دعونا أيها السادة، بعد مرور أول يوم من أيام التقدم بالترشح للبرلمان نرى، كيف يرى الذين يرون أنفسهم من النخبة ثورتي مصر الأخيرتين؟ كيف يفهمونها؟ هل يدركون أن مصر قامت بها ثورتين؟ رفضت البعض منهم وأطاحت بمن شابههم أم لا زالوا يظنون أن ذقونهم وجلبابهم وأموالهم مفتاح لباب يُفتح فيدخلون منه إلى تحت القبة.
دعونا نرى، كيف يرى الشعب المصري ثورته بعد ذلك؟ هل سيختار على نفس الأسس السابقة من فتاوى وأموال تدفعه لاختيارات أشخاص بعينهم؟ أم هو سيُحسن اختياره؟ هل هو مايزل يبحث عن التجربة كما جرب في السابق أم هو عرف من يختار؟
لا جدال الاختيار للوهلة الأولى صعب على الشعب، كنت أتمنى أن يكون أكثر سهولة عليه بأن ينحي من سبق ونحاهم عن السباق وعن الصراع، لكن إعلانات البعض بشكل رسمي عن اعتزامهم الترشح يجعلني أشعر بأنه لا فائدة من أن قامت في مصر ثورة واثنين لكي تطح بهم، فهم لا يفهمون، وإن فهموا يستهبلون ولا مؤاخذة.
القصير اللئيم الذى قامت بسبب حماقته ثورة في الشتاء، لم يزل يعتمد على حديده،ولا جدال أنه كاذب في دعوته بأنه يريد التنمية وأنه يعتمد على الله ٍ، لأن الفرصة في التنمية على يده كانت موجودة وقت أن كان هو الحاكم أو الشريك في حكم مصر، ولم ينمي إلا نفسه ومصانعه، أما اتكاله على الله، فهو لم يفعلها من قبل، فقد اتكل على ماله وصداقته مع ابن الرئيس والآن هو يستخدمها ليمزج بين التدين والمال ليضمن كرسي ليلعب لعبة الحزب الوطني مع لعبة الإخوان، على كل حال دعونا نرى ماذا سيجري معه؟
أما أولائك المتشحين بالذقون المتوارين وراء تحالفات انتخابية مع بعض الأقباط -غير الأقباط فعلاً- فلا مصري يتحالف مع أولائك الإخوان الجدد الذين فتاويهم المتبجحة تكفر الآخر، ولا يتحالف معهم إلا طامع في سلطة ونفوذ وجاه، ما يعني أنه بلا كرامة لأنه يعرف تكفيرهم له ويضع يده في يدهم ليصل لكرسي البرلمان ليحقق مآربه، ناهيك عن أن تحالفهم هذا غير مقبول، فأيضاً وصولهم للبرلمان فردي أو قائمة غير مأمون الجانب، فمن كفر الآخر يُكفر الحكومة كلها ما دامت لا تحكم بوجهة نظره الدينية، وهنا تكمن الكارثة، وربنا يستر أم البرلمان سيفضحهم دعونا نرى.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع.