الأقباط متحدون - مؤشرات مكافحة الفساد في مصر - ديسمبر 2015
أخر تحديث ٠٠:٤٩ | الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥ | ٢١ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مؤشرات مكافحة الفساد في مصر - ديسمبر 2015

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خاص - الأقباط متحدون
استراتيجة مكافحة الفساد .. الدولة تعيد السيطرة على ملف مكافحة الفساد وتستبعد المجتمع المدنى والأكاديمى
الاستراتيجية لم تتناول إعادة هيكلة بنية الأجهزة الرقابية وضمان فاعليتها
تداول المعلومات وحماية الشهود.. تشريعات ضرورية تنتظر البرلمان
الدولة تنفق الأموال لاستعادة الأصول.. ودون جدوى

يهدف تقرير مؤشرات مكافحة الفساد في مصر، الصادر عن عالم واحد للتنمية في إطار برنامج الشفافية والنزاهة، إلى قياس التقدم المحرز في مكافحة الفساد في مصر، و قياس درجة التزام الدولة والمؤسسات الحكومية بالتشريعات ذات الصلة.

أولا : القوانين واالتشريعات
الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد
أطلقت الحكومة المصرية في 9 ديسمبر 2014 الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2014-2018 ، وذلك بالتزامن بالاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد، وذكرت الاستراتيجية في ديباجتها أنه تنطلق من الإدراة السياسية للشعب المصري لمكافحة الفساد والتي عبر عنها دستور 2014، وجهود الإصلاح الإداري الذي يأتي وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد 2005، والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد 2014، وتم وضعها بواسطة الأجهزة الرقابية الستة، وهى أجهزة "الرقابة الإدارية، النيابة الإدارية، النيابة العامة، الجهاز المركزى للمحاسبات، جهاز مكافحة غسيل الأموال، وجهاز الكسب غير المشروع" وذلك تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء .وأرجعت الاستراتيجية أسباب الفساد فى مصر إلى عوامل اقتصادية كانخفاض مستوى الدخل وتفاوته بين الطبقات المختلفة مع ارتفاع معدلات البطالة وغياب العدالة الاجتماعية، علاوة على تركز الثروة فى أيدى فئة وصفتها بأنها تجيد استغلال الأنشطة التى لا تتسم بالشفافية.
كما أشارت إلى أن التوسع فى الانفاق على المشتريات الحكومية تسبب فى استقطاع جزء مهم من موارد الدولة فى مقابل تحقيق مآرب شخصية للمسئولين بالجهاز الإدارى للدولة، واعتبرت الاستراتيجية أن نظم التعيين والتقييم والترقية فى الوظيفة العامة للدولة ساهمت فى انتشار الفساد، علاوة على ضعف الرقابة الداخلية فى تلك الأجهزة.

وبالنظر إلى الاستراتيجية القومية لمكافحة الفساد، نجد أنها تعيد سيطرة أجهزة الدولة على ملف مكافحة الفساد وتستبعد المجتمع المدنى والأكاديمى والإعلامى من المشاركة برغم المحاولات التى جرت فى السنوات الأخيرة لتوسيع نطاق هذه المشاركة، من جهة أخرى فإن إطلاق استراتيجية وطنية كان يجب أن تسبقه الإجابة على عدة أسئلة مهمة لا تزال تشغل المجتمع المصرى بعدما يقرب من أربع سنوات على الثورة: ما الذى جعل الفساد يتفاقم ويستشرى إلى هذا الحد؟ ولماذا عجزت الأجهزة الرقابية عن التصدى له من قبل، هل بسبب ضعف الإمكانات

أم قصور التشريع، أم غياب الإرادة السياسية؟.
كما ويتضح من خلال ما أوردته الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد أنها تتناول إجراءات معتادة  سبق الحديث عنها مثل تطوير الخدمات الحكومية، والحد من التعامل مع الموظفين، ووقف التعدى على الأراضى الزراعية، والمزيد من الشفافية، وتشديد العقوبات. هذه كلها أشياء بديهية ولا تمثل خروجا عن الأساليب القديمة ولا تغييرا جذريا يتناسب مع إطلاق استراتيجية جديدة.

فيما يتعلق الأجهزة الرقابية التي أقرت هذه الاستراتيجية، هي ذاتها التي تمثل هذه البنية المعقدة لأجهزة مكافحة الفساد، ولكن لم تتناول الاستراتيجية إعادة نظر وتقييم وتحديد لدور واختصاص كل منها ومدى تحقيقه للأهداف المنوطة به حتى لا يجد الموظف أو المسئول الحكومى نفسه محاطا بشبكة هائلة من الجهات الرقابية، دون وجود إطار تنفيذي لإعمال مسؤوليات ومهام تلك الاجهزة بشكل نافذ وسريع ورادع في نفس الوقت.

والملاحظ للاستراتيجية، يجد أنها تتسم بالغموض فيما يتعلق بصفحات الماضي والجرائم الاقتصادية التي اركتبت على مداى سنوات طويلة وباعتراف الاستراتيجية ذاتها، وبالتالي فإنها تعد إطارًا مؤسسيا نظريا جيدًا، ورؤية للإصلاح والتطوير ومكافحة الفساد، ولكنها أغفلت النظر إلى آلاف الملفات المفتوحة مثل قضايا الفساد الكبري وعمليات الخصخصة التي شهدت استيلاء بعض رجال النفوذ والثروة على عدد من الشركات المملوكة للقطاع العام بدون ضمانات تحفظ حقوق العمال وحقوق الدولة أولا وأخيرا.

1-    قانون حرية تداول المعلومات.
نص الدستور المصري 2014 في مادته 68 على حرية تداول المعلومات، وأن المعلومات والبيانات والإحصائات والوثائق الرسمية ملك للشعب ، والإفصاح عنها من مصادرها المختلفة حق تكفلة الدولة لكل مواطن، ووضعت المادة الدستورية الملامح الأساسية لقانون تداول المعلومات فيما يتعلق بالتزام الدولة بالشفافية، ومبدأ الإفصاح وقواعد خفظ البيانات أو حجبها وفقا للقانون، ويعني ذلك ان المادة الدستورية قد ألزمت الدولة والبرلمان القادم لإصدار القانون والذي يعد بمثابة الوثيقة التشريعية لالتزام الحكومة بمبدأ الشفافية الذي أعلنت عنه أيضا الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، ومن قبلها اتفاقية الأمم المتحدة، والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد.

وفيما يتصل بالجهود الحكومية بشأن إصدار قانون ينظم ويتيح تداول المعلومات فقد أرسلت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد النقاط الخاصة بها والمتعلقة بقانون حرية تداول المعلومات إلى اللجنة التشريعية بوزارة العدل واصفة إياه بأنه نواة استراتيجية فى كسب ثقة الشركات العالمية لتكنولوجيا المعلومات للاستثمار في مصر في عديد من المجالات الصناعية
وشهدت الفترة محل الرصد، جهودًا لعدد من منظمات المجتمع المدني لتسليط الضوء على أهمية تداول المعلومات، حيث أنتجت مؤسسة عالم واحد للتنمية أفلام انفوجراف للتوعية بأهمية تداول المعلومات في قطاعي الصحة والتعليم، كما عقد مركز شركاء التنمية مؤتمراً بعنوان "أثر الحق في المعلومات على مكافحة الفساد"، علي هامش الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد.

2-    حماية الشهود والمبلغين
على الرغم من أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، تناولت حماية الشهود والمبلغين كمبدأ يجب على الدولة الالتزام به عن طريق إصدار قانون لحماية الشهود والمبلغين، إلا أن الفترة محل الرصد لم تشهد صدور أية بيانات حكومية ذات صلة، وإذا كان قانون حماية الشهود والمبلغين هو أحد القوانين الهامة في أجندة البرلمان القادم، إلا أن الحكومة ينبغي عليها أن تعلن عن رغبتها في إصدار القانون كأحد الأدوات التي يجب استخدامها لمكافحة قضايا الفساد والجرائم الاقتصادية الكبرى.
وقد شهدت الفترة محل الرصد إصدار تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والذي أوصى بضرورة حماية الشهود والمبلغين في مثل هذه الأحداث التي تمر بها البلاد، سواء تلك التي ترتبط بالجرائم الجنائية بشكل عام، أو التي تتعلق بالإبلاغ عن وقائع الفساد، وأصدرت عالم واحد للتنمية بيانًا طالبت فيه بسرعة إصدار قانون لحماية الشهود والمبلغين بما يتوافق والمعايير الدولية للقانون والتي كانت قد أصدرتها في بيان لاحق بشأن التعقيب على مشروع القانون الذي صدر عن وزارة العدل في فبراير العام الماضي.

3-    قانون تمويل الحملات السياسية
لم تشهد الفترة محل الرصد أية جهود متعلقة بإصدار قانون بشأن تمويل الحملات السياسية، في حين نصت بعض مواد القانون 45 لسنة 2014 بشأن ممارسة الحقوق السياسية، على عدد من الضوابط المتعلقة بتمويل حملات الدعاية السياسية الخاصة بالانتخابات حيث حددت ضوابط التبرع لمرشحي مجلس النواب، والحد الأقصى لهذه التبرعات، وحجم المساهمة الشخصية من جانب المترشح، مع وضع عدد من الضوابط الأخرى المتعلقة بتقديم إقرارات الذمة المالية للمرشح وأفراد عائلته من الدرجة الاولى.

ثانيًا: غسيل الأموال
قام البنك المركزى، بتعديل القواعد المنظمة لأعمال الصناديق النقدية التى تضمنت التآكيد على ضرورة أن يكون المكتتبون من عملاء البنك فقط، مع ضرورة إتمام إجراءات «اعرف عميلك» للتحقق من جديتهم، ورأى اقتصاديون أنه يجب تطبيق قواعد «اعرف عميلك»، فى أى اجراءات تعاقدية داخل البنوك لاسيما انها تتعلق بدخول أموال الاقتصاد القومى، حيث تضمن استيفاء البيانات الكاملة من العميل والتحقق من هوية وطبيعة النشاط، ويلتزم البنك بعدم فتح حسابات أو ربط ودائع أو قبول أموال من أشخاص بأسماء صورية أو شركات وهمية لا تحمل سوى السجل التجارى دون أن تمارس نشاطا فعليا فى السوق، وتقتضى القواعد متابعة تعاملات العميل بصفة دورية وملاحظة أى تغيير مفاجئ مقارنة ببيانات فتح الحساب، وملاحظة أى تعاملات غير عادية تكون محل الاشتباه.

وعلى الجانب الآخر، فقد شهدت الفترة محل الرصد اتخاذ قرار من جانب النيابة العامة وجهاز الكسب غير المشروع بأستدعاء 12 من رجال الأعمال والمقاولين بالسويس للتحقيق معهم بقضايا كسب غير  مشروع من بينهم مقاولين وأصحاب معارض سيارات متهمين بغسيل الأموال، حيث توجد تحقيقات تقوم بها منذ أشهر الرقابة الأدارية ومباحث الأموال العامة والكسب غير المشروع في قضايا غسيل الأموال، خاصة أموال الأرهاب وأموال المخدرات.

ثالثا: استرداد الأصول
يمثل استرداد الأموال المنهوبة فى الخارج تعزيزًا تعزيزا لموارد الدولة من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها فى مجال حقوق الإنسان كما أن عدم استعادة أموالها المسروقة يؤثر سلبًا على التزاماتها باتخاذ تدابير بأقصى ما هو متاح من الموارد للتوصل تدريجيًا إلى الإعمال الكامل للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وعلى الرغم من جهود الدولة في استعادة الأصول المهربة عقب ثورة 25 يناير 2011، إلا أنها لم تحرز أي تقدم في هذا الصدد، بل ربما مثّل هذا الملف عبئًا ثقيلا على الحكومة التي تنفق أمولا في سبيل استعادة الأصول بدون جدوى، ولم تشهد الفترة محل الرصد أية جهود حكومية رسمية لاستعادة الأصور المهربة.
رابعًا: الجهات الرقابية / مكاتب الشكاوى
تعد مكاتب الشكاوى وفاعليتها في تلقى البلاغات المتعلقة بوقائع الفساد، مؤشرا هامًا لمدى جدية الحكومة في مكافحة الفساد ومؤشرا كذلك للتنسيق الذي ينبغي أن تكون عليه كافة الجهات المحاسبية والرقابية المعنية بالدولة.
وشهدت الفترة محل الرصد تدشين هيئة النيابة الإدارية، لمركز معلومات يتلقى شكاوى المواطنين للكشف عن الفساد الوظيفي بالجهاز الحكومي، وذلك لمسايرة وسائل الاتصال الحديثة وتوفيراً للوقت والجهد، وذلك عبر وسائل الإتصال الحديثة من فاكس وبريد إلكتروني وخط ساخن ”16117”، أنشئ لهذا الغرض ، على أن يوفر المركز المعلومات القانونية اللازمة لتمكين أعضاء النيابة من أداء عملهم بالدقة الواجبة.

هيئة مكافحة الفساد
على الرغم من وجود الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والتي يترأسها رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، إلا أنه لم يتم إنشاء هيئة عليا مستقلة معنية بمكافحة الفساد في مصر حتى الآن، كما لم تشهد الفترة محل الرصد أية بوادر من جانب الحكومة للإعلان عن إنشاء هئية مستقلة معنية بوضع الأطر الأساسية لملاحقة جرائم الفساد، واكتفت الحكومة بإعطاء عدد من الصلاحيات للاجهزة الإدارية التابعة للدولة بمتابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية لمكافحة الفساد خلال الفترة 2014-2018.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter