الأقباط متحدون - منى عراقى و«أبشع تحرش فى التاريخ»
أخر تحديث ٢٢:٠٥ | الاربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥ | ٦ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

منى عراقى و«أبشع تحرش فى التاريخ»

حسام السكري
حسام السكري

منذ أيام أعلنت المذيعة منى عراقى عن تعرضها لحادث تحرش. وحسب وصفها، استمرت عملية التحرش حوالى ثانيتين، قال خلالهما «المتحرش» لكاشفة المستخبى التى كانت تركب دراجتها البخارية «انتى فخماء عظماء»!

ربما تعتبر هذه من المرات النادرة، التى تخرج فيها ضحية تحرش إلى علن، لتعلن بشجاعة عن حادث مؤلم، بل تعرض مقطعا للفيديو يظهر «كيفية مواجهتها لمتحرش الفخماء عظماء».

الحادث على بساطته قد يصلح مدخلا لفهم مذيعة برنامج المستخبى، ودورها فيما سيعرف لاحقا بمأساة حمام باب البحر، حين اتصلت بالسلطات لتبلغ عن اكتشاف «أكبر وكر لتجارة الجنس الجماعى» فتم إلقاء القبض على ستة وعشرين شخصا داخل حمام شعبى. وبعد التشهير بهم على مدى أسابيع أعلن القضاء أمس الأول براءتهم جميعا.

فى المقطع الدعائى لبرنامجها تقول المذيعة إن هذه البرامج لا يشاهدها عادة من يقل عمرهم عن 18 سنة، إلا أنها قررت، لسبب ما، استثناء مشاهديها من هذا القيد المتعسف، وقالت لهم: «هاتوا ولادكم مهما كان سنهم. خلوهم يشوفوا الحلقة واتناقشوا معاهم».

أسباب دعوتها للأطفال لمصاحبتها فى رحلة اقتحام مكان لتجارة الجنس غير مفهومة، وبنفس الشكل لم نفهم أسبابها لإطلاق اسم «وكر» على حمام شعبى، أو سبب اعتباره «أكبر وكر»، كما أنها لم تخبرنا عن مكان الأوكار الأخرى التى سيتفوق عليها هذا الوكر بضخامته! أسئلة لا توجد لها إجابة فى برنامج مشوش، استخدم الإيحاء لتوصيل فكرة مفتعلة.

عرض البرنامج تسجيلات تحتمل أكثر من تفسير، وتستخدم فيها كلمات لها أكثر من مغزى. فكلمة «مصلحة»، التى تشير إلى أى عمل بأجر، تتحول إلى فعل الجنس. ولتؤكد لنا المذيعة المعنى المعتمد، تصحبنا فى رحلة مع صبيان شوارع يمارسون الجنس بالأجر ودون أن تكون لهم صلة بالحمام، وتربطهم فى أذهاننا بالمكان وبـ«المصلحة»، حتى تأتى لحظة النصر التى تظهر فيها المذيعة/ البطلة، وهى تقود «غزوة الحمام» مع مجموعة من رجال شرطة الآداب.

لم تشعر المذيعة بالخجل، بعد أن كشفت تقارير الطب الشرعى أن المتهمين لم يسبق قيامهم بممارسة مثلية، باستثناء ثلاثة تم انتهاكهم ربما أثناء الاحتجاز. وبدلاً من الندم على ما ارتكبته فى حق 26 عائلة وملايين المشاهدين، رفعت سيفها الخشبى وصاحت فى برنامجها: «قالوا أمنجية، قالوا غير مهنية، قالوا كاذبة تتاجر بآلام الإنسانية. بسيف المنطق منى عراقى تواجه حملات التشهير الممنهجة ضدها. ونقول لهم استعدوا للاعتذار». على الأرجح لن تتلقى اعتذارا من أحد بل وربما تفكر بعد براءة من شهرت بهم، فى الاعتذار وتعويض الضحايا عما اقترفته فى حقهم وحقنا.

لو عدنا لحكايتها مع عابر السبيل الذى امتدح ركوبها لدراجة بخارية، ستظهر الهوة شاسعة بين كلماته الساذجة: «فخماء عظماء»، وبين اتهامها له بجريمة التحرش. وهى على ما تبدو المسافة نفسها بين ذهاب بعض البسطاء لحمام شعبى، وبين اتهامها لهم بالانخراط فى «أكبر وكر لتجارة الجنس الجماعى»، أو الفرق بين تلفيقها لمجموعة لقطات فيديو فى شكل برنامج تليفزيونى، وما تصوره خيالها من أنها تكشف لـ«المستور عن أسباب انتشار الإيدز فى مصر».

لا ندرى ماذا يخبئ لنا المستقبل مع مثل هذا الخيال الجامح. وكل ما نتمناه ألا تقع عيناها على امرأة تداعب قطاً، أو رجل يلاعب كلبه، أو أن تقرأ هذا المقال الذى قد تتصور أنه «أبشع تحرش فى التاريخ».

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع