بقلم: جون ألفي
وقف بجواري ووجهه يمتلئ بمزيج من الفرحة والقلق ، أسمة بريت ايڤانز ( Brett Evans) وهو احد أصدقائي في العمل ، سألته : ماذا بك ؟ ، ابتسم وأجاب : انظر الهدية التي احضرتها لي ماري ، وأراني صور علي جهارة المحمول ل ( كلب ) صغير لا يتعدي عمره الأربعين يوما ، ابتسمت وقلت له مبروك ، فأنا اعلم انك في العقد الخامس من عمرك وانت غير متزوج ولا شريك لك في حياتك ، ابتسم هو الاخر شاكرا ثم تجهم وجهه وصمت ، سألته : ماذا بك ؟ اعتقدت انك سعيد ، قال : انه روح أصبحت مسئولة مني الان ،، إنها مسؤوليه كبيرة. في قاموس الانسانية من المفترض ان تاخذك الكثير من الإجراءات ( القانونية) حتي تثبت ادانتك بالجرم الذي انت بصدده ، فحال ارتكابك جريمة يعاقب عليها القانون يتم القبض عليك ، وتقدم للمحاكمة ، وللمحاكمة درجات ( اول درجة ، استئناف ، نقض ) ثم الحكم بالحبس ، بالسجن ، او بالإعدام. أما في قاموس الهمجية والبربرية واللامسئولية ، الموت وازهاق الروح التي خلقها الله ( سبحانه وتعالي ) هو الخيار الوحيد ، مع تعدد الأسباب والطرق لكن النتيجة تكون دائما .. الموت

دعوني ابدأ هنا وانا بصدد الحديث عن القانون واللاقانون ان ابدأ بأكثر فصيل عديم الانسانية والوطنية والإحساس بالانتماء ، وهم الاخوان المسلمون ، فهم لم يتورعوا او يفكروا لثانية في نهج الأسلوب البربري الوحشي في قتل من يعارضهم ، سواء بالبلطجة ، او ترويع الآمنين ، او المؤامرات او التجسس ، وأخيرا ارهاب قمئ اسود لا يمت لدين او ملة بِصِلَه.

بعدما انقذنا الله من مستقبل اخواني أسود حالك لا تحكم فيه اللا لغة الدم ، وضعنا كلنا أيدينا علي كتف السيسي واغمضنا عينينا وفوضناه وانتخبناه ولبينا كل مطالبه من الصبر وعدم التظاهر الفئوي وطول البال ودعم الدولة ماديا ( صندوق تحيا مصر والغاء الدعم تدريجياً) ومعنويا ، كل هذا بغرض واحد فقط ، دولة مصرية كاملة السيادة ، آمنه ، تضمن مستقبل افضل لاهلها ، تحترم المواطن الانسان ، وتضمن له حياة كريمة ، ويحكمها القانون ، وهذا هو الفارق بيننا وبين الاخوان ، نريد ان يحكم القانون بلا استثناء وصرامة وبلا محاباة ، وهم أرادوا غابة يقتل فيها القوي الضعيف ويسحقه ، ولكي يحكم القانون لا يموت البرئ بل المجرم الذي اثبتت ادانته انه يستحق الموت. أصبحت ثقافة الموت السهل والدم شائعة في مصر خلال الأربع سنوات المنعقدة ، فيموت من يموت وتزهق روحة ويسال دمه ويلفظ نفسة الأخير لأسباب لا تعد ، من مات حارسا لوطنة وفي سبيله ، من مات نتيجة الاهمال تحت انقض عقار مخالف او في قطار محترق ، وغيره ، وغيره ، ولكن احقر الأسباب هو لمجرد الذهاب لتشجيع مباراة كرة قدم.

هل هم مخربين؟ إذن اقبضوا عليهم ، هل هم بلطجية ؟ إذن اقبضوا عليهم ، هل أخلُّوا بالأمن والنظام ؟ اقبضوا عليهم ، مع خلاف مع رئيس النادي واعتدوا علية وهددوه ؟ اقبضوا عليهم ، لكن لا يوجد إنسان علي وجه الارض له الحق في إنهاء حياة إنسان اخر قبل ان يعطيه الفرصة ليدافع عن نفسة. أتفهم تماما فكرة قتل اخواني او ارهابي يحمل سلاح ويقتل او يهدد الأبرياء ، لا وجه ولا وقت للمحاكمه هنا ، لكن حاولوا ان تقنعوني ما وجه التهديد الذي ارتكبه هؤلاء الشباب ليموتوا بسبب التدافع والدهس والاختناق كنتيجة لتصرف غير مسئول قضي بضرب غاز مسيل وخانق علي تجمع بشري لشباب في عمر الزهور يتعدوا الخمسة آلاف في مساحة مائة متر.

إعلم عزيزي القارئ انك طالما تقبلت فكرة استحقاقهم الموت لأنهم - كما يدعي البعض - غوغاء وبلطجية فهناك ( ميني إخوان ) بداخلك يظهر في هيئة شماتة وخلق المبررات والحجج التي تحلل موت هذه الشباب. سيدي الرئيس / عبد الفتاح السيسي ، انت مسئول مسئوليه كاملة ومكتملة الأركان ، انت وحكومتك واجهزة الدولة التي تديرها عن مقتل كل جندي وشاب وبرئ ومتظاهر سلمي ، مصر ستكون ( قد الدنيا) فقط عندما يكون أغلي ما فيها المصري ، وليس علاقتنا بالخليج وروسيا ، نحبك ونحترمك ، ولكن تعازيك وتكليفك بمحاسبة المسئولين و ( تمام يا أفندم ) وبعدها لا حياة لمن تنادي بل مزيد من الأرواح التي تذهب سدي ، هو منتهي الاستخفاف بشعبك وقيمة الحياة ودولة القانون. عزيزي القارئ ، تخيل ان ابنك الشاب او بنتك ( لا قدر الله ) هو من مات تحت اقدام هاربين من بطش الداخلية او مات مختنقاً بغاز اشترته الدولة من أموال الضرائب التي دفعتها ، أوصفلي رد فعلك لكي تتخيل كيف يشعر أهالي هؤلاء الشباب.

اعجبتني جملة قالها صديقي / هيثم الكاشف. " انك ان كنت تعتقد ان سبب قتل الوايت نايتس هم ( ايضا) الاخوان ، فأنت اذا امام تنظيم أقوي من كل اجهزة الدولة" هناك في هذا العالم في مكان ما إنسان يرتج لمجرد انه مسؤول عن روح ( حيوان ) ، وهناك ايضا من لا يهتز عندما تزهق روح إنسان لانه ببساطة (......).