يبدو أن الشرطة "جابت آخرها" لكثرة البلاغات الإيجابية والسلبية بوجود قنابل وأجسام غريبة بأماكن مختلفة، فقررت الحكومة اللجوء للمواطنين كي يساعدوها، فقرر المهندس هاني ضاحي، وزير النقل والمواصلات، الاثنين، منح أي مواطن يبلغ عن جسم غريب أو قنبلة بكافة وسائل المواصلات، اشتراكا لمدة عام كامل لوسائل المواصلات باسم "تحيا مصر"، بهدف تكاتف المصريين مع الدولة.
وقال محمد عبد الحميد، عامل جراج، إن القرار يحمل عدة رسائل مفادها، أن الحكومة تريد تكاتف المواطنين لمحاربة الإرهاب، وشعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم، وما يحاك به من مخاطر من قبل جماعات تريد العبث بمقدرات الوطن، موضحًا أنه يعمل منذ 30 عامًا بمرتب 450 جنيها، ومع ذلك فهو راض بما قسمه الله له، مقابل أن تعيش مصر في أمان بعيدًا عن المشاحنات والمطالب الفئوية، قائلًا: "إحنا عايزين نضحي بأرواحنا علشان مصر تعيش".
فيما اعترضت فتحية محمود، ربة منزل، على فحوى القرار، مؤكدة أن انتشار الجهل والفقر بين المواطنين، من الممكن أن يجعلهم يعرضون أنفسهم للخطر حتى يحصلون على المكافأة، قائلًة: "هما مش بيدوا غير مسكنات بس ومش بيعملوا حلول جذرية"، مشيرة إلى أن هناك حالة ارتباك في صفوف الحكومة، وسوء توزيع للأدوار، مؤكدًة أن عملية البلاغات عن مظاهرات أو قنابل من ضمن مهام قوات الشرطة، فلماذا تريد الحكومة إقحام الشعب في الموضوع؟!
ووصف مجاهد حسن، يمني الجنسية، قرار وزير النقل، أنه ممتاز، مشيرًا إلى أن العمليات الإرهابية التي تحاك بالمصريين هي عمليات غربية على الوطن العربي ككل، وبالتالي تتطلب التكاتف من الجميع، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تسير على الطريق الصحيح في كافة المسارات، ومن ضمنها قضية الإرهاب، وأنه لابد أن تنتصر الدولة عن قريب في مواجهة الإرهاب الغاشم، قائلًا: "مصر أم العرب والسيسي هو جمال عبد الناصر".
وأشار حسين علي، طبيب بشري، إلى أن قرار وزارة النقل "كويس مش عشان السنة الاشتراك ولكن كفاية التقدير فقط"، لافتًا إلى أن القرار يثبت أن الحكومة لا تريد العمل بمنأى عن المواطنين، ولكنها تريد مشاركة جميع أطياف الشعب في القضية.