الأقباط متحدون - السكنسار يكتب من جديد شهداء ليبيا
أخر تحديث ٠٠:١٩ | الخميس ١٩ فبراير ٢٠١٥ | ١٢ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السكنسار يكتب من جديد شهداء ليبيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عصام نسيم
ربما لم يكملوا تعليمهم ! ربما لم يدرسوا علوم ألاهوت ! ربما لم يعرفوا الكثير من الصلوات أو ترتيبها أو شرحها ! ربما لم يكن لهم في عائلتهم قسوس أو رهبان أو اساقفة  ربما وربما وربما

ولكنهم في لحظة الاختبار الصعب والاختيار المصيري اختاروا الموت على ترك إيمانهم اختاروا أن يذبحوا بهذه الطريقة البشعة ولم يفرضوا في إيمانهم أو ينكروا إلههم ومخلصهم الذي سبق ومات من اجلهم .
كان من الممكن طوال فترة حبسهم أن يخافوا وينكروا إيمانهم على الاقل شكليا امام ارهاب هذه الفئه الشيطانية التي ربما لم يرى التاريخ كثيرا من أمثالها في بشاعتها وإجرامها وتلذذها بالقتل والدماء والسادية بهذا الشكل ,

كان من الممكن أن ينكروا إلههم وربما كان لهم مبررهم فهم في ظروف صعبة والخيار صعب فسوف يضحون بحياتهم وليس بمال أو ذهب شئ يتم تعويضه  ولكنها حياتهم فمنهم الصغير في السن ولم يتزوج بعد ومن من هو رب اسرة ومنهم من هو تزوج حديثا ولدية اطفال رضع ولكنهم رغم كل هذه المغريات والتي ربما تجعل كثيرون يضعفون وينكرون إيمانهم على الاقل مؤقتا وتحت هذه الظروف الصعبة فهم في ارض غير أرضهم وغربة وتحت رحمة جماعة شيطانية لا تمت للإنسانية بصلة بل هم أبناء إبليس وإتباعه !

كان من الممكن طوال فترة حبسهم والتي استمرت أسابيع لا احد يسأل عنهم ولا يهتم بأمرهم أن يخروا ويخافوا والخوف امر طبيعي في بني البشر .
ولكن رغم كل هذه المببرات ورغم كل هذه الضغوط ورغم كل هذه الظروف الصعبة راينا هؤلاء الشهداء الابرار واقفون صامدون لم يخروا ولم ينهاروا لم يتوسلوا هؤلاء القتلة ولكنهم ظلوا وللحظات الاخيرة من حياتهم وحتى لحظة ذبحهم بالطريقة البشعة التي شاهدها الملايين يرددون اسم إلههم ومخلصهم والذي مات قبلا من اجلهم  " يا رب يسوع "

هم شهداء بل هم بالحقيقة شهداء هم شهداء المسيح ماتوا من اجل المسيح ماتوا من اجل إيمانهم ذبحوا من اجل إيمانهم سالت دمائهم تحت مسمى أنهم صليبيين  والصليب كما نعرف عدوه اللدود هو الشيطان فهم اتباع الشيطان وابناءه وينفذون إعماله من قتل وذبح سفك دماء .

لقد اعاد لنا هؤلاء الشهداء قصص أبطال الإيمان التي كنا نقرئها في تاريخ الكنيسة وتتلوها علينا الكنيسة في كل قداس في كتاب السنكسار  فمن خلالهم رأينا السنكسار صوت وصورة وليس قصص نسمعها رأينا الشهداء يقدمون حياتهم وهم يرددون اسم يسوع على لسانهم حتى اخر لحظات حياتهم رأينا لحظة الاستشهاد الصعبة والتي هي حقا اختبار حقيقي للإيمان فكثيرا جدا يتكلمون عن الإيمان ويدافعون بكل جوارحهم بل ومنهم من يدرس الإيمان والعقيدة ويأخذ فيها الشهادات ولكنهم عند الاختبار الحقيقي نرى إيمانهم مجرد ايمان نظري وليس حياة معاشة .

فهؤلاء الشهداء كمثل معظم الأقباط على مدار تاريخهم رضعوا الإيمان بكل بساطته وعمقه منذ طفولتهم عاشوه في القداس الالهي وفي الصلوات والتسابيح عاشوا العقيدة في الأعياد والمناسبات وحتى طعامهم وشرابهم فالايمان عندهم ليس مجرد كلام ومجادلات غبية وحوارات عقيمة وسفسطا فارغة ! ايمان عاشوه واستمتعوا به ومن اجله ضحوا باغلى واقيم ما يملكوه ضحوا بحياتهم من اجله وهكذا بقصة هؤلاء الشهداء التي روت دمائهم الطاهرة مياه البحر الابيض نثق أن دمائهم ستكون بزار للإيمان فيها كما حدث من قبل في التاريخ فالسنكسار يكتب من جديد

هنيئا للشهداء الفردوس والوجود الدائم مع ربهم وحبيبهم يسوع المسيح وجود لا يعكر صفوه لا إرهاب ولا الم ولا حزن وسيمسح الرب دموعهم التي سكبت وسينسيهم ألامهم التي حدثت وعزاءا لأهلهم وسلاما لمصر وللعالم كله 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter