في عام 1966 تركت الفنانة الراحلة فاتن حمامة، مصر متنقلة بين بيروت ولندن، ولم تعُد مرة أخرى إلا بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر عام 1971.
وتقول "سيدة الشاشة"، خلال حوارها مع مجلة "المصور" في عددها الصادر عام 1991، إنها كانت في البداية مؤيِّدة لثورة 23 يوليو، إلا أنها بدأت تشعر أن ناصر "مخادع" عندما حدد الملكية بواقع 200 فدان ليخفضها في العام التالي إلى 100 فدان، وبدأ التخوف يزيد بالنسبة لها قائلة: "رأيت ظلماً كثيراً، ظلماً غير طبيعي لأناس يؤخذون من بيوتهم للسجن وفي نص الليل سيدات تبكي رأيت حولي أشياء فظيعة.. أما فيما يخصني كنت أعيش كبت وحبس لأنني كنت لا أستطيع السفر دون مراجعات لا لزوم لها وظروف المتحكمين في البلد من مخابرات ومضايقات".
ربما كانت الأسباب السابقة غير كافية بالنسبة لـ"فاتن" لتترك البلاد، ليأتي السبب الأهم ويدفعها للهروب خارج البلاد، فتقول: "جاءني رجل من المخابرات ومعه كتب غريبة عن الجاسوسية وطلب مني قراءتها، وقال لي: إننا نثق فيك وأنك لن تتكلمي رغم أننا نعلم أن لك أشقاء يتكلمون ومن أجلك أنت لم نؤذِ أحداً".
وتضيف الفنانة خلال حوارها مع "المصور": "ما حدث كان تهديداً مباشراً.. رفضت بسياسة ولباقة، وبعد ذلك كنت إذا أردت المشاركة في مهرجان فأذهب إلى ضابط الجوازات ويسألني لماذا تريدين السفر؟ كرهتهم جداً وبعد قليل خططت ومشيت ولم أستطع السفر إلا بعد أن سمح زكريا محيي الدين رئيس وزراء مصر وقتها، بسبب عائلتي".
وفي الوقت نفسه حاول الرئيس الراحل عبدالناصر إقناعها بالعودة إلى مصر ووصفها بـ"الثروة القومية"، لتقول "حمامة" إنها لم تكن هاربة من "ناصر" ولكن من رجاله.