الأقباط متحدون - السيسى ... مصر ... التاريخ
أخر تحديث ٠٤:٤٥ | الاربعاء ١٨ فبراير ٢٠١٥ | ١١ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السيسى ... مصر ... التاريخ

  حنا حنا المحامى

الملمات تظهر معادن الرجال.
قضت مصر ما يقرب من أربعة عشر قرنا فى انتظار السيسى.  نعم هذا ليس مدحا أو تملقا بطبيعة الحال بل هى انفعالات فى عقل الانسان وقلبه رأى أنه يتعين أن يفرغها بكل إعزاز وفخر وعرفان ووطنيه وأول وآخر كل شئ ... ووفاء.

إن مصر كانت مطمعا لكل العالم وكل الدول, ولكنها كانت قويه بشعبها فقد كانت تقف وحدة واحده أمام الملمات وأمام أى عدو تخول له نفسه أن يعتدى على مصر وعلى أمنها أو شعبها.

ولكن يتعين أن نواجه الحقيقه ذلك أن الحقيقه هى التاريخ.  فقد كان الاحتلال البريطانى يزكى روح التفرقه والفرقه والخصومه الداخليه.  فكان الاستعمار البريطانى يعمل على إزكاء روح التعصب بين المسلمين والمسيحيين ولم يكن ذلك إلا شحذا لروح الخصومه الداخليه تطبيقا لمبدأ أو سياسة فرق تسد.  ومن باب الحقيقه أيضا أن عددا كبيرا من المصريين كانوا يتجاوبون مع هذه السياسه وهذه الفرقه وتلك الخصومه. خاصة حين بدأ يظهر وينمو يزدهر التنظيم الاخوانى الذى لا يعرف ولا يؤمن بمعنى الوطنيه أو الوحده أو قوة الوطن.  بل كان استعمارا داخليا يحاول أن يفتت الوطن حتى تكون له القوه الغلبه فى كل مناحى الحياه سياسيا وعمليا وتنظيميا.

بدأ الاخوان الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "المسلمين".  يعملون على تفتيت الوطن بكل فئاته.  ولم تكن الفتنه فقط هى الاسلوب الوحيد الذى كانوا يتبعونه بل كانوا يلجأون ألى كل الاساليب الخسيسه للعمل على الفرقه والتفرقه بما فى ذلك العدوان والتخريب والقتل والدمار والخراب حتى كدنا نعتقد أن هذا هو الاسلام.
لقد كان الاخوان يشوهون صورة الاسلام بكل ما أوتوا من قوه وساعدهم على ذلك أنهم كانوا يمارسون جرائمهم الوطنيه أيام الانجليز وكما هو معروف أن سياسة الانجليز الاولى "فرق تسد".  فكانت هذه السياسه يقدمها لهم الاخوان فى طبق من فضه.

فى يناير سنة 1952 قاموا بحريق القاهره.  قبل ذلك قاموا باغتيال العديد من الرؤساء والشخصيات القائده والرائده فى مصر.  المستشار الخازندار لانه كان لابد أن يحكم ضد أحد الاخوان.  لم يكن العدل رائدهم بل الجريمه والبلطجه فاغتالوه حتى يكون عبرة لغيره.  ثم اغتالوا العديد من الؤساء ... أحمد ماهر وغيرهم كما حاولوا اغتيال مصطفى النحاس.  ثم قاموا بحريق الفاهره التاريخى.  

عقب ذلك قام جمال عبد الناصر بثورة 1952.  ورغم كل ماقيل فقد قام بهذه الثوره من عباءة الاخوان المسلمين.  ولكن لما لمس تطرفهم وأنهم يريدون أن يتدخلوا تدخلا يقضى على مصر كدوله, بدأ يحدد سياسة مصلحة مصر أولا.  إلا أن روح التعصب لم تكن قد فارقته تماما فمارس هذا التعصب إلى أن وقعت معجزة شفاء ابنته المعروفه بواسطة البابا كيرلس السادس. هنا أدرك عبد الناصر أن قوة مصر لا تكمن إلا فى وحدتها وفعلا بدأ فى تنفيذ هذه السياسه. فما كان من الاخوان إلا أن حاولوا اغتياله وكانت نهايتهم على أيدى عبد الناصر.

بعد وفاة عبد الناصر تبوأ الحكم بسلامته أنور السادات.  بدأ السادات يركز على تحرير الارض المصريه التى تم الاستيلاء عليها فى حرب 1967 التى انهزم فيها الجيش المصرى دون أى حرب أو قتال.  بل هزم فى لا معركه بصوره شائنه لاى قوه حربيه فى العالم.  وفعلا نجح الساداب فى تحرير الارض المصريه وهذه تحسب له.  فتملكه الغرور وظهر فيه الحقد على حقيقته فبدأ بتحديد إقامة البابا شنوده.  ولم يكن الامر قاصرا على البابا فقط, بل أطلق العنان لكل مسلم أن ينال من أى مسيحى فى حماية القانون والسادات شخصيا.  وكانت النتيجه التى رتبها إله الاقباط بل أله الحق والعدل أن قضى على السادات قضاء مبرما وبواسطة عصابته ومريديه.

ثم جاء مبارك وما لبث أن استولى على الداخليه المدعو حبيب العادلى.  تضافر الاثنان على خراب مصر
 وتفتيت وحدتها بكل خسه ونذاله وكانت أموال بل وأعراض الاقباط مباحه لكل معتد أثيم.  فإذا اعتدى
المسلمون على المسيحيين, تم تهجير المسيحيين من قراهم ومن بلادهم وديارهم تاركين أموالهم ومنازلهم
ومحلاتهم نهبا للمسلمين أو بمعنى أدق لبنى وطنهم الذين تلقنوا فنون الفرقه والتفرقه والعنصريه البغيضه.
وإجمالا لاقى المسيحيون من الاضطهاد ما لم يرونه فى عصر المماليك.غير عابئ بما لهذا الاسلوب من
تأثير على مصر وقوة مصر التى لن تتحقق إلا فى وحدتها.
 
وهكذا ظلت مصر فى تدهور مستمر أخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.  إلى أن قام المصريون بثورتهم
الخالده.  فاطاحوا بالاثنين معا إلى غير رجعه.  ولكن للاسف روح الخيانه كانت لا تزال تدب فى الكيان
المصرى فتم تزوير الانتخابات ونجاح مرسى بحجة عدم تعرض مصر لثوره دمويه.  وكانت هذه التجربه
هى نهاية الاخوان إذ بانوا على حقيقتهم وعرف المصريون ماهية مبادئ الاخوان الهدامه من خيانه
 وتخريب ونهب وسلب.
 
قام الرحل الذى لا يختلف عليه إثنان وطنيان وهو الرئيس السيسى بارك الله فيه وفى كل خطوه يخطوها
وكل عمل يقوم به فأنقذ مصر فى االحظة المناسبه تماما وقضى على الخونه باسم الدين والدين أى دين منهم
براء.  ومنذ اللحظه الاولى عمل  على وحدة مصر وتماسكها كما عمل على قوتها فى نفس الوقت مدركا
تمام الادراك أن قوة مصر لن تتحقق إلا بوحدتها الكامله.  إنها الوطنيه, إنها أمانة المسئوليه, إنها وحدة
مصر ونجاحها وقوتها.
 
وإذا كان الرجل قد قام ببعض المعجزات إلا أنه لا يتمكن من القيام بكل المعجزات.  فقد رحل بعض الشباب
المسيحى إلى ليبيا سعيا للرزق.  إلا أنهم لم يوفقوا.  فقرروا العوده إلى وطنهم ولكن كان القرار متأخرا
فانقض عليهم أعداء الانسانيه الملثمين وما لبثوا أن نفذوا فيهم شهوة الدم ونحروهم نحر الشاه بلا أى إنسانيه
أو أخلاق.
 
إن هؤلاء الضحايا مصريون لحما ودما.  إن اغتيالهم هو اغتيال لكل مصر ولكل المصريين.  على ذلك لم
يتوانى ولم يتردد الرئيس السيسى فى أن يقتص من الجناه المجرمين. فارسل لهم الطائرات التى دكتهم دكا
ونالوا أقل جزاء.  وراح ضحية هذا الحزاء أضعاف أضعاف عدد الضحايا المصريين.  إن الدم المصرى
ليس رخيصا كما تصوروا.  إن دماء الشعب من دماء قادتهم. فكان يتعين أن ينالوا جزاء ما اقترفت أياديهم. 
وفعلا قامت الطائرات المصريه فى الفجر وقامت باللازم إذ أدت واجبها الوطنى تجاه الجناه.
 
مصر ظلت اربعة عشر قرنا من الزمان فى انتظار أن يقودها رجل وطنى له مبادئ وطنيه رجل يعرف أن
مصر للمصريين, كل المصريين.  رجل لا يفرق بين مصرى ومصرى على أساس الدين.  رجل يعرف
معنى وحدة الوطن وتماسكه.  رجل يبنى ولا يهدم رحل يشيد ولا يقوض, يشيد المبادئ والوطنيه والتماسك
وهى أساس نجاح كل دوله وكل أمه وكل وطن.
 
لم يكتف رئيس الدوله بما قام به من رد للعدوان والاعتداء والاجرام بل راح يقوم بواجب العزاء لعائلات
الضحايا. فقد توجه رئيس الوزراء شخصيا إلى مقر عائلات الضحايا فى المنيا وتوجه الرئيس السيسى إلى
الكاتدرائيه فى مواساة بابا الاسكندريه.  إن الضحايا ليسوا مصريين فقط إنه أيضا أقباط.
 
سيدى الرئيس إن أى دوله لا يمكن أن تحقق أى نجاح إلا بوحدتها فالوحده والتماسك هما اللذان يحققان
 النجاح والازدهار لأى دوله أدامك الله ذخرا وذخيره وفخرا وإعزازا لمصر والمصريين.  ونقدم لسيادتكم العزاء فيمن فقدتهم مصر الابرار.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter