المصرى اليوم | الثلاثاء ٣ فبراير ٢٠١٥ -
٢١:
١١ ص +02:00 EET
الرئيس الأسبق حسني مبارك
أيها الإخوة المواطنون..
أتحدث إليكم اليوم فى ظروف صعبة وخطيرة، تستلزم شجاعة فى اتخاذ القرارات تربيت عليها داخل المؤسسة العسكرية التى عشت فيها عمرى كله أذود عن تراب الوطن.. حتى كلفنى الشعب برئاسة الجمهورية، وغمرنى بالحب والمساندة، ولن أنسى أبداً وقفتهم معى بعد حادث أديس أبابا وبعد، وفاة حفيدى الأكبر، وأثناء مرضى أكثر من مرة.. كما التحم الشعب معى لنواجه المخاطر التى حاولت هدم مصر.. وطوال هذه السنوات حاولت قدر استطاعتى رفع شأن مصر محلياً ودولياً، وأصبت، وأخطأت، مثل أى بشر.. نعم أخطأت، خاصة خلال السنوات الأخيرة عندما وثقت فى حكومة لم تستطع التفاعل مع الشعب وتلبية طموحاته، وغابت عنى الحقيقة كثيراً حتى جاءت ثورة الشباب لتكشف ما خفى عنى..
وقد تكون هذه فرصة لأنهى خدمتى الرئاسية بأعمال تحقق مطالب الشعب، وتحافظ على تاريخى، وتوفر انتقالاً آمناً وهادئاً للسلطة فى مصر دون اضطرابات داخلية أو أطماع خارجية على أن ألتزم أمام الشعب خلال الشهور القليلة المقبلة بأن أعمل على تعديل المواد ٧٦ و٧٧ و٨٨ من الدستور بما يكفل إجراء انتخابات رئاسية تنافسية، وتحديد مدة الرئاسة بفترتين، وعودة الإشراف القضائى الكامل على جميع الانتخابات.. كما ألتزم بفتح ملف الفساد، وإعادة الأراضى المنهوبة إلى الشعب مرة أخرى..
كما ألتزم بمحاسبة المجرمين الذين قتلوا وأصابوا أبناءنا الشباب فى المظاهرات التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، وكذلك محاسبة من تسببوا فى الفراغ الأمنى وبث الرعب لدى المواطنين.. كما أتعهد بالتخلى عن رئاسة الحزب الوطنى لأكون محايداً بين الأحزاب.. والأهم من ذلك كله ألتزم بإطلاق الحريات، ودعم الحكومة الجديدة التى سيتم تغييرها بطبيعة الحال بعد أقل من ٨ أشهر فور انتهاء الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكى تعمل على عودة الأمن والاستقرار ومواجهة البطالة بأساليب مبتكرة، وتحقيق التوازن بين الأجور والأسعار، والقضاء على العشوائيات.. والتحاور مع الشعب وتحقيق رغباته حتى يستفيدوا من أخطاء السابقين.. ولتكن مصر دائماً هى الغاية والهدف.
أيها الإخوة المواطنون..
عشت معكم سنوات طويلة «على الحلوة والمرة»، كما كنا نقول فى قريتى كفر المصيلحة.. أخدم بلدى بشرف وأمانة على مدى أكثر من ٦٠ عاماً عندما تخرجت ضابطاً بالجيش، وتوالت المسؤوليات، لكنى الآن اقتنعت بعدما جرى فى الأيام الماضية بأن مصر تحتاج إلى قيادة جديدة تحمل رؤية مختلفة تستطيع التفاعل مع الجيل الجديد وتستكمل ما تم من إصلاح وتصحح ما جرى من أخطاء، وسيكون دورى خلال الأشهر المقبلة ليس التصيّد والانتقام، كما يروج البعض، ولكن إعادة الأمن والاستقرار، وتهيئة المناخ المناسب لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية صحيحة.. بالطبع لن أرشح نفسى، وسأعود إلى صفوف المواطنين!.. أنعم وأرتاح بما تبقى من العمر وهو قليل.. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. محمد حسنى مبارك.
- فى ظل الكابوس الذى يسيطر علينا تخيلت أن يلقى الرئيس مبارك هذا الخطاب لعله يكون الحل لهذه الأزمة، خوفاً من أن يكون أحد من مستشاريه لم يتوجه إليه بهذه النصيحة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.