بقلم: عـادل عطيـة
لا تزال كرتنا الأرضية، هي لعبة مدمنو التقسيمات!
تقسيمات على النفوذ، كما في اتفاقية: "سايكس ـ بيكو"، وكما في أحلام: "برنارد لويس"، المعاصرة!
وتقسيمات دينية، تشطر عالمنا إلى: "مؤمن، وكافر" على يد القاعدة، وداعش!
أما أحدث التقسيمات، فهو تقسيم الإرهاب إلى: "طيب، وشرير"!
فعندما ضرب الإرهاب قلب فرنسا، في السابع من يناير، في فاتحة عامنا الجديد؛ فاضت ينابيع الغضب، من عيون كثيرة، طالما ذرفت الدموع على حيوان جريح، بينما لم تشعر من قريب أو بعيد، بألف إنسان ذبيح!
ان الإرهاب الذي أقتحم فرنسا، وطال باريس، لم يغيّب سوى اشخاص يعدّون على الأصابع، ولكنها صارت كأصابع الديناميت، التي مهدت الأرض، وربطت بين القارات؛ ليزحف الآلاف، في تظاهرات تضامنية، رافعين عالياً، لافتات، من قبيل: "أنا الضحية"، وأن "الإرهاب شرير"!
وأطلقت من رأسي، المتفجّر، هذا التساؤل، المتهكم، من هؤلاء الذين يتصرّفون، وكأنهم يصنّفون الإرهاب إلى: "أبيض، وأسود":
ماذا عن الإرهاب الذي يجتاح مصر، منذ سنوات، كالأعاصير الغاضبة، يطيح بالبشر والحجر، يصعب من ضرامه المتقدة، أحصاء ضحاياه.. ومع ذلك، لم تتحرك مشاعر المسكونة، لتنطق بلفظ: "الإدانة"، بل رأينا ملاجيء الإرهابيين، وهي تطل علينا بوجهها السافر من خلال صحفها، وفضائياتها، وهي تفرد ذراعيها، وتحتضن الملثمين، وتشفق عليهم، وكأن هناك إرهاب طيب، ومظلوم، يجب حمايته، ورعايته؟!..
على الذين أدعوا، أن الإرهابيين أصحاب رسالة نبيلة، وقد أدركوا، من فرط وجيعتهم، أنهم أصحاب رسالة شريرة، أن ينصتوا، هذه المرة، وقبل أن يجف أنينهم، إلى تحذير الحكمة، القائل: "أفتحوا أبوابكم للإرهابيين؛ فيأكل الإرهاب أرضكم"!...