الأقباط متحدون - الأعداء يتضامنون
أخر تحديث ٠٤:٠١ | الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥ | ٥ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأعداء يتضامنون


 بقلم : مينا ملاك عازر

خرج أكثر من ثلاثة وسبعة من عشرة مليون إنسان يقودهم خمسين من قادة العالم، وممثلون عنهم في شوارع باريس، متضامنين ضد الإرهاب، وذلك لمقتل عدد من الصحفين الأبرياء في حادث غاشم، الكل تابعه في باريس، ومقتل عدد من الرهائن على خلفية احتجازهم في متجر للطعام اليهودي، استنفرت فرنسا وشرطتها، وشجبت وأدانت دول العالم كله ما جرى، واستشاط العالم غضباً وتضامن الكثيرون في مسيرة ضد الإرهاب، وطلب الرئيس الفرنسي تفويضاً لحرب الإرهاب، وكأنه يسير على خطى نظيره المصري، وقت أن كان وزير للدفاع حين طالب من الشعب المصري تفويضاً لحرب الإرهاب، وقتها نال السيسي ما لن ينله الرئيس الفرنسي من اتتقاد.

على كل حال، سار وزير الخارجية المصري -أظنه مضطراً- كتفه لكتف شخص تركي كي تعلن مصر وتركيا تضامنهما مع فرنسا ضد الإرهاب، يمكنك صديقي القارئ، أن تقرأ المشهد على أنه متى طال الخطر الجميع يُنحي الكثيرون خلافاتهم، وسرعان ما يتضامنوا سوياً ضد الخطر الداهم، وقد تراه كما رأيته أنا أن الأعداء يتضامنون ليس تنحية لخلافاتهم لأنها ليست خلافات يمكن تنحيتتها، فهي خلافات أيديولوجية في صميم عقيدة المتعادين، فثمة فرق جوهري بين الإرهابي ومن وهب بلاده حياته لمقاومة الإرهاب أي ثمة فرق شاسع بين الداعمة والمتعاونة مع جماعات الإرهابيين الداعشيين، الحكومة التركية وبين نظيرتها المصرية التي كانت هي أولى حكومات العالم معاداة للإرهاب، وحرباً عليه، وذلك نزولاً على أوامر شعبية بعزل الإرهابي والمتهم بالجاسوسية مرسي العياط من الحكم، ممثل جماعة الإرهاب الأم لكل الجماعات الإرهابية.

 

وهذا ينبهنا إلى أن ثمة أمر خطير، وهو أن المصريين هم أول من حاربوا الإرهاب، ونالوا منه، ونال منهم في أعزاء منذ أن رباه السادات- رحمه الله- إلى أن دعى مبارك المخلوع إلى مؤتمر عالمي للحرب عليه، وانتهاءاً بعزل مرسي وتفويض السيسي وهو وزير للدفاع لحرب الإرهاب، ينبهنا أيضاً أن العالم كله لم يتضامن معنا، ويأتي قادته للسير في مسيرة كتلك التي سارت في فرنسا، ونحن عانينا أضعاف ما عانت منه فرنسا في حادثها هذا، هذا رغم تقديري الشديد لكل روح تزهق، ولكل قطرة دم تراق بسبب الإرهاب، إلا أنه إن جئتم للحق فالمصريون أولى بأن يتضامن معهم العالم، ومن بعدهم العراقيون ثم السوريون ثم الليبيون، ومن بعددهم النيجيريون والماليون والغزاويون الفلسطينيون الحقيقيون الرازحين تحت حكم حماس الإرهابي، وإن سارت الأمور هكذا بصدق المتضامنين لقضيتنا حقاً ضد الإرهاب.

 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter