الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
في لقائه بمجموعة من شباب الإعلاميين ، أكد الرئيس السيسي أنه كلما ازدادت درجة الوعي كانت الأمة أكثر استقراراً وصلابة وقدرة علي مواجهة التحديات ولاسيما في أوقات الأزمات ، ومع بالغ التقدير لفكرة اللقاء وضرورة الاقتراب من شباب منوط بهم مسؤولية المساهمة في تشكيل وجدان الناس ، وصياغة ملامح مستقبل شعب ثار ورفض نظم البلادة والتباتة والاستقرار الرذيل بدعوى التخوف من التطوير والتغيير والإصلاح من عصابات التطرف وبشاعات المواجهة وتبعاتها المخيفة على أحوال أمن البلاد والعباد ..
لكن، الغريب في مثل تلك اللقاءات غياب الجدية في البحث عن أطر لتحديد أليات عملية تتعلق بدعم عمل الشباب المنتسب للمؤسسات الإعلامية بكافة وسائطها عبر إقرار نظم وقوانين لتوفير المعلومات التي من شأنها تجريم ومعاقبة الجهات التي تمنع أو تعيق اتاحة المعلومات ، وغريب أن الشباب لا يطالبون باتاحة روافد إعلامية جديدة يقدمون من خلالها رؤاهم الطموحة ( مثل تخصيص قنوات أو إصدارات صحفية يديرونها ويحررون موادها المختلفة ) بعد أن تقدم الشباب الصفوف في ثورتي يناير ويونية وقام بتقديم تجارب إعلامية ناجحة من خلال منافذ الإعلام الخاصة في الفترة الأخيرة ... وغريب أيضاً ألا يكون هناك سعي لإقامة حوارات ومنتديات علمية حول أهمية تطوير مناهج كليات الإعلام لتتوافق مع متغيرات الواقع والتحديات التي تفرض نفسها على الساحة المصرية والعربية والإقليمية والعالمية ، والتي منها على سبيل المثال مناهج بحثية حول تدريس الإعلام الديني وتأثيره في تصويب مسارات الخطاب الديني الصادر من المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والتربوية ..
وفي هذا الإطار ، أود توجيه تحية لشباب رائع تخصص في مجال الإعلام عن الشأن المسيحي ( ماتم تعريفه بالملف القبطي ) ، فقد نجح نسبة كبيرة منهم في تجاوز الشكل التقليدي في ممارسة تلك النوعية من الإعلام المقروء والمرئي على طريقة الأجيال السابقة لهم ، ليس فقط استفادة بتطور واستحداث وسائط وأشكال إعلامية جديدة ، ولكن الانظلاق بجرأة محمودة ومنطقية داعمة لفكرة المواطنة وحقوق المواطن المسيحي في أن يعلم ويُعلم عنه ، عبر المتابعات السريعة والنشطة للفعاليات والأحداث ذات البعد الديني اليومي ، وحتى التي تذهب إلى الشكل الطائفي ..
وبدون ذكر أسماء حتى لا أنسى أحد منهم ، نجح البعض منهم بقدر كبير في استحداث أشكال لعرض أحوال الأقباط عبر صفحات " قساوسة ورهبان" وأجراس الأحد " وصولاً ل "قضايا تنويرية" وإعداد برامج تليفزيونية بات لها النصيب الهائل من حجم المشاهدة التليفزيونية ، وصعد منهم البعض لعضوية مجلس نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة ، وتميز منهم من كتب الرواية والشعر وإعداد وتأليف الكتب الموثقة لأحوال المواطن المسيحي ومعاناته وطموحاته على أرض الوطن وتناول قضايا المواطنة والثقافة القبطية وغيرها ...
ولكن ــ للأسف ــ لايجد هؤلاء التعاون من جانب المؤسسة الدينية ، إلى حد كتابة بعضهم مذكرات غاضبة لإدارة الكنيسة حول ما عانوه وهم يتابعون بعض أحداث عام 2013 على سبيل المثال ،وصولاً لمخاطبة نقابة الصحفيين للإدارة الكنسية بشكوى عددت فيها بعض ما يتعرض له صحفيي الملف القبطي ، من بين ماجاء فيها " بعثت نقابة الصحفيين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مذكرة إلى القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بشأن واقعة الاعتداء التي تعرض لها الزميل الصحفي مايكل فارس، والمصور حسام عاطف، على يد أمن الكاتدرائية أثناء تغطيتهم للتظاهرات.وقالت المذكرة إنه في ظل العلاقات الوطيدة التي تجمع بين نقابة الصحفيين والكنيسة الأرثوذكسية نود إحاطتكم علمًا بواقعة الاعتداء على الزميلين مايكل فارس وحسام عاطف، الصحفيين في جريدة "اليوم السابع" والتي تمت داخل الكاتدرائية المرقسية، أثناء تغطيتهما لمظاهرة احتجاجية وتصويرهما واقعة اعتداء أفراد من أمن الكاتدرائية بالضرب على إحدى السيدات، وعلى إثر ذلك تعرض الزميلان لتعدي أفراد الأمن عليهما بالضرب.وجاء في المذكرة في الزميل مايكل فارس تحرير محضر رسمي في قسم شرطة الوايلي تحت رقم 3512 لسنة 2013 إداري الوايلي ولإثبات الحالة وهو حق قانوني.وطالبت النقابة بفتح تحقيق فوري مع مرتكب الواقعة وتوقيع الجزاء المناسب عليه، وشددت النقابة على وضع ضوابط للتعامل مع الصحفيين والإعلاميين الذين يقومون بتغطية أخبار الكنيسة المرقسية، والتنبيه على مسئولي الأمن في هذا الشأن، بعد أن تكررت شكاوى الزملاء من سوء معاملتهم والتضييق عليهم...."
والغريب أن قداسة البابا كان قد كرم معظم شباب الملف القبطي مقدراً دورهم المهني وجدارتهم في متابعة الشأن الكنسي ، وعليه نأمل أن تعي تلك الرسالة سكرتارية قداسته عبر التعامل الطيب وفتح الأبواب وتوفير المعلومات ، في إطار دور الكنيسة في دعم وجود خطاب ديني وطني كعهدنا بها دوماً ..