الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٠:١٢ | السبت ٣١ يناير ٢٠١٥ | ٢٣ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حديث آخر الشهر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر

الكتابة الساخرة من أصعب وسائل الكتابة، ويزيدها صعوبة أن تكتب والقلب جريح، والنفس مكلومة، والعقل مشغول بالآم الآخرين، الكتابة الساخرة تقف باكية حينما ترى دماء مصرية تراق بغير وجه حق على أرض الوطن،

الكتابة الساخرة تكاد تعجز عندما ترى الخسة أسلوب يُتبع في أن توارى المتفجرات في فناطيس المياه التي يحتاجها الجميع، فتجعلك مشككاً في سر الحياة نفسه، تشك في نفسك من هول الخسة والوضاعة، الكتابة الساخرة تنحني لألم كل أم وزوجة وأبن وأبنة تيتموا بفعل الإرهاب الخسيس الذي يقتل النفس التي حرم اللله قتلها.
 
وعندما تكون تكتب لسعات، فأنت في موقف لا تحسد عليه حينما تجد نفسك- وحسب الجدول الموضوع- مضطر لأن تلتقي بقرائك الأحباء والأعزاء ثاني يوم تفجيرات كتلك التي هزت مدن شمال سيناء، ولكنها قبل أن تهز المدينة والمباني هزت قلوبنا، وعصفت بها حزناً لكنها أبداً لن تكسرنا وتهز إرادتنا، ولإنهاء والقضاء على الإرهاب لن تجعلنا نادمين يوماً ما على اقتلاعنا مرسي وشوكته وجماعته بل ستبقينا مطمئنين أننا اخترنا الصالح لبلادنا، وهو تخليصها من جماعة فاسدة دينياً واخلاقياً كانت تريد حكمنا بالعنف.
 
يستقوفك كم المتفجرات المستخدمة، والتي كادت أن تصل لطن من المتفجرات في فنطاس مياه لم تكن مياه بل كانت دمار، لكن لم يستوقفني هذا الكم فالأخبار المتواترة من قبل بأن القوات المسلحة عثرت على كميات مضاعفة من المتفجرات كانت تؤكد أن ما خفي كان أعظم، وأن هناك ما لم تضبطه القوات المسلحة إلى الآن،

وكنت في قرارة نفسي أسارع الزمن لتصل له القوات المسلحة فالطبيعي أن الشرطة تضبط عشرة بالمئة من المهرب، فأين التسعون الباقون؟ ها نحن نرى بعض منه، وتتابع العمليات وتزامنها يدفعنا لأن نثق بأن أمامنا طريق طويل لا مكان للكلل ولا الملل، والوقت أمام القوات المسلحة والشرطة لأن تفعل فعلتها وتنهي على الإرهاب.
 
فبقاء الشرطة والقوات المسلحة مستنفرين هكذا خير من أن يسترخوا لظنهم أنهم قضوا على الإرهاب، ويأخذون على حين غرة، وهذا يطمئنني أنه عسى أن نكره شيء وهو خير لنا، فالعمليات هذه تُبقي العزيمة مشدودة، والإرادة متوافرة للثأر لأهلنا وأحبائنا الذين فارقونا وصعدوا لبارئهم يٌشهدوه على قوم كافرين.
 
يبقى أن أؤكد على ما ذهب إليه كثيرون من قبلي، أن حماس لها ضلع كبير حيث أنها هي التي تحترف استخدام الهاون، في حين أنه لم يكن لتكفيريي سيناء خبرة بهذا السلاح من قبل،

ما يعني أن حماس ساهمت ولو بتدريب هؤلاء الكفرة المنفذين للعملية الأخيرة، وإن كنت أخال أن المساهمة هذه المرة فاقت التدريب، إذ أن المبرر لتورط حماس فاق كل المبررات،

إذ المبرر أكثر من ذلك القفا الذي نالته كلاً من تركيا وقطر بعد طردهما مركولين من لجنة الاتصال الخاصة بالشأن الليبي بعد تضامن مصر والسعودية وليبيا نفسها والإمارات للفظ هذين البلدين من الحوار حول الشأن الليبي خاصةً لضلوعهما في مأسوية الموقف هناك،

فما كان من البلدين إلا أن أصدرا الأوامر لذيلهما في المنطقة أو بدون أوامر قد استنفرت همم أشباه الرجال الحمساويين للانتقام لآلهتهم ومموليهم، ولا أدل على ما أقوله ما تناقلته وسائل الإعلام من الفيديو الفضيحة الذي ظهر فيه مراسلو الحقيرة الجزيرة يكبرون بعد هجمات الكفرة على رجال مصر البواسل.
 
وعلى كل حال المصاب كبير والانتقام المتوقع سيكون أكبر، والمهم ألا نهتز في مواقفنا وإرداتنا كما اهتزت المباني من هول الانفجارات.
المختصر المفيد الشهداء يصرخون للقصاص، والسيسي يستجيب، والله يدعمنا والحمد لله.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter