديقتك؟ انصرفي، ولا تتدخلي في شؤون الغير.
نارين: من أنت؟ هذا رقم صديقتي، ولا يتعين علي أن أخبرك من أنا. من أنت؟
المقاتل: أنا من الدولة الإسلامية.
نارين: أخي، نحن نسأل عن أسرنا، ما الخطأ في ذلك؟
المقاتل: من هي صديقتك؟
نارين: اسم صديقتي (تم حجب الاسم)
المقاتل: هل أنت شقيقة (تم حجب الاسم)؟
نارين: لا، (تم حجب الاسم) صديقتي، أين هي؟
أين هي الآن؟ أرجوك، دعني أتحدث إليها.
المقاتل: أنا بعيد جدا عنها.
نارين: إذا كانت على ما يرام دعني أتحدث إليها. سمعنا أخبارا سيئة.
المقاتل: كلها أكاذيب.
نارين: طيب، إذا كانت كلها أكاذيب فما هي الحقيقة؟
المقاتل: الحقيقة هي أنهن في أيدي الدولة الإسلامية، وسوف يعتنقن الإسلام ويعشن تحت حماية الدولة الإسلامية.
نارين: أسمع أنكم تجبرون النساء على اعتناق الإسلام، وأنكم تقتلون أولئك اللواتي يرفضن ذلك، وتتزوجون أولئك اللواتي يعتنقنه.
المقاتل: لا، لا، هذا ليس صحيحا.
نارين: كيف لي أن أصدقك إذا كنت تأخذ هواتفهن ولا تسمح لهن بالتحدث إلى أسرهن؟
المقاتل: لا يمكننا السماح لهن بالتحدث على الهاتف مع شخص لا نعرفه، ولا نفهم ما يقلنه. بعض العائلات يعطينا أرقام هواتف ونحن نجري الاتصال ونتأكد من أنهن يتحدثن باللغة العربية وليس بلغتك. نسمح لهن بالتحدث مع أسرهن ثم نتلف بطاقة الهاتف. ونحن على استعداد لإتلاف آلاف البطاقات يوميا ولا نسمح بمكالمات دون إذن.