كتبت – أماني موسى
تتعالى صرخات البعض بين الحين والآخر تطالب بحرية الرأي والتعبير، وتقوم ثورات الربيع العربي بمنطقة الشرق الأوسط لتقضي على الأخضر واليابس فقط تحت هذه الراية "حرية الرأي والتعبير"، وبينما يسود المنطقة صراعات مسلحة طلبًا لهذه الراية، تبقى السعودية بمنأى عن هذه الحرية وتحرص دومًا على ألا يصل هذا المفهوم الغربي المستورد إلى أراضيها..


رائف محمد بدوي أحد ضحايا "الرأي" بالسعودية:
رائف محمد بدوي من مواليد 1984 في مدينة الخبر بالسعودية، كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان ومؤسس موقع "الليبراليون السعوديون" سنة 2006، وفي عام 2008 دعا إلى إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطالب بمحاكمة رئيسها "إبراهيم الغيث" في محكمة العدل الدولية، وذلك في حديث خاص معه على قناة الـ "سي إن إن" الأمريكية.

تم إعتقاله عام 2012 بتهمة الإساءة للدين الإسلامي عبر الإنترنت، وأتهم بالردة، وحكم عليه آنذاك بالسجن لمدة سبع سنوات، والجلد 600 جلدة، وإغلاق موقع الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، وفي مايو 2014 تم تعديل الحكم إلى الجلد 1000 جلدة، والسجن لمدة 10 سنوات، بالإضافة لغرامة مالية، ليبدأ تنفيذ الحكم إبتداءً من 9 يناير 2015 أسبوعيًا لمدة 20 أسبوع.


الأمم المتحدة تطالب العاهل السعودي بالعفو عن رائف:
لاقى الحكم على المدون رائف ردود فعل واسعة دولية ومحلية، حيث طالب "زيد رعد الحسين" المفوض الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من العاهل السعودي وقف الحكم والعفو عن رائف، ومراجعة هذا النوع من العقوبات التي وصفها بـ القاسية واللا إنسانية، مؤكدًا على أن هذه العقوبات ممنوعة بموجب القانون الدولي.


العفو الدولية تطالب بالضغط الدولي على العاهل السعودي للإفراج عن رائف:
دعت منظمة العفو الدولية ديفيد كاميرون لاتخاذ موقف واضح وتقديم الدعم لمبادئ حرية التعبير بالسعودية وطالبت بالضغط على العاهل السعودي للإفراج عن المدون رائف وبشكل فوري خاصة بعد تدهور حالته الصحية.


مستشار ميركل ووزير خارجية كندا يطالبان السعودية بوقف الحكم:
ناشد "جون بيرد" وزير الخارجية الكندي، السعودية بتطبيق الرأفة وأضاف في بيان له الأربعاء الماضي: أن هذا الحكم هو انتهاك للكرامة الإنسانية وحرية التعبير".

من جانبه دعا "فرانس جوزيف" نائب رئيس الفريق البرلماني للحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، الذي تنتمي له المستشارة أنجيلا ميركل، حكومة بلاده للضغط على الرياض لوقف.

الاندبندنت: الموقف الغربي تجاه السعودية يعكس غياب الرغبة في التعامل مع ملف الحريات بالسعودية
تحت عنوان "الحرية لرائف بدوي" على صدر الصفحة الرئيسية لصحيفة الاندبندنت، طالبت الحكومة البريطانية وحكومات الغرب بفعل أي شيء والتواصل مع السلطات السعودية لوقف الحكم، واصفة موقف الحكومات الغربية بأنه مخجل ولكنه ليس مفاجئًا.

وحذرت الصحيفة من القيود الشديدة المفروضة على حرية التعبير بالسعودية، مؤكدة أن الموقف الغربي يعكس غياب رغبة الغرب في التعامل مع الاستخفاف بحقوق الإنسان الأساسية الذي يميز النظام القانوني السعودي بالكامل.

الغارديان السعودية تستعرض بجلد رائف وتوصل رسالة للعالم:
وصفت جريدة الغارديان البريطانية جلد رائف بسبب أرائه بـ العمل الوحشي البربري، قائلة: إن مسرحية الجلد في مكان عام ليست سوى استعراض يرغب حكام السعودية من خلاله إيصال رسالة، وهي أنهم قادرون على عقاب من يجرؤ على الكلام أو التفكيرالحر في المملكة، وأضافت: أن رائف يجلد لأنه مسلم، بينما لو كان مسيحيًا أو ملحدًا لقتل بتهمة الردة.

علماء نوبل يدافعون عن رائف بدوي ويهددون السعودية بعزلة دولية:
وقع 18 عالم من الحائزين على جائزة نوبل بمختلف الدول الغربية، على رسالة ناشدوا فيها الأكاديميين السعوديين والباحثين الأجانب في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا الوقوف مع حرية التعبير والبحث الأكاديمي، مهددين بعزلة دولية علي الباحثين السعوديين إذا ما أمتنعوا عن تقديم الدعم لرائف في قضيته.

مظاهرات بأنحاء العالم للمطالبة بالإفراج عن المدون السعودي:
انطلقت عدة مظاهرات بالعالم الغربي تنديدًا بالحكم على رائف، ومنهم وقفة أمام السفارة السعودية بمونتريال وأخرى أمام السفارة السعودية في روما تدعو إلى الإفراج عن معتقل الرأي رائف بدوي، بينما تظاهرت ناشطات من حركة "فيمين" عاريات أمام السفارة السعودية بباريس حاملات بأيديهن سياطًا، احتجاجًا على عقوبة الجلد التي يخضع لها بدوي.


وختامًا يبقى رائف خاضعًا لتنفيذ بقية الحكم وتوقيع الجلدات عليه بعدما تم التأجيل لتأخر حالته الصحية عقب تنفيذ الدفعة الأولى من الجلد، ينتظر وينتظر العالم أجمع مصيره.