الأقباط متحدون - 100 ريس !!!
أخر تحديث ٠٣:٥٥ | الاربعاء ٤ فبراير ٢٠١٥ | ٢٩ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

100 ريس !!!

بقلم: ليديا يؤانس
السفينة تتأرجح في وسط البحر،  تلطمها الأمواج العالية من كل صوب،  هدير الأمواج مخيف كصوت أسد يزأر في الفضاء فيرجع صدي الصوت كالصاعقة علي الركاب  المعذبين،   السفينة كقشة في مهب الرياح تارة تقذف بها في إتجاه عكسي وتارة تكاد تقلبها رأساً علي عقب.

السفينة مُتعثرة في وسط البحر بعد أن قطعت شوطاً لا بأس به،  الصراخ والعويل صعد إلي عنان السماء،  البعض غرقوا، البعض مَلوّا الإنتظار لمحطة الوصول،  البعض فقدوا الأمل في النجاة،  البعض مثل عواجيز الفرح ما فيش حاجة عجباهُم،  البعض بشرورهم يبذلون أقصي ما في وسعهم لغرق السفينة،   البعض شايفين أنهم أقدر علي القيادة  بدلاً من هذا الربان الذي لا يستطيع أن يُبكم الرياح ويهدئ الأمواج!

والمثل يقول: السفينة التي لها 100 ريس تغرق!
من حق كل شخص موجود داخل هذه السفينة أن يبدي إهتمامة بما يدور علي متنها،   ولكن ليس من حقه أن يصنف الناس من منطلق مفاهيمه ومعتقداته،   ليس من حقه إلحاق التهم بخلق الله،   ويقول هذا كافر أو مُزدري أو مُتوالس مع جماعة أو أنه خائن،   مالم تثبت إدانته بالمستندات القانونية.
 
من حق كل الناس الذين تربطهم علاقة بهذه السفينة أو بركابها ولكنهم يعيشون في مناطق أو بلدان نائية أن يقلقوا ويحاولون إيجاد وسيلة لإنقاذها،   وإنتشالها من عثرتها،  من حق هؤلاء تقديم المساعدات لإنقاذها،  وتقديم الإقتراحات التي قد يؤخذ بها أو لا  لأنهم أصلاً خارج الصورة ولا يعلمون من بعيد أبعاد المشاكل الفعلية التي تواجهها،   وبالتالي ليس من حقهم فرض حلول قد تجد إدارة السفينة أنها سوف لا تجدي لحل المشكلة،  أو قد لا تتناسب مع الوضع الراهن،   ليس من حقهم فرض الوصاية علي السفينة وطاقم قيادتها لإن إللي ايده في الميه مش زي إللي ايده في النار.

من حق الناس أن يحزنوا علي أحبائهم وذويهم الذين ماتوا بسبب ما تتعرض له السفينة من إضطرابات وقسوة،    تارة من البحر الخارجي  الهائج،   وتارة من بعض الأشرار المحسوبين من ضمن ركابها،  من حقهم أن يطالبوا بالقصاص من هؤلاء الأشرار الذين قتلوا الأحباء بحجة مفاهيمهم المغلوطة ومعتقداتهم الخاطئة،   أيضاً ليس من حقنا أن نتجاهل أو نتغاضي عن مُعاناة من تألموا بحرمانهم من أحبائهم.

من حق الركاب أن يتجمعوا سواء للتأييد أو الشجب،   أو للمطالبة بحقوقهم،   أو للتعبير عن آرائهم،   أو لإحياء ذكريات لها تأثير نفسي عندهم،   ولكن ليس بالضرورة إجراء هذه الممارسات الآن،   في هذا الوضع الراهن والسفينة بها أشرار يستغلون أي تجمع للإندساس في وسط الناس ليقتلوا ويحرقوا ويدمروا.

من حق كل من يهمه أمر السفينة سواء الموجودين علي متنها أو خارجها أن يقدموا إقتراحاتهم وآرائهم لطاقم القيادة وعلي رأسهم الربان،   من حقهم أيضاً أن يقولوا كلمتهم في حالة تهاون أو تخاذل الربان وطاقم القيادة،  ولكن ليس من حق كل واحد أن يعتبر نفسه هو ربان السفينة،   أو ببساطة يقول نغير الربان ونأتي بآخر لمجرد أنه لديه رؤية تختلف عن رؤية هذا الربان،   ليس من حقكم التدخل أكثر من اللازم في إختصاصات عمل الربان وطاقمه،   لأنه ببساطة شديدة أنتم لستم في كابينة القيادة ولا تعلمون أموراً كثيرة،   وربما سوف لا تفهمون ما يقوم به الربان الآن،    وربما لا يستطيع ان يبوح به الآن،   وخاصة أن البحر هائج حول السفينة ويوجد أشرار بالداخل يريدون عرقلة مسيرتها.

السفينة بالرغم من عظمتها ووضعها في وسط البحر الهائج ووضعها المتردي بالداخل،  إلا أن الغالبية العظمي من ركابها يحبون هذا الربان،  وأختاروه بإرادتهم لكي يقود سفينتهم إلي بر الأمان.

في الواقع إختيار موفق،  فهذا الربان يعشق هذه السفينة وركابها،  آخذاً علي عاتقه أن يقودها بالرغم من وضعها المُتردي المُنهار في وسط البحر بسبب المشاكل الداخلية والخارجية.

رجل والرجال قليلون،  فهو يخاف الله ويخاف علي من إئتمنوه علي حياتهم وأرواحهم،  رجل ذو كاريزما خاصه نابعة من عقل متفتح مثقف متفهم للأمور السياسية والإجتماعية والتكنولوجية الحديثة،   رجل ذو قلب بسيط مع إبتسامة رائعة تشع بالبهجة والإطمئنان لمن يتعامل معه،  شخصية متواضعه تعطي المحبة بسخاء للقريبين والبعيدين،  أنه يريد أن يحل مشاكل كل فرد،  الصغير قبل الكبير،   أنه لا يقوم بالتوجيه والقيادة فقط  بل أنه يبحث ويضع الخطط لكي يوفر القوت الضروري  لكل الموجودين بالسفينة،   أنه يسعي جاهداً لكي يوفر كل الأساليب التي تسهم في رفاهية ورفع المستوي الآدمي للناس،  أنه يريد أن تكون سفينته أفضل وأجمل سفينة في العالم،  أنه أيضاً حريصاً كل الحرص علي أن يحتفظ بمستواه القيادي أمام السفن الأخري وقادتها حيث أنه لفت أنظار العالم بسياسته الحكيمة ودماثة خلقه.

والآن ما رأي حضراتكم هل يجوز أن يكون لهذه السفينة أكثر من ريس؟
علي ما أعتقد أنه من الأفضل إعطاء هذا الربان الوقت الكافي لكي يتمم رؤيته المستقبلية بالنسبة للسفينة وركابها،  أن تثقوا بأنه يعمل بإخلاص من أجل النهوض ورفع شأن السفينة،  ومن الأفضل أن تضعوا أيديكم في يديه بجديه وهمه وحماس من أجل  البناء ومحاربة الأشرار لأن السفينة اللي ليها 100 ريس تغرق!

الرب يشددكم ويقويكم ويؤلف قلوبكم حول قائدكم ويعطيه الحكمة والمعونة من أجل خيركم.  آمين


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter