بقلم : وجدي شحات
ومره أخرى نعود بأنفسنا إلى ذلك العالم الافتراضي الذي مع كونه عالماً افتراضياً، إلا أن البعض حوله إلي عالم حقيقي وليس افتراضياً فأصبحت ال "سوشيال ميديا" وكأنها هي الحياة الحقيقة التي نحيا فيها كواقع معاش إلى درجة أن البعض صدق بل واستنبط كل المعلومات من هذا الواقع الافتراضي وكأنها أخبار حقيقة حدثت أمام حدقة عينه.
إننا فى الحقيقه امام معضلة كبرى ،وقد أشرت إليها سنه 2010 وتسألت هل يتحول
الفيسبوك" إلى "صداع في دماغ الحكومات"؟ فقد اختلط على صفحات التواصل الاجتماعي الحابل بالنابل حتى انه أصبح من الصعب تحديد ما هو صحيح وما هو غير صحيح من بين تلك الأخبار المنتشرة على تلك المواقع ف"التزوير والتعديل والفبركة والبرامج" التي تحول الحقيقة إلى خداع ما أكثرها وخصوصا مع التطور التكنولوجي الهائل الذي لحق بالبشرية خلال السنوات الماضية.
وبالعودة مره اخري الى واقعنا الحقيقى وليس الخداع فنجد على ارض الواقع مجاهدون كثيرون, قليلون منهم يجاهدون من اجل الحق والاكثرية تجاهد الجهاد الخاطيء متخذه من مواقع التواصل الاجتماعي حيزاً خصباً تستطيع من خلاله "الجهاد" ضد كل ما يقف ضدهم ويختلف معهم بل ووايضاً يحثون الغير على الغير على النزول الى ارض الواقع الحقيقى داعين اياهم للجهاد تاره بالثوره وتاره بالقتل والتخريب وتاره بتزيف الحقائق وتاره بالدعوه ضد كل ما هو مغاير لما يريدون.
فبعضهم فضل أن يظل في الغرف المكيفة يجاهد وفي يده فنجان قهوه وامام شاشه الكمبيوتر وتمارس أصابعه إرهابا لا يقل في شدته عن تلك القنابل التي تنفجر لقتل الأبرياء - يمارس ذلك الإرهاب عن طريق ما يعرضه علي صفحات التواصل الاجتماعي مدعيا انه يريد الحريه لساكني وطنه ويريد لهم الخير ...!!وان سألت بعضهم من انت؟ فيجيبك "انا من المجاهدون فى سبيل الله" ولكن حينما تناقشه تدرك جيدا ان جهاده فقط يكون عبر صفحات التواصل الاجتماعي! وكثيرون من هؤلاء تجدهم يطلقون علي أنفسهم "نشطاء" وحينما تسأل أحدهم ما هي المهنه التي تكسب بها قوت يومك أو ما هي وظيفتك؟ يبدأ فورا في تكيل السباب للمجتمع والحكومه مدعياً انه لا يجد وظيفه تناسبه ويتخذ من ذلك وازعاً يجعله مجاهدا ضد مجتمعه ناقماً علي كل شيء من حولة.
والمشكله ايضاً قد تكمن فى الكثير من مستخدمى صفحات التواصل الاجتماعي الذي يقمون بتصديق ونشر الكثير من الاخبار والصور والفيديوهات غير الحقيقه.
وعلينا كمجتمع ان نفيق قبل فوات الآوان علينا بث الوعي بكافة السبل المختلفة وايضا عبر نفس وذات الوسيله الا وهى صفحات التواصل الاجتماعي وعلينا ايضا ان نسرع بتوعيه الجيل القادم وتخصيص مادة علمية تدرس فى المدارس لنشر الوعي والمعرفه بخطوره الاستخدام الخاطىء لكل ما يتم بثه عبر تلك الوسائل التى من المفترض انها صفحات تواصل اجتماعي وليست صفحات لتصديق الاكاذيب وتدمير الشعوب والمجتمعات.