الأقباط متحدون - صحوة الضمير وصفاء الذمة .. وحرب السيسى ضد الأزهر والعمة
أخر تحديث ٠١:١٤ | الاربعاء ٢١ يناير ٢٠١٥ | ١٣ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٥٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صحوة الضمير وصفاء الذمة .. وحرب السيسى ضد الأزهر والعمة

السيسي
السيسي

بقلم - سمير حبشي
لحظات يا إخوتى فى حياة الإنسان تفصل بين الأمان والخوف ، والمتعة والمشقة، والنعمة والنقمة، والسكون والعاصفة.، ساعات ماثلة أمام موج الصراع الصاعد بين الإنتصار والهزيمة ..الصراع مع الثبات المدجج بالخوف بين الإعلان عن الحقائق أو وأدها ، وربما يقضى الإنسان  ليلة دامعة في براثن الرياح العاتية مع ضربات متتالية يمينا ويسارا ، وتِنين العدم الأعمى يرفرف بجناحيه، ينفث الرماد في قلب الإنسان ، تدفعه أيدى الحقائق والواقع المر ، نحو نهاية مشهد .. إسدال الستار فيه هو الموت ، ثم الدفن فى أقبية الغبار الملوث التى حصدت كل الأفراح والأتراح   ولكى يتغير المشهد وتضيئ أنوار مسرح الحياة فى حياة البشر ، لا مفر من يقظة الضمير وصفاء الذمم ، بهما يستطيع الإنسان أن يدوس بقدميه على هذه الأحاسيس الرهيبة ، ويفتح طاقات الحرية للعيش الكريم ، وإيقاف النزيف الدموي، و الخـطوط الحمراء في حياة الإنسان الذى أتعبـتـه هيستيريا التساؤلات وأرهقه التفكير .. مرة أخرى أكرر المنقذ الوحيد من هذا الجحيم هو يقظة الضمير وصفاء ونقاء الذمم ، ففى هذه اللحظات الفاصلة يمنح الله الإنسان القدرة والشجاعة ، لكى يزيح ستار الشيطان الأسود عن جسم الحقيقة وهو فى قمة النشوة والإمتنان .

يا إخوتى لقد عاش السيسى هذه اللحظات الفاصلة ، وعرف فى لحظة يقظة الضمير ونقاء الذمة ، أنه نما وترعرع فى جو متخم بأوزار الإرهاب والقتل وكره الغير ، جو مقنن بقدسية غامضة ، تخفى كل عمق التخلف والوحشية تسمى الإسلام .. مما جعله فى لحظة صفاء الضمير ، يعترف فى عيد مولد نبى الإسلام  ، ويكشف الغطاء عن العمود الفقرى لهذا الدين وهو الجهاد ، الذى بُنىً على قول نبى الإسلام : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، والذي هو ذروة سنام الإسلام ، ويصور المسلمين بأنهم دمويون يريدون أن يعيشوا فقط على حساب قتل الآخرين ، ولخص السيسى هذا المعنى فى كلمات واضحة فقال : " نتوقف كثيرا أمام الحالة اللي إحنا موجودين فيها ، مش معقول يكون الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة دي بالكامل أنها تكون  مصدر للقلق وللخطر وللقتل والتدمير في الدنيا كلها ، مش ممكن يكون الفكر ده اللي تم تقديسه ، نصوص وأفكار تم تقديسْها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوي لدرجة إنّ هي بتعادي الدنيا كلها ، يعني الواحد وستة من عشرة مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها سبعة مليار عشان يعيشوا هُمّه ؟ !!!  مش ممكن ،  الكلام ده أنا بقوله هنا في الأزهر ، هنا أمام رجال وعلماء الدين  والله لأحاجِيكم يوم القيامة ، إحنا محتاجين ثورة دينية ، يا فضيلة الإمام أنتم مسئولون أمام الله، الدنيا كلها منتظرة منكم ، منتظرة كلمتكم ، لأن هذه الأمة تُمزق و تُدمرو تَضيع، وضياعها بأيدينا نحن " .

كانت هذه هى لحظة يقظة الضمير التى دفعت السيسى أن يُلقى بالمسئولية على أكتاف رجال الدين الإسلامى ، والذين يحملون على أكتافهم تعاليم نبى الإسلام التى تأمرهم بغزو العالم أجمع .. فهل قابلها يقظة ضمير وصفاء ونقاء الذمم من الأزهر وقياداته ؟ !! . لا وألف لا فبعد أن أصاب السيسى كبد الحقيقة ، قوبل بنقد رهيب شرس .. فكان رد الأزهر على كلماته واضحة كل الوضوح ناعتين إياه بالجاهل ، والمضلل ، والمجرم ، وصاحب فكر ضال منحرف ، وذلك فى كلمات قليلة مركزة تغلق كل نوافذ الأمل لتحقيق ولو بعض من كلمات السيسى . فقال شيخ الأزهر : أخيرا أؤكد للمصريين والمسلمين جميعا ، أن الأزهر بكلياته ومعاهده وهيئاته العلمية ، إنما يعلمكم أيها المسلمون ، يعلمكم عقائد دينكم كما أراده الله خالصة نقية من تحريف الجاهلين وتضليل المجرمين ، ويأخذ بأيديكم إلى طريق مستقيم مجمع عليه وينجيكم من كل فكر ضال منحرف غير مختلف عليه .. وألقوا بتعليمات السيسى وتوجيهاته فى أقرب سلة قاذورات .. وانهالت عليه كلمات الإستهجان كالمطارق من معظم مشايخ مصر،  بل والبلاد العربية .. فقال الدكتور سعيد عبد العظيم، نائب رئيس الدعوة السلفية:  أن الرئيس ينتقد الفكر والنصوص المقدسة التي تعيش بها الأمة منذ مئات السنين، قائلا: "هذا الكلام غاية في الخطورة وقلب للحقائق وانقلاب على الدين حتى وإن طالب قائله بثورة دينية، ولا بد من رد هذا الكلام وتخطئته ، لا التصفيق له أو السكوت عليه، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصفق للباطل شيطان ناطق .. وقال محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف المصري السابق :  إن السيسي يدعو لانقلاب ديني بعد أن قام بانقلاب عسكري على أول تجربة حرية في مصر ،  وأن الرئيس المصري يتهم ثوابت الإسلام التي وصفها بالمقدسة ويدعو للخروج عليها، كما ينعت 1.6 مليار مسلم بأنهم سبب القلاقل في العالم، كما نعته آخر بقوله :  هذا الرجل جاء لخدمة المشروع الصهيوني للحرب علي الإسلام ،أتي به الصهاينة ومن يدعموهم لتدمير أصول الدين الحنيف ، وتعطيل فريضة الجهاد حتي لايملك المسلمون حتى حق الدفاع عن النفس ، وقالت جبهة علماء الأزهر: خطاب السيسى سيدُخل مصر فى حرب أهلية ، وخرجوا ببيان قالوا فيه : أن ما قاله السيسي : لا يستبعد معنى تعزيز الردة في المجتمع ، وتشجيع موجات الإلحاد التي تتزايد في مصر والعالم العربي ، واستعرض البيان تصريحات السيسي خلال الإحتفال حيث قال : الجبهة تنقل كلامه هنا بنصه من دون تصرف، بلغته المتدنية الرقيعة الكسيرة . وتكررت التعليقات النارية والسباب الواضح للسيسى من بعض القنوات والمذيعين مثل معتز مطر و محمد ناصر وآيات العرابى .. أما عن المشايخ فليس لهم حصر مثل .. سلامة على ، وجدى غنيم ، صفية سرى ، محمد عبد المقصود وغيرهم كثيرون لا مجال هنا لذكر اسمائهم .

وفى الحقيقة يا إخوتى أنا لا ألوم أحد من المسلمين ، ولا أحد من المشايخ ، ولا أحد من علماء الأزهر ، لأن حسب كلمات السيسى فى قوله هذا الفكر " أنت وأنت بداخله لن تستطيع أن تشعر به لكن لازم تخرج منه وتراه حتى تستطيع أن تشعر بالكارثة .. ولكى يخرج المسلم خارج دائرة هذا الفكر الأسود ، لابد له من يقظة ضمير وجلاء الذمة  ، وهنا سيكون فعلا  مرتدا عن الإسلام ، كما وصف البعض السيسى واتهموه بالردة ، لأنه لا خيار عند المسلم لإصلاح  هذا الدين ، إلا بحرق كل من القرآن ، وكتب السنة ، لأن العيب ليس فى الإنسان لكن فى صلب الدين نفسه ، الذى ينادى بأن مليار ونصف مسلم ليس أمامهم غير قتل باقى سكان الكرة الأرضية ، حتى يكون الدين كله لله ، وأن يشهدوا بأن لا إلله إلا الله وأن محمدً هو رسول الله .. مما يُميت الضمير ، ويلقى بالذمم فى دياجير الظلام ، وتتوارى أمام ذلك الإنسانية تماما لأن فاقد الشئ لا يعطيه .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع