بقلم: سعيد السني
سواء كان قاتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ شرطياً أو طرفاً ثالثاً مُندساً.. فالقضية صارت بيد سلطات التحقيق، ولسوف ينزل سيف القانون على رقبة الجانى، أياً كان اسمه أو صفته.. السؤال هو عن دور ومهمة «الأخ» الدكتور هشام عبدالحميد، المتحدث الرسمى لمصلحة الطب الشرعى، الذى اعتاد تعكير الماء على «الشرطة»، كلما كانت طرفاً فى حادثة، بإثارة الشبهات حولها، وحشرها فى «دائرة اتهام» ضيقة، ففى إطلالته، تليفزيونياً، يوم السبت الماضى، (شاهد الفيديو:https://www.youtube.com/watch?v=LJ7GBPxTOWM)، وبمهارة يُحسد عليها وبراءة متقنة، أوحى بأن «الشرطة» هى قاتلة شيماء، إذ قال: «إن نوع الخرطوش القاتل يستخدمه المواطنون والشرطة».. لاحظ هنا أن مهمته تنحصر فى شرح تقرير الصفة التشريحية، أو أسباب الوفاة، دون التطرق لغيرها.
الكارثة لو رجعنا إلى واقعة استشهاد اللواء نبيل فراج، صباح يوم 19 سبتمبر الماضى، أثناء عملية تحرير قرية كرداسة بالجيزة، من سيطرة الإرهابيين.. فى المساء ظهر «هشام»، (شاهد الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=1xglHo_AckE)، معلناً أن الرصاصات القاتلة هى من مسدس عيار 9 مللى (النوع المستخدم فى الشرطة)، وأن مسافة الإطلاق جاوزت ثلاثة أمثال طول المقذوف (15سم)، أى جاوزت 45 سنتيمتراً قليلاً أو كثيراً، وقد فَهِم المذيع والمشاهدون بوضوح شديد أن «اللواء فراج» تم قتله بـ«رصاص الشرطة»، ومن «مسافة» نصف متر تقريباً، أو أقل أو أكثر قليلاً، بما يعنى أن قاتله هو أحد مرافقيه من الضباط أو الجنود.. تأكيداً من هشام لهلاوس الجماعة الإخوانية بأن رجال الشرطة يقتلون أنفسهم من أجل إلصاق التهمة بالإخوان.. بعد يومين تراجع سيادته وصرح بأن «مسافة» إطلاق الرصاص على الشهيد فراج هى «من 15 إلى 20 متراً» بعد أن كانت نصف متر فقط!!، (التصريحات: http://www.elwatannews.com/news/details/327088).. مبرراً هذه التناقضات بعدم استيعابنا معانى المصطلحات فى عالمهم الطبى الشرعى، مع أنه مُعيَّن لمخاطبة عموم الناس وعوامهم ممن لا يفقهون مصطلحاتهم.. لكنه الالتواء واللف والدوران الإخوانى.
الرجل مخلص لـ«الجماعة».. فقد تم تعيينه أوائل سبتمبر 2013 متحدثاً رسمياً لمصلحة الطب الشرعى، إلى جانب عمله مديراً لمشرحة زينهم، بقرار من الإخوانية الدكتورة ماجدة القرضاوى، رئيس المصلحة فى عهد الإخوان، وهى من أقارب الشيخ يوسف القرضاوى المتفرغ لرسالة التحريض على الجيش والشرطة.. وقد عزلتها الحكومة من منصبها، ونسيت صاحبنا أو تركته يواصل رسالة الشيخ القرضاوى، ويكون معه إيد واحدة، ولكن بأسلوب مختلف، وهو «دس السم فى العسل».
إن «التقارير الطبية الشرعية» لا تخلو «أحيانا» من أخطاء فادحة قد تؤدى إلى إفلات مجرم، أو تسوق بريئاً إلى المشنقة.. كما أننا بصدد تقارير طبية أولية قابلة وخاضعة للبحث والتدقيق وصولاً إلى التقرير النهائى، بما يستوجب الحذر فى التناول والترويج.. لكنه الغرض، و«الغرض مرض» كما يقولون.
نسأل الله السلامة لمصر.