الأقباط متحدون - أكاذيب حكومية
أخر تحديث ٠١:٠١ | الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥ | ٢٢ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أكاذيب حكومية

أكاذيب حكومية
أكاذيب حكومية

 بقلم: ماجد سمير

أطلق المنبة صوته المزعج معلنا الساعة السادسة والنصف صباحا موعد استقياظ المواطن مصري اليومي المعتاد من نومه للذهاب لعمله مستقلا مرة المترو ومرة الميكروباص ومرة أخرى الأتوبيس، يصحابه في رحلته اليومية ابنه وبنته يحمل في يمينه حقيبة المدرسة للصغيرة التي تفوق وزنها بعدة كليوجرامات بينما يحمل الولد على ظهره حقيبته ثقيلة الحمل تركت انحاء بسيط في ظهر الطفل، ومايخشاه الأب أن يتحول الانحناء إلى عاهة مستديمة قبل انتهاء الولد من دراسته الإبتدائية.
 
 المواطن مصري يشبه الملايين من الشعب ليس له أي انتماء سياسي أو منضم لحزب لم يكن في يوما عضوا في أي جماعة سواء دينية أو سياسية  علاقته بالجهاد مرتبطه بسعيه اليومي دون كلل أو ملل في توفير الوجبات الثلاثة له ولزوجته وأولاده ووالدته التي تعتيش في المنزل المجاور له.
 
المواطن مصري كبقية أفراد الشعب يصاب أحيانا بإسهال نتيجة تناول بعض الطعام الملوث أو تعرضه للبرد، بعض المغص في معدته أو أمعائه ويتنهي الأمر سريعا ببعض الأقراص من الأدوية، لكن أصعب أنواع الإسهال التي لا ينفع معها ولا يشفع لها أي أدوية مهما وصلت من قوة هو الإسهال الناتج عن التصريحات الحكومية الشاطحة الناطحة لكل الواقع والحقيقة الضاربة في عدم الواقعية، يتعذب المواطن مصري وكل أقرانه من الشعب بتلبك فكري وعقلي نتيجة الأكاذيب الحكومية المتتالية التي لا تتوقف ولا تنتهي .
 
قفز " المواطن مصري "  وبدأ في الاستعداد لبدء النظال اليومي صوت الراديو مستمر كخلفية لحركته في المنزل نشرة الأخبار تلقي باخبارها المتكررة يوميا تقريبا دون تغيير كل خبر يتكلم عن نية الحكومة الصافية دائما في تنفيذ كل برامج التنمية، وان الانجازات قادمة لامحالة فقط على البلد أن تهدأ من أجل عجلة الإنتاج، ابتسم المواطن مصري وهو يرتدي بلطونة الجينز الذي لم  يشترى غيره خلال العام الأخير  وتذكر سخرية  الحاج عثمان صاحب مخبر العيش المجاور للمنزل المشيرة إلى أن آخر عجلة انتاج قام بتاجيرها أبو لطفي "العجلاتي " لشاب  في آخر أيام حكم جمال عبد الناصر ولم تعد حتى الآن.
 
قبل نزول المواطن مصري من المنزل سمع مذيع الراديو يتحدث عن تصريح وزير التربية والتعليم ان المدرس المصري ألاكفأ في العالم ...كاد المواطن  مصري  يفشل في تمالك نفسه وأسرع فورا إلى الحمام وبعد دقائق قليلة خرج  مبتسما مع صوت السيفون مجلجلا وطلب من زوجته غلق الراديو.
 
ومع وصوله مكتبه بدأ في قراءة الصحف وقعت عنيه على  تقرير لوزير التعليم العالي يؤكد فيه أن المستشفيات في مصر أحسن من مثيلتها في لندن وتكرر الموقف بنفس السيناريو مع وجود خطأ كاد يتسبب في مشكلة  بسبب أن ضغط الكذبة على أمعاءه جعله لم يلاخط دخوله الحمام الخاص بالسيدات.
 
وفي آخر لحظة من رحلة العودة للمنزل التي استقل خلالها ميكروباص لقطت أذنه لعنها الله تصريح ثالث لوزير الإسكان قال فيه أنه ينزل على المقاهي متوسلا للشباب قبول وظائف مقابل راتب من 1500 إلى 2500 جنيه شهريا مع تدريبهم والتأمين عليهم والشباب يرفض، حظه السعيد أن الميكروباص كان أمام منزله مباشرة قفز من الباب سريعا بصحبة بقية الركاب كل يبحث عن أقرب حمام وسمع السائق يصرخ قائلا : حاجة من الاثنين يا يبطلوا كذب يا يصرفوا لنا في بطاقة التموين "بامبرز".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter