السبت ١٤ فبراير ٢٠١٥ -
٥٢:
٠٨ ص +02:00 EET
د. ممدوح حليم
سبق أن قلنا إن "مدارس الأحد" التي تدعى حاليا ً في الكنيسة القبطية التربية الكنسية أو الخدمة، أساسها إنجليزي0 لقد كان حبيب جرجس باعث نهضة الكنيسة القبطية في القرن العشرين واسع الأفق مطلعا ً على فكر الكنائس الأخرى بغرض نهضة كنيسته، ومن ثم اقتبس فكرة مدارس الأحد من الكنائس الإنجليزية التي كانت متواجدة في مصر إبان الاحتلال الإنجليزي.
كان حبيب جرجس يرى أن نهضة الكنيسة يكمن في كلمة واحدة هي التعليم، أترينه كان يقول " التعليم أول حاجة للشعب بعد الخبز" لهذا السبب؟
في عام 1900 بدأ حبيب جرجس "مدارس الأحد" وذلك في كنيسة العذراء في الفجالة، حيث كان يجمع الأطفال ويقوم بتدريسهم دروس الدين التي كتبها بنفسه. وقد تبلورت هذه الاجتماعات بعد ذلك تحت اسم "جامعة المحبة".
ولما بدأ هذا العمل يمتد، كوّن حبيب جرجس مع بعض أصدقائه في القاهرة وغيرها جامعة باسم "جامعة أشعة حب يسوع" وذلك في عام 1900 أيضا ً. وكان لهذه الجامعة فروع متعددة في أقاليم القطر المصري. وقد وصل عدد أعضائها إلى ما يزيد عن 500 عضو.
وفي عام 1905 خصص حبيب جرجس جزءا ً من نشاط "جامعة المحبة" لخدمة الشباب ولتعليم طلبة المدارس الأميرية الدين المسيحي الذي لم يكن يدرس بالمدارس الأميرية. ولما اتسع نشاط جامعة المحبة امتد إلى كنائس أخرى وإلى بعض المدارس القبطية والجمعيات الخيرية، ونقلت فصول مدارس الأحد ليوم الجمعة لطلبة المدارس الأميرية ( الحكومية ) والمدارس الأهلية.
ويذكر أن حبيب جرجس أنشأ أيضا ً فصولا ً لتعليم البنات.
ويعتبر عام 1918 نقطة تحول كبرى قي تاريخ مدارس الأحد حيث تقرر تدريس الدين المسيحي في المدارس الأميرية، كما شكل البابا كيرلس الخامس "اللجنة العامة لمدارس الأحد" – بناء ً على طلب من حبيب جرجس - لتنتقل مدارس الأحد من كونها حركة شعبية علمانية ( أي يقودها ويقوم بها غير رجال الإكليروس / رجال الدين )، إلى حركة تخضع لقيادة الكنيسة الأمر الذي أعاد صياغتها في قالب جديد.