نشرت على نطاق واسع صور لرئيس زيمبابوي الكهل روبرت موغابي عند وقوعه أرضاً عند أسفل سلم الطائرة لدى عودته إلى بلاده من رئاسته للقمة الأفريقية في أثيوبيا.
ويحتفل موغابي، وهو الرئيس الوحيد لزيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا العام 1980، بعيد ميلاده الـ91 في الحادي والعشرين من شباط (فبراير) الحالي.
وفور سقوطه أرضاً سارع فريق حرس موغابي الخاص لمساعدته للوصول الى سيارته الليموزين التي أقلته الى القصر الرئاسي في هراري.
وقال مصورون إنهم أجبروا على حذف صور الحادث من جانب رجال الأمن إلا أن بعضهم تفرد بنشرها.
وكان موغابي عائداً من رحلة ناجحة لقمة الاتحاد الأفريقي التي ضمت 54 دولة في أديس أبابا عاصمة أثيوبيا كانت عقدت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي.
عميد زعماء أفريقيا
يذكر ان موغابي الذي يعتبر عميد زعماء أفريقيا كان ولد في قرية كوتاما بالقرب من العاصمة هراري وتلقى تعليمه بالجزويت قبل أن ينضم للنضال من أجل التحرير ليقضي 11 عامًا من عمره خلف أسوار السجن ثم يخرج ليكون أول رئيس لزيمبابوي عام 1980.
وكان موقع (بي بي سي) أورد في وقت سابق تسعة أشياء لا يعرفها الكثيرون عن موغابي، والتي ربما تكون هي السبب في طول عمره، وهي على النحو التالي:
• الرياضة والطعام التقليدي
قال الرئيس الزيمباوبوي منذ ثلاث سنوات "أشعر بالإعياء ما لم أمارس التمرينات الرياضية". ولا يحتاج موغابي إلى ساعات نوم طويلة، فهو يستيقظ ما بين الرابعة والخامسة صباحًا، ويستمع إلى بي بي سي وورلد وفقًا لمصادر مقربة منه.
ولكنه لا يحب استخدام الأدوات الرياضية الحديثة الموجودة بقصر الرئاسة بمعرفة زوجته لأنه يفضل اتباع نظامه الخاص.
ويقول: "في السجن، لم يكن لدينا أي أدوات. كان لدينا أنفسنا فقط، وهذا هو ما أعمل على أساسه حتى يومنا هذا."
وربما يكون تناول السادزا، الوجبة الشعبية الرئيسة في زيمبابوي التي تُحضر من الذرة غير المصفاة، من أسرار العمر الطويل لأنها صحية أكثر مقارنةً بالطبق الأكثر انتشارًا في أماكن أخرى والذي يحضر من الذرة الشامية البيضاء. وهو لا يدخن رغم أنه من المعروف عنه تناول بعض الخمر على العشاء.
• البعث
رغم الشائعات المستمرة عن حالته الصحية – رجح موقع ويكيليكس أنه مصاب بسرطان البروستات – يبدو موغابي في أفضل حالاته صحيًا ومهنيًا. ولم تتأكد إصابة الرئيس إلا بالمياه البيضاء في العين، وأجرى عملية جراحية لإزالتها هذا الأسبوع.
ويقول موغابي عندما كان يناهز الثامنة والثمانين "لقد مُت عدة مرات – وهذا يجعلني أتفوق على المسيح – فهو مات وبُعث مرة واحدة بينما أنا فعلت ذلك أكثر من مرة"، ورغم نشأته في أسرة كاثوليكية مع أم متدينة، صرح موغابي لإذاعة جنوب أفريقيا منذ سنوات بأنه لا يؤمن بالمسيح.
• من جمهور الكريكيت
لا يخفي موغابي حبه الشديد للعبة الكريكيت. وتقع إقامته إلى جوار نادي هارار الرياضي مما يمكنه من متابعة المباريات.
وقال موغابي بعد سنوات عدة من استقلال زيمباوبوي إن "الكريكيت يزيد من تحضر الناس ويجعلهم مهذبين."
وأضاف "أريد أن يلعب الجميع الكريكيت في زيمبابوي لأنني أريد أن نكون أمة من المهذبين."
• عصبي وقت الخسارة
عُرف موغابي منذ الصبى بأنه كان لاعب تنس جيداً ومتحمساً وفقًا لأحد المعلمين بالبعثة الكاثوليكية. ولكنه كان يغضب بشدة عندما يخسر المباراة ويلقي بمضربه بعيدًأ.
ويقول كازيتو بيوت، راهب كاثوليكي مقرب من موغابي، لهايدي هولاند في كتابها "عشاء مع موغابي": "ترى رأسه ينكفئ بين كتفيه المتدليين لأسفل ويغادر الملعب دون أن يتحدث لأي أحد."
ويعترف موغابي بأن أداءه كان ضعيفًا في كرة القدم في سن الشباب، ولكنه يشاهد اللعبة الآن ويشجع تشيلسي وبرشلونة. وقال رئيس زيمبابوي في 2012: "عندما أشاهد كرة القدم، لا أحب أن يزعجني أحد."
وأضاف "حتى زوجتي تعلم أين تجلس أثناء مشاهدتي للمباريات لأنهم عندما يسجلون الأهداف في الملعب أقوم أنا أيضًا بالتسجيل بالمنزل وأركل كل شيء أمامي."
• عاشق لنجوم البوب
قال السياسي الزيمبابوي إدغار تاكر لمراسل بي بي سي براين هانجو إن الرئيس موغابي لم يكن حريصًا على أن يغني بوب مارلي في احتفالات الاستقلال عام 1980 قدر حرصه على أن يحيي كليف ريتشارد، نجم البوب الإنجليزي، تلك الاحتفالات، لأنه هو الأقرب لذوقه.
وقالت ويلف مبانغا، الصحافية المقربة من موغابي، إنه يحب أيضًا أغنيات نجم موسيقى الكانتري الأميركي جيم ريفز.
وكان البعض يتوقعون أن يحيي احتفالات الاستقلال في إبريل / نيسان 1980 جيمي كليف، نجم البوب الجامايكي، بناءً على رغبة موغابي رغم ما هو معروف عنه من كراهية الراستفارية المنتشرة بجامايكا، حيث كان يحذر الشباب في زيمبابوي منها.
يقول موغابي إنه "في جامايكا لديهم الحرية لتدخين الماريغوانا، والرجال هناك مخمورون طوال الوقت. كما أنهم يفضلون الغناء على الذهاب إلى المدارس وبعضهم يجدل شعره، فدعونا لا نذهب إلى هناك."
• أزياء فجة
غالبًا ما يرتدي الرئيس الزيمبابوي حُلات سافيل رو الإنجليزية مع ربطة عنق ومنديل مناسبين، ولكن بحلول عام 2000، قام جوناثان مويو، المستشار الإعلامي لموغابي، بإحداث تحول كبير في مظهره ليظهر الرئيس مرتديًا قمصانًا مزركشة موسومة بوجه وقبعات رياضية.
وأصبح توقيع موغابي مصدر إلهام مصممي الموضة في زيمبابوي في الوقت الحالي. ولكن خليل "سولي" باربهو، خياط، قال لهايدي هولاند إن موغابي "ما زال يبدو كرجل إنجليزي" وأضاف أنه "دائمًا ما تُحاك حلاته في لندن أو في مكان ما بماليزيا، ولكنه لم يعد مُرحبًا به في بريطانيا."
• كوامي نكروما
كانت الصحوة السياسية لروبت موغابي في غانا حيث كان معلمًا، وهناك قابل زوجته الأولى سالي هايفرون.
وصل موغابي إلى غانا بعد عام واحد من إعلان استقلال غولد كوست، الواقعة على ساحل غانا والتي كان استقلالها إعلانًا لتأسيس دولة غانا الحالية، على يد السياسي الأفريقي كوامي نكروما عام 1957.
وكانت غانا هي أولى دول جنوب الصحراء الأفريقية التي تتخلص من أغلال الحكم الاستعماري. واعترف موغابي بأن تحرير غانا الذي صورته موسيقى هايلايف الغانية كان مصدر إلهام له في بداية العمل بالسياسة.
وعاد إلى زيمبابوي بعد عامين من العمل بغانا ليبدأ رحلته في نشر الوعي السياسي بين أبناء بلاده. وقال موغابي في مقابلة أُجريت معه في 2003 "بدأت أوضح للناس مدى ما حصل عليه الغانيون من حرية وأخبرهم عن روعة الإحساس بأن يكونوا في دولة أفريقية جديدة مستقلة."
وأضاف "وحدثتهم عن الأيدولوجية السياسية لنكروما والتزامه الذي أعلنه بأنه ما لم يتحرر كل شبر في أفريقيا، لا تعتبر غانا نفسها حرة."
• حاصد الدرجات العلمية
من المعروف عن موغابي أنه يحمل ثماني درجات علمية. أولاها شهادة الآداب من جامعة فورت هاير بجنوب أفريقيا، حيث تلقى نيلسون منديللا تعليمه.
وحصل أيضًا على عدة شهادات من خلال التعليم عن بعد، من بينها شهادتان نالهما على مدار فترة سجنه. كانت الشهادات عن بعد في الإدارة والتعليم والعلوم والقانون.
ويتفاخر موغابي بأنه يقود حزب لديه "درجات في العنف" – وهو ما صرح به أثناء تحذيره أعضاء اتحاد التجارة قبل الإضرابات عام 1998.
وكان قمع نشطاء المعارضة في زيمبابوي، وسط الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد على مدار العقد الماضي، سببًا في سحب جامعات عدة الدرجات العلمية الفخرية التي كانت قد منحتها للرئيس موغابي نظير إنجازاته.
كما سحبت الملكة إليزابث الثانية لقب "فارس" الذي منحته إياه في وقتٍ سابقٍ "تعبيرًا عن الاستياء الشديد وضربه عرض الحائط بالعملية الديمقراطية بزيمبابوي."
• مولود جديد
رُزق روبرت موغابي بمولود جديد وهو في الثالثة والسبعين من عمره من غرايس ماروفو، زوجته ومساعدة مكتبه السابقة، وهو الطفل الثالث للزوجين الذي وُلد عام 1997 بعد عام واحد من زواجهما.
أما أول أولاد موغابي فكان نهامودزينيكا، الذي تُوفي في الثالثة من عمره جراء الإصابة بالملاريا. وكان موغابي مسجونًا في ذلك الوقت ولم تسمح له حكومة رودزيان بالانضمام إلى زوجته في أكرا لحضور جنازة طفله.