"المطرية" و"عين شمس" بؤر الإرهاب الساخنة من التسعينات وحتى الآن
1988 أول صدام مع أجهزة الأمن.. ووصفوا الأمن بـ"جنود فرعون"
1990.. الإرهابيون يحاولون فرض الجزية على الأقباط.. وتفجير كنيسة العذراء
"ميادة وماري".. دماء لم تفرق بين الأديان
كتب – نعيم يوسف
تاريخ يعيد نفسه
"ما أشبه اليوم بالبارحة" مثل عربي يصف حال منطقة المطرية وعين شمس، حيث لم تكن هذه الصدامات، التي وقعت أمس الأحد، مع أجهزة الدولة ممثلة في الأمن هي الأولى من نوعها، ولم تكن أحداث العنف التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي هي فاتحة الإرهاب بل هو امتداد لإرهاب قديم تأصلت جذوره في هذه المنطقة.
أحداث الأمس والمواجهة مع الدولة
قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، خلال الإعلان عن نتائج جهود جهاز الشرطة في الأيام الماضية، إن المواجهات مع العناصر الإرهابية في منطقة المطرية أخذت وقتا طويلا أكثر من باقي المناطق، لافتا إلى أن هذه المواجهات والصدام مع عناصر الإخوان المسلمين استمر حتى فجر اليوم، الاثنين.
وأكد الوزير أنه تم السيطرة على الوضع في النهاية، والقبض على عدد منهم، مؤكدا أن العناصر الإرهابية استخدمت كل الأساليب الإرهابية الممكنة ومنها إلقاء العبوات الناسفة على المواطنين.
أولى الصدامات مع الدولة
تتشابه هذه الأحداث كثيرا في أسلوبها ونوعية منفذيها مع ما قامت به الجماعات الإسلامية والمنتمين لتيارات الإسلام السياسي في المنطقة منذ عشرات السنين، وكان أول صداما لهم مع أجهزة الدولة في 12 أغسطس عام 1988، وذلك عقب تكوين خلية إرهابية من مجموعة من المفرج عنهم في قضايا سابقة ومنهم: حازم الحسيني، أكرم هريدي، بركات هريدي، محمد عبد الرؤوف نوفل، إسماعيل رفاعي.
نظرتهم لرجال الأمن
خلال هذه الأحداث قام "المصلون" بإحراق إطارات السيارات والقوا كرات اللهب والحجارة على قوات الأمن الذين وصفوهم بأنهم "جنود فرعون" و"هامان وجنوده"، وفقا لتسمية "عمر عبد الرحمن"، وذلك حسبما أفادت "سلسة تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر" المنشورة عبر الانترنت.
فرض الجزية واستهداف الأقباط
خلال السنوات التالية تبنت جماعات الإسلام السياسي عدة عمليات إرهابية في هذه المنطقة، وغيرها حيث استهدفت السياحة، لأنها "تثير غرائز المصلين" حسب وصفهم، والأقباط وكنائسهم، وفي عام 1990 قام الإرهابيون بتوزيع منشورات على محلات الذهب التابعة للأقباط تحمل توقيع "جماعة الجهاد" طالبوا الأقباط بدفع جزية مالية وإلا تعرضوا للدمار، وبعد مرور وقت قصير جدا ألقوا عبوة ناسفة على كنيسة العذراء في شارع أحمد عصمت، ما أثار الذعر بين أقباط المنطقة، كما قام "مسجد أدم" بتوزيع أموال على المحتاجين المسلمين قيل بعدها إنها حصيلة تبرعات وقال آخرون أنها "حصيلة جزية".
محاولات خلق "رابعة جديدة"
عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، تركزت جهود جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها في هذا المنطقة، والتي تمثل معقلهم بالأساس، وكانت التظاهرات شبه يومية، وتزداد حدتها في أيام الجمعة، وحاولوا أكثر من مرة احتلال بعض الميادين وتحويلها إلى "رابعة جديدة" ومنها ميدان "النعام"، و"ميدان الألف مسكن" الذي تمكنوا من نصب منصة فيه يوم 22 يناير عام 2014، إلا أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الموقف.
ميادة وماري.. دماء على نصل التطرف
لم يتوقف الإرهاب على تهديد الأقباط في المنطقة فقط، بل امتدت يده لتقتنص الأرواح البريئة من كل جانب، ففي تظاهرات الجماعة يوم 28 مارس عام 2013 استهدفت الجماعة الفتيات والبنات ما أسفر عن مقتل الشهيدة ميادة أشرف الصحفية خلال تغطيتها للأحداث، والشهيدة ماري سامح، والتي استشهدت أثناء عودتها لمنزلها بعد خدمة بعض الفقراء.
عنف متواصل
شهد الحي منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة أحداث عنف كثيرة، ومن بينها أيضا ما قام به الإخوان وأتباعهم في الذكرى الأولى لفض الاعتصامين المسلحين حيث أسفرت في النهاية عن 3 قتلى وعدد من المصابين، كما أسفرت أحداث أمس الأحد التي أعلن عنها وزير الداخلية عن ما يزيد عن عشرة قتلى بينهم أطفال.