«الرئيس هادي استقال من منصبه».. عبارة فاجأت العالم قيلت على لسان مصدر تحدث بشكل مقتضب، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، معلنا استقالة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من منصبه، الخميس، بعد دقائق من استقالة الحكومة، وهي الاستقالة التي قوبلت باحتفاء شعبي، حيث يؤكد مراقبون أن هذه الاستقالات، وإن جاءت متأخرة، تترك جماعة «الحوثي» المسلحة مسؤولة أمام الشعب والعالم.
ومنذ 3 أيام، يقيم الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها جماعة الحوثي، واحتلت مقار رئاسية، منها منزله الشخصي الكائن في شارع الستين بالعاصمة صنعاء، وجاء هذا الوضع عقب اشتباكات بالعاصمة صنعاء بين قوات الحرس الرئاسية وميليشيات جماعة أنصار الله «الحوثيين»، أفضت إلى سيطرة الأخيرة على مقار رئاسية وحكومية وعسكرية.
ويرجع انهيار سلطات «هادي» إلى انقسام القوات المسلحة اليمنية بين «هادي» وسلفه الرئيس اليمنى المخلوع على عبد الله صالح، ويتهم كثيرون «صالح» الذي أزيح من السلطة بعد انتفاضة 2011، بترتيب استيلاء «الحوثيين» على صنعاء والإسراع بإفشال «هادي»، ويقول البعض إن «الحوثيين» مدعومون من إيران، وهي التهمة التي ينفونها.
وحركة أنصار الله «الحوثيون» هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من محافظة صعدة في اليمن مركزا رئيسيا لها، عرفت باسم «الحوثيين» نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي، الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004، ويعد الأب الروحي للجماعة.
تأسست الحركة عام 1992 نتيجة ما يشعرون أنه تهميش وتمييز ضدهم من الحكومة اليمنية، تنتمي قيادة وأعضاء الحركة إلى المذهب الزيدي من الإسلام.
وبينما العالم ينتظر قرار البرلمان اليمني، وتحركات الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والأم المتحدة، لحسم موقف الرئيس اليمني، يرصد «المصري اليوم لايت» 38 معلومة عن عبد ربه منصور هادي.
38-ولد عبد ربه منصور هادي الفضلي في 1 سبتمبر في قرية ذكين، مديرية الوضيع بمحافظة أبين.
37-«هادي» هو الابن السادس للشيخ منصور هادي، الذي ينتمي إلى قبيلة «آل مارم»، وهي من قبائل اليمن المشهورة التي خرج منها الكثير من قادة الجيش اليمني قبل وبعد الوحدة اليمينة.
36-هو الرئيس الثاني للجمهورية اليمنية منذ 25 فبراير 2012، وحتى تقديمه لاستقالته في 22 يناير 2015، بعد سيطرة مليشيات أنصار الله «الحوثين» على القصر الرئاسي، وكان قبلها نائبًا للرئيس خلال الفترة من 1994 وحتى 2011.
35-متزوج وله 5 أولاد، بنتان و3 أولاد، لا يظهرون إعلاميا.
34-تخرج عام 1964 في مدرسة «جيش محمية عدن» العسكرية الخاصة بتأهيل وتدريب أبناء ضباط الجيش الاتحادي للجنوب العربي.
33-تخرج في كلية «سان هيرست» الملكية البريطانية عام 1966 بعد حصوله على منحة دراسية عسكرية للدراسة في بريطانيا، وتعلم فيها التحدث باللغة الإنجليزية.
32-حصل عام 1970 على منحة دراسية أخرى لدراسة سلاح الدبابات في مصر لمدة 6 أعوام، وحصل على درجة الماجستير من أكاديمية ناصر العسكرية.
31-أمضى «هادي» الأعوام الـ4 التالية في دراسة القيادة العسكرية في الاتحاد السوفييتي، وحصل على درجة الماجستير من أكاديمية «فرونزا» في الاتحاد السوفيتي السابق.
30-تدرج في مناصب القطاع الأمني ابتداء من درجة ضابط في جيش الجنوب العربي عام 1966 حتى رتبة فريق عام 1997.
29-بعد الاستقلال في 27 نوفمبر 1967، عُيِّن قائدا لسرية مدرعات في قاعدة العند في المحور الغربي لجنوب اليمن، ثم مديرا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة.
28-انتقل عام 1972 إلى محور الضالع، وعين نائبا ثم قائدا لمحور كرش، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال.
27-استقر في مدينة عدن مديرا لإدارة التدريب في الجيش، ومساعدا إداريا لرئيس الأركان العامة، أصبح رئيسا لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة.
26- رقي إلى نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش بداية من عام 1983، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع السوفييت.
25-كان من ضمن القوى التي نزحت إلى العاصمة اليمنية، صنعاء، عقب الحرب الأهلية في جنوب اليمن 1986.
24-عمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها إلى 7 ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها ماليا وإداريا، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى 22 مايو 1990، تاريخ الوحدة اليمنية.
23-عين قائدا لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994، وفي مايو 1994 صدر قرار تعيينه وزيرا للدفاع، ثم عين نائبا للرئيس في 3 أكتوبر من العام نفسه.
22-رفض عام 2006 الترشح للرئاسة اليمن بديلا لـ«صالح»، حين قرر الأخير عدم الترشح ثم تراجع عن قراره.
21-انتخب نائبا لرئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأمينا عاما له في نوفمبر 2008.
20-كان من بين المسؤولين اليمنيين الذين استهدفهم قصف مسجد «دار الرئاسة» في صنعاء 3 يونيو 2011 لكنه نجا.
19-شغل منصب نائب الرئيس 1994-2011، وذلك بعد علي سالم البيض الذي استقال وخسر الحرب الأهلية عام 1994، وكان قبل ذلك وزيراً للدفاع لفترة وجيزة.
18-شغل منصب القائم بأعمال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حين كان يخضع للعلاج في السعودية، في أعقاب تفجير في مسجد القصر الرئاسي أثناء ثورة الشباب اليمنية 2011.
17-بعد توقيع «صالح» على المبادرة الخليجية، في 23 نوفمبر 2011 أصبح رئيسًا بالإنابة مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012 التي خاضها «هادي» مرشحا للتوافق الوطني، الذي أجمع عليه حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب تكتل اللقاء المشترك.
16-كان «هادي» هو المرشح الوحيد للانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 فبراير 2012، وأيد ترشيحه كل من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، وذكرت لجنة الانتخابات أن 65% من الناخبين المسجلين شاركوا في الانتخابات، وأدى «هادي» اليمين الدستورية أمام البرلمان في 25 فبراير 2012.
15-ظهرت ورقة الاقتراع التي انتخب بها اليمنيون رئيسهم الجديد، وهي خالية إلا من صورة واسم المرشح المشير «هادي»، وبالتالي لم يكن أمام اليمنيين سوى التصويت للرجل الذي رافق صالح منذ التسعينات، واعتبر الكثير من المحللين أن التصويت «رمزيًا»، خاصة أن «هادي» «مرشح توافقي» لمعظم القوى اليمنية، ويأتي انتخابه في إطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة مقابل حصوله على حصانة من المحاكمة.
14-أجرى الرئيس «هادي» عملية واسعة لهيكلة الجيش اليمني والأمن بإقالة العشرات من القادة العسكريين المواليين للرئيس المخلوع «صالح»، وكبار القادة المواليين لثورة الشباب اليمنية، وإعادة تنظيم وتوزيع الوحدات العسكرية والأمنية، وقال: «إن إعادة بناء الجيش اليمني على أسس وطنية يكفل حياده وعدم دخوله في الصراعات السياسية».
13-عمل بعد توليه الرئاسة على تنفيذ اتفاقية مجلس التعاون الخليجي التي بموجبها تنحى «صالح»، وكلف حكومته الجديدة بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية ومعالجة مسائل العدالة الانتقالية، وإجراء حوار وطني شامل، وتمهيد الطريق لصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات عامة عام 2014.
12- استطاع الاحتفاظ بسلطة كبيرة، أعاقت الانتقال الحقيقي للسلطة، وفي عام 2012، علق «هادي»، الذي ليس له قاعدة سلطة داخل الخدمات المدنية أو الأحزاب أو المنشأة العسكرية، بين فصيلين مسلحين هما فصيل «صالح»، وفصيل علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع اللذين كانا منقسمين ضمن الجيش اليمني.
11-الاحتجاجات المستمرة دفعت «هادي» إلى إقالة عدد من كبار المقربين من «صالح» من مناصبهم في الجيش، تلا إقالة 2 من قادة الجيش المقربين من «صالح» في 2012 قائد القوات الجوية اليمنية اللواء محمد صالح الأحمر، وقائد الحرس الخاص العميد طارق محمد عبدالله صالح.
10- خلال عام 2014، توسعت جماعة «الحوثيون»، من معقلها في محافظة صعدة وخاضت حروباً مع القبائل ووحدات عسكرية محسوبة على قوى الثورة التي دعمت «هادي»، للصعود إلى السلطة، وفي مقدمتها، «آل الأحمر» وحزب «الإصلاح»، والقائد العسكري علي محسن الأحمر، لكن «هادي» تولى تحييد مؤسسة الدولة وترك رقاب حلفائه فريسة لـ«الحوثيين» وصولاً إلى سبتمبر الماضي، عندما سقطت صنعاء بأيدي «الحوثيين» وغادر اللواء الأحمر، الذي كان يمثل القوى العسكرية التي انحازت إلى مطلب تغيير «صالح» ودعمت «هادي».
9-في نوفمبر الماضي، أيّد «هادي» عقوبات دولية ضد «صالح»، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2140 الصادر تحت الفصل السابع، وفي اليوم التالي لصدور العقوبات أقر حزب صالح فصل «هادي» من منصبيه في قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام، النائب الأول والأمين العام.
8-أصدر «هادي» العديد من القرارات التي مكنت «الحوثيين» من مناصب عليا في الدولة، وخصوصاً في مؤسستي الجيش والأمن، ما فاقم من التدهور في علاقاته مع حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي كان الخصم السياسي للحوثيين في حروبهم التوسعية عام 2014.
7-خلال فترة رئاسته، بقي الوضع الإنساني حرجاً، وأدى عدم الاستقرار السياسي إلى ارتفاع أسعار السلع وزيادة البطالة ووصلت إلى 50%، ورغم ذلك تداولت الصحف والمواقع خبر الهدية التي أعطاها هادي لزوجة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بمناسبة رأس السنة، وقيل إن تيريزا هاينز كيري احتفظت بقطعة مجوهرات من الفضة والمرجان قدمها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لقاء 425 دولارا.
وفي ديسمبر 2012، تصدر عنوان «أول فضيحة علنية» الصحف والمواقع اليمنية، بعد قرار «هادي» تعيين اللواء محمد علي سعيد صويلح مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أصدرت هيئة مكافحة الفساد قرارا بإيقافه عن عمله نتيجة عمليات الفساد ونهب المال العام التي تورط فيها.
وفي خطوة أثارت الرأي العام في يناير 2014، كشفت إحدى الوثائق المُسربة عن قرار من مكتب «هادي» يُصدر فيها عفوا عن أحد مختلسي المال العام بتوجيه من الشيخ القبلي، صادق الأحمر، حيث أعفى جميل عبدالباري محمد حاتم بعد اختلاسه 8 ملايين دولار، وإعادته إلى العمل مجددا، في تساهل فاضح وتخاذل واضح في الحفاظ على الأموال العامة.
6-في 21 سبتمبر 2014، عجز «هادي» عن الدفاع عن صنعاء، ما جعله رئيساً فاقداً لأغلب سلطاته، ومتواطئاً بنظر بعض الأطراف مع الميليشيات، الأمر الذي أفقده نوعاً ما ثقة مجلس التعاون الخليجي، كأبرز الأطراف المؤثرة في مسار التسوية، إذ أكدت مصادر دبلوماسية أن الخليج وفي مقدمه السعودية، قطع مساعداته للبلاد بعد 21 سبتمبر.
5-كان «هادي» يعتمد بشكل أساسي، على الدعم الدولي، من سفراء الدول الكبرى، والفصل السابع الذي يلوح من خلاله بالعقوبات على الأطراف المعارضة له، لكن الدعم الدولي لم يستطع الصمود أمام العوامل المحلية المتصاعدة، وشهد 8 يناير 2015، أول تظاهرة هتف المشاركون فيها بالمطالبة برحيل «هادي».
4-شددت جماعة «الحوثي» في 21 يناير قبضتها على مفاصل الحكم في اليمن بعد سيطرتها على مواقع رئاسية وأمنية وعسكرية حساسة في العاصمة صنعاء، بينما شهدت مدينة تعز مسيرة حاشدة رفض المشاركون فيها سيطرة «الحوثيين» على صنعاء.
3-في 20 يناير 2015، وقف «هادي» وحيداً في مواجهة عشرات المسلحين يحاصرون منزله، في صنعاء، دون أن يلمس تعاطفاً شعبياً أو خارجياً يردع محاصريه، حتى الأحزاب السياسية على اختلافها، التزمت الصمت تجاه محاصرة منزل «هادي» بعد سقوط دار الرئاسة بيد مسلحي الحوثي وموالين للرئيس السابق.
2-قدم «الحوثيون» قائمة بمطالبهم لـ«هادي»، حيث طالبوا بمنصب نائب الرئيس والكثير من المناصب الحكومية الرئيسية، وإلحاق عشرة آلاف بالجيش وعشرة آلاف بالأمن من أفرادهم، وذلك خلال لقائهم، الثلاثاء، مع مستشاري «هادي».
1-قدم «هادي»، في 22 يناير 2015 استقالته من منصبه إلى رئيس وأعضاء البرلمان الذي سارع إلى رفضها، في حين ما تزال صنعاء تحت سيطرة «الحوثيين» بشكل كامل، وأعلنت مصادر يمنية أن استقالة «هادي» جاءت بعد رفضه تحقيق مطالب «جماعة الحوثي» ونتيجة للضغوط التي مارستها عليه.