بقلم: عـادل عطيـة
ما شعورك، حين يؤخذ منك بيتك؛ لتكون ضيفاً ثقيلاً في حجرة نائية؟!..
وما شعورك، حين يجبرك أحدهم على أن تذهب أبنتك إلى مدرسة، أصبحت فترة مسائية؛ لتعود إليك ليلاً، وقد لا تعود؛ لأنك تسكن في قرية، المواصلات منها وإليها، تسير على توقيت الدجاج؟!..
وما شعورك، حين تصرخ من وجيعتك، فلا تجد صوتاً يشعرك بقربه منك، ويداً تطبطب على كتفك، وتقول لك: الحل قريب؟!..
هذه الأسئلة، هي وليدة ما قام به المسئولين عن التعليم الفني في مدينة بنها.. وهذه هي البداية:
فقد أضمر أحدهم تخصيص مبنى المدرسة الثانوية التجارية للبنات ببنها؛ لتصبح مدرسة فندقية!
لم يكن هناك بديلاً، وانما وعوداً كاذبة، بأنه فور انتهاء المقاول من أعمال الصيانة والتجميل، ستعود هيئة التدريس، والطالبات إلى المدرسة!
وعندما وضحت الحقيقة، ناور المسئول، وطمأنهم بأن دراستهم ستستمر إلى أن يتم تخريج آخر دفعة!
تأجلت الدراسة أكثر من مرة، لأن يوم المقاول بسنة!
وأضطر المسئول إلى تهجيرهم إلى مدرسة أخرى، غير مؤهلة، وغير معدة لممارسة الدراسة!
المذهل حقاً، أنه بعد أن أنتهى المقاول من أعماله المملة، فوجيء أولياء الأمور بقرار وكيلة الوزارة: "بعدم عودة الطالبات إلى مدرستهن؛ خوفاً من الكتابة على الحوائط"!
وأصبح على الفتيات البقاء في مدرسة ضيقة، ويجلسن على مقاعد مخصصة للاطفال، ويعود أكثرهن إلى بيوتهن ـ ان وجدن المواصلات ـ في وقت متأخر في هذا الشتاء: القصير النهار، والشديد البرودة!
أيها المسئولون عن المنظومة التعليمية في مدينة بنها!
ويا أصحاب القرارات الجارحة!
أعيدوا للطالبات مدرستهن، إلى أن تنتهي تصفيتها بآخر متخرجة!
أو ليكن في مدرسة أكثر ملائمة، والدراسة بها صباحية!
وأنشدوا مع الآباء ـ وأنتم منهم ـ بما قاله حطان بن المعلا الطائي:
"لولا بنيات كزغب القطـا
"حططن من بعض إلى بعض
"لكان لي مضطرب واسع
"في الأرض ذات الطول والعرض
"وإنمـا أولادنــا بيننـا
"أكبادنا تمشي على الأرض
"إن هبت الريح على بعضهم
"لم تشبع العين من الغمض!