اقترحت روسيا، هذا الأربعاء، في مشروع قرار أن يقوم مجلس الأمن الدولي بتجفيف مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، والتي تتمثل في عائدات النفط وبيع الآثار ودفع الفديات مقابل الإفراج عن الرهائن.
يأتي القرار الروسي بعد أن أدان مجلس الأمن، بالإجماع، حرق تنظيم داعش، الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حيّا، وسيُعرض نص مشروع القرار للمداولات والتصويت هذا الأسبوع.
مشروع القرار تركـّز أساسا على المصادر الرّئيسية لدخل التنظيم، والمتمثّلة في عائدات النّـفط التي يتولّى التنظيم بيعها لبعض الدول ومن ريع بيع الآثار وما يجنيه من فديات يطالب بها لإخلاء الرهائن والمخطوفين.
وسيـُلزم القرار، في حال المصادقة عليه، الدول بألاّ تشتري النفط من تنظيم داعش وأن تكفّ عن دفع فديات للإفراج عن رهائنها وألا تقتني الآثار التي نهبها مقاتلوه.
التقرير الروسي ليس سابقة:
مشروع القرار الروسي يعزّزه تقرير سابق للأمم المتحدة كان قد أعدّه الفريق المكلّف بمتابعة شبكة القاعدة، أوصى هو الآخر، في نوفمبر الماضي بأن يتولّى المجلس حرمان تنظيم داعش من عائدات النفط عبر وقف كل الشاحنات الصهاريج القادمة من مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرّف. وهو ما سيشكّل مزيدا من الضغط على تركيا التي تعتبر نقطة عبور رئيسية لهذه الشاحنات.
التقرير كان قد كشف أيضا أنّ عائدات بيع النفط لوسطاء بلغت ما بين 850 ألفا و1.65 مليون دولار يوميا، كانت تدخل خزائن التنظيم. عائدات تقول آخر التقارير إنها في تراجع بفعل الضربات الجوية التي يشنّها طيران التحالف الدولي في العراق وسوريا.
كما سيضاف المشروع الروسي، في حال تبنّيه، إلى القرار الذي تبنّاه المجلس في أغسطس القاضي بوقف تمويل تنظيم داعش والحدّ من دخول المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا عبر التهديد بمعاقبة الدول التي تشتري النفط من المتطرّفين.
التصويت الاختبار:
الملاحظون والدبلوماسيون، رأوا في نتائج التصويت على القرار الروسي، مؤشرا على مدى اتفاق الأغلبية العظمى من البلدان و جدّية والتزام هذه الدول بمكافحة التنظيم داعش بتجفيف موارده وقطع مصادر تمويله.