كتب – محرر الأقباط متحدون
"إذا ماتت بريطانيا ماتت السياسة فى العالم.. إذا مات العرب ماتت الخيانة" من أشهر أقوال السير "ونستون ليونارد سبنسر تشرشل" رئيس وزراء المملكة المتحدة في الفترة من عام 1940 وحتى العام 1945 إبان الحرب العالمية الثانية.
نشأته:
وُلد تشرشل لعائلة دوقات "مالبورو الأرستقراطية"، وهي العائلة التي انحدرت من عائلة سبنسر النبيلة ومثلما كان يفعل والده، اعتاد ونستون أن يستخدم لقب "تشرشل" في الحياة العامة، وكان جده الأكبر "جورج سبنسر" قد حظي بمكانة دوق مالبورو "نائب الملك".
كان تشرشل مهتمًا بالسياسة والشؤون العسكرية منذ صباه، وكان وثيق الصلة بمرربيته "إليزابيث" على عمس علاقته الفاترة بوالديه، وكان يسميها "الرحم القديم".
انخراطه في العمل السياسي:
يعد تشرشل أحد أبرز القادة السياسيين في بريطانيا خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين، وقضى سنوات حياته الأولى ضابطًا بالجيش البريطاني، ومؤرخًا، وكاتبًا، فهو رئيس الوزراء الوحيد الذي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وكان أول من تمنحه الولايات المتحدة المواطنة الفخرية.
كما شارك بحرب البوير الثانية، بصفته ضابطًا بالجيش البريطاني، وذاع صيته آنذاك كأشهر مراسلي الحروب، وألف تشرشل الكثير من الكتب، التي ذكر فيها تجاربه التي شهدها في حملاته وحروبه.
وفي أولى سنوات انخراطه في العملية السياسية، تقلد تشرشل العديد من المناصب السياسية والحكومية؛ حيث رأس وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الداخلية؟
عمل تشرشل كوزيرًا للخزانة البريطانية في الفترة من عام 1924 حتى 1929، عاملًا بدوره على ربط سعر الجنيه الإسترليني عام 1925 بالغطاء الذهبي، وتولى قيادة حملة عاتية في ثلاثينيات القرن الماضي حذر خلالها من الخطر النازي، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، عُين تشرشل مرة أخرى أميرًا للبحرية البريطانية.
وعندما وجدت بريطانيا نفسها وحيدة في مواجهتها لهتلر، أثار تشرشل حماس الشعب البريطاني من خلال خطاباته الحماسية والبرامج الإذاعية؛ وظل تشرشل رئيسًا لوزراء بريطانيا حتى أصبح انتصار بلاده على ألمانيا النازية أمرًا مُسلم به.
وبعد هزيمة حزب المحافظين في انتخابات عام 1945، أصبح تشرشل زعيمًا للمعارضة بعد فوز حزب العمل البريطاني بالحكومة برئاسة كليمنت أتلي.
تقاعده ووفاته:
أصيب تشرشل بعدة سكتات دماغية، أولهم كانت عابرة في صيف 1949 أثناء تواجده بفرنسا، وفي يونيو 1953، عندما كان عمره 78، أصيب تشرشل بآلام سكتة دماغية أكثر شدة، وأثرت تلك الجلطات على حديثه وقدرته على السير، وتقاعد بعدها في منزله بمقاطعة "كنت" وكانت الملكة إليزابيث الثانية تنوي جعله دوق لندن، لكن ابنها راندولف عارضها بشدة، ووافق بعدها بشرط حصوله على وسام الفروسية.
وأنتشرت أقاويل عن إصابته بالزهايمر في سنواته الأخيرة، غير أن آخرون أكدوا أن انخفاض قدراته العقلية كانت سلسلة السكتات الدماغية سببًا فيها.
وفي 1963، منحه الرئيس الأميركي "جون كينيدي" المواطنة الفخرية –بموجب تشريع صادر من الكونجرس، وفي صباح 24 يناير عام 1965 غادر الحياة عن عمر يناهز الـ 90 عام.
جنازته:
كانت جنازته أكبر جنازة رسمية بحضور ممثلين من 112 دولة، فيما عدا الصين التي أمتنعت عن إرسال مبعوث لها، وأمرت الملكة بأن تسجى جثة تشرشل في نعش مكشوف بقصر "ويستمنستر" لمدة ثلاثة أيام، وأن تتولي بريطانيا مراسم الدفن الرسمية في كاتدرائية سانت بول يوم 30 يناير 1965.
تشرشل يدفن في كنيسة القديس مارتن في بلادون مسقط رأسه
أثناء مرور نعش تشرشل المبطن بالرصاص من رصيف تاور البحري إلى نهر التايمز وحتى رصيف فيستيفال البحري، كانت تحمله سفينة "إم في هافينجور"، خفض عمال الموانئ الرافعات الذراعية تحية لتشرشل، وأطلقت المدفعية الملكية 19 طلقة تحية لتشرشل، ونظم سلاح الجو الملكي عرضًا جويًا يتكون من 16" مقاتلة إنجلش إلكتريك لايتنج".
وبناء على طلب تشرشل، دُفن في أرض العائلة في كنيسة القديس مارتن الواقعة حيث ولد بقصر بلينيم.
أقواله:
- إذا ماتت بريطانيا ماتت السياسة فى العالم.
- إذا مات العرب ماتت الخيانة.
- كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها.
- جميع الأشياء العظيمة بسيطة، ويمكن التعبير عن كثير منها في كلمات مفردة: الحرية، العدل، الشرف، المسؤولية، الرحمة، الأمل.
- الحرب: قرار، الهزيمة: تحدي ، النصر: شهامة، السلام: ارتياح.
- الانتقاد قد لا يكون محببا لكنه ضروري لأنه يقوم بنفس وظيفة الألم في جسم الإنسان وينبهنا إلى أمر غير صحي.
- إن السياسي الجيد هو ذاك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق تنبؤاته.
- إن الدرس الأعظم في الحياة أن تعرف بأن الحمقى يكونون على الصواب أحيانا.
- إن أحد أهم وأعظم انجازاتي هي مقدرتي على إقناع زوجتي وحثها على الزواج بي.