Oliver كتبها
مجلس الشعب هو كلمة السر لو أردت أن تحظي بنفوذ لم تستطع أن تحققه و لو في بيتك.و مع أن تشكيل مجلس الشعب كان للأقباط في كل مرة حدثاً حزيناً لأنها المناسبة التي يعيشون فيها التهميش و التجاهل و يري فيه المرشحون الأقباط قدر التربيطات التي تحاك ضدهم و قدر التعصب المعلن سواء من المرشحين المنافسين أو من بقية عموم غير المسيحيين.فينزوي المرشح القبطي لاعناً هذا التعصب المقيت مكتفياً بالحصول علي عضوية مجلس الحي أو حتي مجلس أي عمارة.
إلا أن اليوم مختلف.فالدستور ينص علي نسبة من المقاعد توزع إجبارياً علي الأقباط تصل إلي 24 مقعداً محتملا.
1-كانت علي القائمة الأكثر تقربا من السلطة للجنزوري أسماء أكثر من أربعين مرشحاً قبطياً في معظم المحافظات منهم عشرون فقط في القاهرة واحد فقط هو القريب من تحقيق النجاح و آخر مثله في المنيا و الباقي سيلعب علي الوقت الإضافي لعل مباركة الكنيسة لترشحه تنفعه و أنا أراها ضده.لكن هناك بعض المظاهر يجب أن نلتفت إليها.
2- كانت قائمة الجنزوري تعتمد علي أصحاب الأموال فكان نصيب الأقباط لا بأس به من فرص النجاح لكن لما ظهر الكارت الجديد اللواء سامح سيف اليزل إعتمدت قائمته علي ذوي النفوذ و ذوي القربي بالسلطة و بهذا ضعفت فرص الكثير من الأقباط و خرج كثير منهم مبكراً من اللعبة.بل أن بعض من ضمتهم قائمة في حب مصر( قائمة سامح سيف اليزل) يعتبر وجودهم ضريبة دمغة فقط علي طلب القائمة لكي تكون مستوفية للشروط لكنها ضمت أسماء عناصر تم إختيارهم ليكونوا تابعين لأوامر سوف يتلقونها في حينه لذلك لا أندهش لإختيار سيدات علي القائمة فقط لأن أزواجهن من أصحاب النفوذ.و هذا الكارت أخرج كثير من الأسماء التي ترشحت عن طريق غير مباشر من الإيبارشيات.
3- هذا المجلس هو مجلس جديد بأشخاص قديمة.معظم الوجوه الحزبية التي نجحت فيما سبق ستنجح مجدداً ما عدا أحمد عز( لو إستمر في ترشحه - و هذا أشك فيه أيضاً. هو لن ينجح و لو بالإكراه).معني هذا أن أعضاء مجلس الشعب سيكونون من ذوي الخبرة و التربيطات و الإمكانيات و الفساد أيضاً.و وسط هؤلاء سوف يتوه أعضاء الأقباط حديثي العهد باللعبة البرلمانية القذرة.ضمت أسماء الأقباط بعض السيدات و هذه خسارة مسبقة للمقاعد القبطية.حيث يجب أن تكون أسماء القبطيات علي مقاعد المرأة و ليس علي مقاعد الأقباط ليدخل عدد الأقباط كاملاً ثم تضاف إليه القبطيات من خلال مقاعد المرأة فيكون للأقباط كتلة برلمانية لها تأثير واضح لكن ضم السيدات إلي قائمة الأقباط ينتقص من فرص زيادة المقاعد .المشكلة هنا ليست في رأي القبطيات لكن لأنه لم يكن لهن رأي في الموقف فهو مفروض عليهن.إما يقبلوا كما ترشحهن القائمة و إما يخرجوا فإخترن ما هو متاح.
4- سامح سيف اليزل هو مندوب المخابرات الحربية و كذلك الأمن الوطني لذلك فهو نفسه الذي تلقي الأسماء من هذين المصدرين التي أعتمد فيها الأشخاص الذين إختاروا الأقباط علي عنصرين الأول رضا الكنيسة علي هؤلاء الأشخاص و الثاني هو شعبية هؤلاء لكن المؤسف أن الشعبية في الوسط الكنسي لا تعكس شعبية علي المستوي العام و كذلك فإن رضا الكنيسة مرتبط بتوقعات من المرشح قد يجد نفسه عاجزاً عن تحقيقها في الواقع لأنه سيتلقي تكليفات ممن قيدوه في القائمة و قيدوه بسياسة القائمة.و بسب هذاالصلة لسامح سيف اليزل بالمخابرات و الأمن الوطني هدد حزب الوفد بمقاطعة الإنتخابات لكن جاءهم تحذير حاد جعلهم يعدلون عن تهديدهم فوراً رغم أنهم أعلنوا ذلك في بيان رسمي من الحزب.مما يعكس أن قائمة سامح سيف اليزل ستكون هي الإسم الجديد للحزب الوطني و لن تختلف عنه في شيء.
5- وجود أعضاء أقباط سيخلق وضعاً جديداً في الكنيسة لأول مرة.ربما سنجد مكتب في كل إيبارشية بجوار مكتب وكيل المطرانية أسمه مكتب نائب الأقباط.هناك سوف يكتشف كل عضو منتخب عن الأقباط أن الشعب القبطي سيتعامل معه علي أنه الحكومة و بديلاً عن الحكومة.فهو صاحب السلطة و الحصانة و يجب أن يكون علي علم بكل شيء و كل شخص وعنده حل لكل مشكلة و إلا سيتلقي لعنات ما كان يتخيلها البعض قد تأتيه من الآباء الكهنة الذين توسموا فيه أملاً أو من الشعب القبطي و نكون بذلك قد أهدرنا طاقة النائب فيما لم ينتخب لأجله.الحل ببساطة أن يكون هناك مكتب خدمي للنائب منفصل عن النائب نفسه.و أن يتفرغ النائب للخدمات العامة الحقيقية مثل تقديم مشاريع القوانين التي يحتاجها الأقباط في تشريعاتهم.و كذلك إعادة وضع الأقباط إلي درجة المواطنة سواء في التشريعات أو في الممارسات العامة أما إستهلاك العضو في الخدمات الفردية فهو إستنزاف لن يطول و سيقضي علي إمكانية إستغلال العضوية للصالح القبطي العام منعاً من أن تتحول العضوية في البرلمان إلي مكتب تسيهلات لن تغير من وضع الأقباط شيئاً.
6- حزب النور هو حزب إنتهازي رخيص يراهن علي الذاكرة الضعيفة للشعب المصري.لكن الشعب القبطي لن ينسي جرائمه.هو و مرشده الإجرامي ياسر برهامي و متحدثه اللعبة الورقية السابق نادر بكار.نحن نتذكر جيداً أن حزب النور هو الغطاء الشكلي لأولاد الإرهابي الشيخ حازم أبو إسماعيل.نتذكر حرق كنائس الصف و إمبابة.نتذكر إعتداءات الإسكندرية و مظاهرات الكاتدرئية.نتذكر شتائمكم للبابا المتنيح و نتذكر جرائمكم في مواد الدستور الملغي 2012.نتذكر ألاعيب برهامي و أكاذيب أعضاء حزب النور في البرلمان المنحل لذلك ليس غريب عليكم اليوم أن تختاروا من الأقباط الذين قبلوا منكم رشوة إنتخابية نصف مليون جنيه لتضعوا أسماءهم علي قوائمكم.و الطيور علي أشكالها تقع.و لن يكون مصير نادر الذي كان رئيس لإئتلاف 15 فرد سموا أنفسهم حركة أقباط 38 سوي نفس مصير نبيل لوقا الذي كان مثار إحتقار الجميع و هو يقفز من إنتهاز لإنتهاز حتي منعه الأقباط من دخول الكنيسة ذات يوم.حزب النور إختار المنشقين علي الكنيسة و سوف يحصد من وراءهم خيبة الأمل.
ضع الإخوان المتسترين وراء حزب النور الإرهابي في نفس السلة.لا تندهش من أحكام البراءة التي ستقرأها هذه الأيام لأعضاء الإخوان فالصفقات الإنتخابية لا زالت لغة السياسة في برلمان مصر.اللعبة نفس اللعبة و أطرافها كما هم دون تغيير سوي ما ندر.
الأسماء القبطية التي قبلت أن تكون علي مائدة اللئام لا تلومن إلا نفسها حين تتلقي لعنات الأقباط و ما أصعبها لعنة فإحترسوا من هؤلاء الذئاب سواء حزب النور الذي لا يعرف النور أو الأقباط الذين باعوا أنفسهم للشيطان المسمي حزب النور.و وجود الأقباط في قائمتهم فرصة جيدة لكي يخسروا بسببهم مقاعد لأن الأقباط ليسوا من السذاجة كي ينتخبوا حزب النور.فأين في كل إيبارشية من نجا من إعتداءاتهم؟ إنهم إرهابيون قتلة خاطفي الفتيات القبطيات ناهبي متاجر الأقباط و من يؤيدهم يشابههم.أسقطوهم أينما وجدتوهم.
7- الأسماء التي ستنجح بالضرورة لأنه لابد من إنتخاب قبطي علي بعض المقاعد قد تتحول إلي عبء علي الأقباط لو لم يتم تكوين الكتلة القبطية في البرلمان.لن أخوض في التفاصيل هنا لكن يجب أن نضع هذا العنوان في إعتبارنا( الكتلة البرلمانية القبطية).من المهم جداً أن يتحول الأقباط إلي كتلة ذات صوت مسموع حين يتم مناقشة خطوات إسترداد الأقباط حق المواطنة المسلوب و حين يتم مناقشة قوانين خاصة بالأقباط مثل قانون الأحوال الشخصية أو قانون بناء الكنائس.ثم فليتفرق الأعضاء بعد ذلك كما يشاؤون علي بقية الكتل كيفما يتفق و إتجاهاتهم.
8-فرصة العمر ليست في مكاسب خدمية لكن في القدرة علي المساهمة في تنقية القوانين من الشوائب العنصرية و إلغاء النصوص المكرسة للتمييز.فرصة العمر في إعتماد قانون الأحوال الشخصية التي تعبت الكنيسة من وضعه بالأدراج عشرات السنوات.فرصة العمر ليست في فوز قبطي بمنصب لكن في إعادة حق الأقباط في مواطنة غير منتقصة في شيء لا في النصوص و لا في تطبيق النصوص لا في التشريع و لا في الممارسات علي أرض الواقع.هي في الحقيقة فرصة العمر لمصر كي تعود إلي الزمن الجميل وطن فيه الجمال و الحب يخلو من التعصب و يمتلأ بالثقافة و الفن و السلام.
9- هذا البرلمان سيكون مطبخاً مزدحماً لمشاريع قوانين كثيرة.علي الكنيسة و أقولها علانية لأنه لا يوجد جهة بديلة تستطيع تقديم المساعدة القانونية للعضو حين يشرع في مناقشة القوانين.لكن علي الكنيسة من الآن أن تعد دراسة قانونية من مستشاريها القانونيين تلقي فيها الضوء علي القوانين المكرسة للتمييز و التعديلات المقترحة عليها لكي يكون عضو البرلمان القبطي في مجلس الشعب منتبهاً للبعد الأول و هو مصلحة مصر و البعد الثاني إسترداد حق المواطنة للأقباط.
10-هذا البرلمان سيكون رغم أهميته أضعف البرلمانات في مصر و هي فرصة سانحة للتدريب و التعلم سواء للشعب القبطي أو لأعضاء مجلس الشعب من الأقباط.لكن لا تنتظروا منه الكثير لأنه سيولد معاقاً بسبب الصراعات الداخلية و التربيطات التي ستحد من إنطلاق القدرات الشخصية للأعضاء و سيتحولوا بسرعة إلي كائنات مروضة خاملة لكن هذا هو المتاح في سوق السياسة الآن.
في النهاية يبقي الرجاء في إلهنا الذي بعمله وحده جئنا إلي هذا اليوم.هذا اليوم صنْعتُه هو و كل نجاح فيه ينسب إليه فلنفرح به.