خاص – الأقباط متحدون
مرت منذ أيام الذكرى الثالثة عشر لرحيل الكاتب والروائي الكبير إحسان عبد القدوس، الذي ولد في 1 يناير عام 1919، وهو ابن السيدة روز اليوسف، مؤسسة مجلة "روز اليوسف" ومجلة "صباح الخير"، ووالده هو الممثل محمد عبد القدوس، ونجله هو محمد عبد القدوس الكاتب وعضو نقابة الصحفيين.
نشأ إحسان عبد القدوس، في بيت جده الشيخ رضوان، وكان يعمل رئيس كتاب في المحاكم الشرعية، وبحكم ثقافته كان يفرض على جميع أفراد العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين، وكان يحرم على جميع النساء الخروج إلى الشرفة بدون حجاب، وفي الوقت نفسه كانت والدته "روز اليوسف"، متحررة تفتح بيتها لعقد الندوات، وكان الطفل إحسان ينتقل بين البيتين ، ويتحدث عن ذلك قائلا: "كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه".
أدبيا: يعتبر الكاتب الكبير من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية، كما يمثل نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة.
وكتب عبد القدوس أكثر من 600 قصة، تحول 49 رواية منها إلى أفلام و5 روايات تم تحويلها إلى مسرحيات و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية و10 روايات تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية وترجمت 65 كتابا من رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية.
صحفيا تولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وطرح العديد من القضايا الهامة، مثل الأسلحة الفاسدة، وكتب العديد من المقالات الجريئة، الأمر الذي عرضه إحسان للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه، إلا أنه لم ينفذ.
من أشهر أعماله "لن أعيش في جلباب أبي، و"يا عزيزي كلنا لصوص"، و"غابت الشمس ولم يظهر القمر"، و"رائحة الورد وأنف لا تشم"، و"مضت أيام اللؤلؤ"، و"لون الآخر"، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات، وكرمه جمال عبد الناصر، وحسني مبارك، وتوفي في 12 يناير عام 1990، ولكن ظلت أعماله باقية.