نيويورك
محرر الأقباط متحدون
في اختراق صارخ للعدالة وجهت السلطات في اليمن تهمة التجسس لإسرائيل وتحريض المواطنين على ترك دينهم لليمنيّ حامد كمال بن حيدرة وهو من الأقلية البهائية في اليمن. جاءت هذه الاتهامات في بداية السنة الثانية من سجن وتعذيب السيد بن حيدرة والذي اعتقل طوال هذه المدة دون توجيه اتهام له، تعرض خلالها لتعذيب جسدي وايذاء نفسي شديدين. وكانت السيدة إلهام، زوجة المعتقل بن حيدرة، قد أعلمت وكالة أنباء رويترز أن زوجها قد تعرض لتعذيب شديد لانتزاع اعترافات بالتهم الملفقة له، وبأن السلطات لم تتمكن من الحصول على اعترافات منه. وأوضحت بأنه يعاني حاليا من ظروف صحية سيئة نتيجة لما يتعرض له. وصرحت السّيّدة باني دوغال، الممثّلة الرسمية للجامعة البهائيّة العالميّة لدى الأمم المتّحدة: "إنّ التّهم الموجّهة إلى السّيّد بن حيدرة لا أساس لها من الصحة ومحض افتراء، وتأتي بعد مضيّ أكثر من عام على معاملة قاسية لا انسانية تضمنت الحبس الانفراديّ، وأن السلطات قد أوضحت بصورة خاصة وفي أكثر من مناسبة بأن دوافع دينية تكمن خلف اعتقال وتعذيب السيد بن حيدرة.
وأضافت السّيّدة دوغال: "السّيّد بن حيدرة يحظى باحترام وتقدير واسعين في مجتمعه وهو ربّ أسرة مخلص ولم يخترق أيّة قوانين. ومن حيث المبدأ، البهائيّون لا يقومون بتحريض الناس على تغيير دينهم، وجميع اليمنيّين الّذين اعتنقوا الدّين البهائيّ قد قاموا بذلك من منطلق قناعاتهم الخاصّة". وقالت السّيّدة دوغال أيضًا: "إنّ تهمة التّجسّس لصالح إسرائيل تشويه معيب للواقع، فالظّروف التّاريخية الّتي أدت إلى إنشاء المركز الإداري والروحيّ للدّين البهائيّ حصلت قبل وجود دولة إسرائيل بوقت طويل." واضافت: "إنّ الطّاعة والولاء للحكومة الّتي ينتمي إليها الفرد هي أحد المبادئ الرّئيسيّة في التّعاليم البهائيّة، وعليه ففكرة أنّ البهائيّين قد يقومون بالتّجسّس هي فكرة سقيمة تمامًا."
واستطردت السيدة دوغال: "البهائيّون جزء من مكونات المجتمع اليمني منذ عقود طويلة، وهم معروفون على امتداد المنطقة العربية، بل والعالم، بطبيعتهم المسالمة وسلوكهم المتفاني في خدمة مجتمعاتهم."
وأكدت السيدة دوغال بأن: "الجامعة البهائيّة العالميّة تدين هذا الاجراء الغير قانوني ضد السّيّد بن حيدرة، وتدعو للإفراج عنه فورًا. فالتّهم الموجّهة إليه ملفّقة تمامًا وليست قائمة على أيّ دليل." تأتي هذه التصريحات وسط اتّهامات من قبل السّلطات بأنّ السّيّد بن حيدرة ليس مواطنا يمنيّا وأنّه قام يتزوير اسمه للدّخول إلى البلاد. بينما تؤكد الحقائق أن السّيّد بن حيدرة قد ولد في جزيرة سوقطرة في اليمن وعاش في البلاد كمواطن ثـم انتقل والده، الّذي كان يعمل طبيبًا إلى اليمن من إيران في الأربعينيّات من القرن الماضي قبل ولادة السيد حامد بن حيدرة واستقر فيها. وكان والده قد مُنِح الجنسيّة اليمنيّة من سلطان المهرة في قشن وسوقطرة تقديرًا لخدماتة الجليلة للفقراء في المجتمع. وقد انتقلت الجنسيّة بشكل طبيعيّ وباستحقاق إلى ابنه والذي ولد بعد ذلك في سوقطرة. وكان السّلطان قد منح والد السيد بن حيدرة اسمًا يمنيًّا تقديرًا وتشريفا لحبه وتفانيه لموطنه المختار. وتستطرد السّيّدة دوغال قائلة: "إنّ السّيّد بن حيدرة هو زوج متفانٍ، وأب لثلاث فتيات صغيرات، ومواطن مخلص لليمن، والمفارقة التي تعبر عن طبيعة هذا الاتهام هو ما أوردته السلطات في لائحة الاتهام من ادانة السيد بن حيدرة على "الظهور بمكارم الأخلاق"، والّتي من خلالها حظي بثقة أبناء وطنه ومجتمعه".
وبسؤال الدكتور رؤوف هندي البهائي المعروف عن الوضع القانوني الدولي لمكتب الجامعة البهائية العالمية أفـاد بـأن مـكتـب الجامعة البهائية العالمية أنضـم إلى هيئة الأمم المتحدة كمنظمة عالمية غير حكومية عام ١٩٤٨، وتتمتّع بصفة استشارية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، كما أنها تعمل مع كثير من وكالات هيئة الأمم المتحدة. يعتبر البهائيون فعّالين ضمن العديد من وكـالات وائتلافات المنظمات غير الحكومية في أنحاء العالم، والتي تركّز جهودها بشكل خاص على تقدم المرأة، وحقوق الإنسان، ومواضيع الازدهار والعدالة الاقتصادية، والترقي الأخلاقي وتـرسيخ قـيم السلام والتسـامح بين أسرة العالم الإنساني، كما أن البهائيين يشـاركون في الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان.