"محروس": "داعش" اختطف 14 من أحد المنازل بعد تحديد هويتهم المسيحية .. وشيوخ القبائل أكدوا أن ميلشيات غريبة عن المنطقة نفذوا الاختطاف
حملت اللحظات الأخيرة قبيل اختطاف الشهداء المصريين في مدينة سرت الليبية عدة أسرارا، يرويها زملاء القتلى ممن عادوا إلى مصر بعد الحادث، ففي تلك المدينة التي تسيطر عليها المليشيات المسلحة، كان العمال المصريون يعيشون ويعملون بلا أي مشاكل، حيث تعد تلك المرة الأولى، التي يتعرض فيها أحد من المصريين والأقباط على وجه الخصوص للأذى من تلك المليشات، بل كانوا يعملون في معسكراتهم ومنازلهم دون أي أزمة تذكر، فماذا حدث؟
مينا صليب، أحد المصريين المتواجدين في الأراضي الليبية حتى اللحظة، في مدينة مصراتة، وكان على اتصال دائما بالمصريين قبل وبعد اختطافهم، يقول إن عملية الاختطاف جرت في 26 يناير الماضي، وما بعدها بأربعة أيام، وذلك على مرحتلين، الأولى حينما قرر 7 منهم العودة لمصر، في ظل المخاوف من تصاعد الاشتباكات بين المليشيات والقوات النظامية، حيث اتفقوا مع سائق على توصيلهم للحدود المصرية الليبية، وخرجوا مع السائق، وبعد ساعتين، عاد السائق بعدما "سلمهم" للخاطفين، حسب روايته.
ويقول صليب، إن السائق يعد لغز الأزمة، فهو عاد بعد ساعتين معلنا اختطافهم في قرية "زلة"، التي تبعد أكثر من 6 ساعات عن مدينة سرت، التي خرجوا منها ويعيشون فيها، فكيف جرى اختطافهم بعد ساعتين فقط، موضحا أنه تحدث في آخر اتصال بينه وبين "شنودة"، أحد المصريين المختطفين، وأخبره أن السائق يسير في ممر جبلي وعر، بعيدا عن الطريق الرئيسي، وعندما سألوه قال إنه يحاول اختصار الطريق، وبعدها بأقل من ساعة أغلقت هواتفهم، وعاد السائق وأخبرهم أنهم تعرضوا للاختطاف على الطريق، مؤكد أن السائق هو من سلمهم للإرهابيين.
وجرت محاولات حثيثة في ليبيا من جانب "صليب" وزملاءه لإعادة المخطوفين، في ظل علاقتهم مع شيوخ القبائل، والعواقل، الذين لديهم اتصال مباشر مع المليشيات المسلحة، وكانت التقديرات تشير إلى أن "فجر ليبيا"، وجماعة أنصار الشريعة، القريبة من المنطقة التي اختفطوا فيها، هم من نفذوا الجريمة، لكن بالاتصال بهم نفوا اختطاف أحد من جانبهم، وأوضحوا أن هناك مليشيات مسلحة تنتمي لتنظيم "داعش" بعيدة عن المليشيات الإسلامية الآخري هي من اختطف المصريين.
بعدها بأربعة أيام، وفي الثانية عشر بعد منتصف الليل، حدثت عملية الاختطاف الثانية، التي شارك فيه عدد كبير من عناصر التنظيم الإرهابي، وتمت العملية بدقة حيث دخلوا، لغرف بعينها، يسكن فيها الأقباط رغم امتلاء البيت بالمصريين مسليمن ومسيحيين، وهذا يوضح أن من اقتحم البيت كان له سابق معرفة، بمن فيه وأماكن غرف الأقباط على وجه التحديد، مؤكدا أن هناك مصريين شاركوا في الإرشاد عن زملائهم.
وهو ما أكده كميل محروس، أحد زملاء القتلى، الذي عاد للتو من ليبيا، حيث قال إن عملية اختطاف المجموعة الثانية تمت داخل منزلهم، وان الإرهابيين كان يريدون الـ14 شخصا على وجه التحديد، حيث دخلوا لغرف بعينها، وجرى اقتياد من فيها، وأنه بالرغم من المحاولات الحثيثة التي أجراها عدد من عواقل القبائل في "سرت" لتحريرهم، إلا أن الجهود فشلت بعد التأكد أن المختطفين ليسوا من المليشيات الليبية المعروفة، والتي تحارب الجيش النظامي، والتي لها علاقات قوية بالمراكز القوى، ويكون هناك دوما عمليات تبادل للمخطفين والأسرى.