الأقباط متحدون - وملك أيضا على قلوب العرب
أخر تحديث ٠١:١١ | الاثنين ٢ فبراير ٢٠١٥ | ٢٥ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وملك أيضا على قلوب العرب

الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز
الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز

علي سالم
كان الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكا على السعودية شعبا وأرضا، غير أنه أثبت بعد انتقاله إلى جوار ربه أنه كان ملكا على قلوب العرب جميعا. هذا هو بالضبط ما تنتظره الناس من الملك سلمان، أن يكون ملكا على قلوبهم. وفقه الله في هذه المرحلة من التاريخ التي تتسم بالجنون. وأنا أعتقد من القليل الذي أعرفه عن جلالته أنه مؤهل لذلك وقادر على ذلك.

في عام 1977 عملت في الرياض مستشارا دراميا في أول شركة للإنتاج الفني ينشئها شاب سعودي، وهو الفنان عبد الله المحيسن، وفي أول إجازة عدت فيها إلى القاهرة سألني المرحوم الكاتب الصحافي الكبير صلاح حافظ: هل قابلت الأمير سلمان أمير الرياض..؟
فلما نفيت ذلك قال لي: بالتأكيد هو يعرفك ومن المؤكد أنه قرأ لك.. هو على اطلاع واسع بكل إنتاج الكتاب المصريين واتجاهاتهم الفكرية.
هذا هو فقط ما عرفته عنه في ذلك الوقت البعيد، وفي السنوات القليلة الماضية سعدت بمعرفة بعض أبنائه الأمراء من خلال تعاملي معهم في عالم الكلمات والحروف. وفقهم الله في عملهم ووفق الملك سلمان ليحتل في قلوب العرب نفس المكان الذي تربع عليه طويلا الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وأدخله فسيح جناته.

وأعود لما كنا فيه.. وسنظل فيه لسنوات مقبلة إذا كتب الله لنا العمر، وأقصد قضية الإرهاب في مصر والمنطقة.
أحمد الله على نجاح الأكراد في تحرير عين العرب (كوباني) من الإرهاب. هزيمتهم هناك سيكون من الصعب عليهم ابتلاعها، ومن المؤكد أنها ستجعلهم أكثر وحشية وخسة.

أما في مصر فلا بد أنك لاحظت إذا كنت من عشاق متابعة وكالات الأنباء، أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تعد تزرع العبوات الناسفة في كل مكان في مصر بالعشرات، بل بالمئات، وخاصة في الأيام الأخيرة التي احتفلت فيها - بطريقتها الجهنمية - بعيد 25 يناير (كانون الثاني). إشعال حرائق في عربات القطارات وممتلكات البشر، ثم القنابل بدائية الصنع كما تصفها وكالات الأنباء. غير أن الأمر الذي يخفف عنا قليلا ما نعانيه من ألم هو أن الأمن المصري بكل فروعه قد تحسّن أداؤه بشكل واضح. لقد بدأنا نشاهد عمليات قبض على عصاباتهم وقنابلهم وأسلحتهم.. شباب تعساء مساكين يفتك بهم الجهل والفقر تم تجنيدهم بالفلوس. بالتأكيد هم على استعداد للتخلي عن فكرة الخلافة الإسلامية في مقابل 10 جنيهات.

لتستمر المعركة بيننا وبينهم في كل مكان، لا أحد يعرف على وجه التحديد أو بالتقريب متى ستنتهي هذه المعركة. ولكننا يجب أن ننشغل منذ الآن على الأقل في مصر، بأن نرسم صورة لواقع جديد يعجز الإرهاب عن اختراقه أو تهديده أو تجنيد المساكين والجهلاء فيه لتحويلهم إلى قتلة. لنترك رجال الأمن ورجال القوات المسلحة يقومون بواجبهم، أما نحن فعلينا أن نتفرغ للتفكير في غد بغير إرهاب.
نقلآ عن الشرق الأوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter