بقلم منير بشاى

أثار مقالى الاخير بعنوان "هل داعش صناعة أمريكية" شجون الكثير من القراء.  واظهر رد فعل المقال مدى تغلغل الفكر الكاره لأمريكا دون مبرر.  كانت مفاجأة لى ان ارى من يقول ان امريكا صنعت داعش بهدف خدمة اسرائيل.  وتأكييدا لهذا يقولون ان الدليل على ان داعش صناعة امريكية هو ان داعش لم تهاجم اسرائيل.  تعالوا بنا نناقش الأمر.

1-    داعش لم تهاجم ليس فقط اسرائيل بل ايضا دولا اخرى فى المنطقة مثل ايران ودول الخليج ولبنان والاردن.  فهل كانت داعش صنيعة لدولة من هذه الدول؟
2-    ما هاجمته داعش هى مناطق شبه معزولة فى العراق وسوريا وليبيا وسيناء لأنها مناطق سهلة تستطيع ان تتحرك داخلها وتحتل اراضيها بأقل مقاومة.
3-    داعش لم تهاجم اسرائيل لأنها تعلم انها يوم تفعل هذا سيكون يوم موتها.  اسرائيل تمتلك اقوى جيش فى المنطقة واكثره تدريبا.  الكل يعرف هذا بما فيهم داعش.
4-    داعش لم تهاجم اسرائيل، ولكن هذا لا يعنى انها لم تعتدى على يهود العالم.  فقد ضربت داعش جريدة شارلى ايبدو الفرنسية وقتلت كبار القائمين عليه وهم يهود.  ولا اظن ان من تصنعه امريكا ليحمى اسرائيل سيقتل اليهود.
5-    اسرائيل لم تسمح بدولة فلسطينية على حدودها ولم تسمح بالجيش المصرى ان ينتشر فى اراضى سيناء بعد تسليمها لمصر.  فكيف تصنع مع امريكا دولة اسلامية مثل داعش الى جوار اسرائيل؟  واذا كان الهدف هو تفتيت البلاد العربية، فمتى كان العرب متماسكين؟ هل يوجد حاليا اى خطر على اسرائيل من اى دولة عربية؟
    الشىء المحير والذى يدحض نظرية ان امريكا صنعت داعش لحماية اسرائيل هو انه لو كانت النظرية صادقة كنا ننتظر على الاقل ان يكون عند داعش شيئا من الوفاء للمواطنين الامريكيين.  فهل داعش صنيعة امريكا تقوم بمحاصرة السفارة الامريكية فى ليبيا ويقوم رجالها باغتصاب السفير الامريكى جنسيا وقتله؟  وهل نفس هذا التنظيم يقوم بذبح الصحفيين الامريكيين وعاملات الاغاثة الامريكيات الذين لم يرفعوا السلاح ضد احد؟
    والمحيّر ايضا هو لماذا نكلف انفسنا عناء البحث عن دافع لإرهاب هذه الجماعة وعندما لا نجد نلقيه على عاتق امريكا كالعادة؟  اليس السبب واضح امام اعيننا كالشمس وهو التطرف الاسلامى الذى يستخدم كتب التراث التى تكفّر غير المسلم وتدرّس فى الازهر وينادى بها فى المساجد والزوايا وتبث فى جميع وسائل الاعلام؟
Mounir.bishay@sbcglobal.net