الأقباط متحدون - شهداء لقمة العيش
أخر تحديث ٢٣:٣٧ | الخميس ١٩ فبراير ٢٠١٥ | ١٢ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شهداء لقمة العيش

شهداء لقمة العيش
شهداء لقمة العيش

علي سالم
اختزلت جماعة «داعش» ألوان الدنيا في لونين فقط، البرتقالي لنا نحن الضحايا المذبوحين، والأسود لهم القتلة الجزارون سوّد الله عيشتهم دنيا وآخرة. لم يختطفوا كفّارا أو مرتدّين أو أعداء للإسلام والمسلمين، بل أصحاب كتاب من المسيحيين المصريين الفقراء الذين ذهبوا إلى ليبيا من أجل لقمة العيش. وإذا كانت «داعش» قد نجحت في شيء فقد أفلحت بالفعل في إغراق المصريين جميعا في بحر من الأحزان لم نعرفه من قبل، وهو ما أشعرنا بقدر من الوحدة نحن بالفعل في أمسّ الحاجة إليها، لأن المصائب بالفعل يجمعن المصابين.

كل من شاهد الفيلم المشؤوم قطع بأن تنفيذه تم بحرفية عالية، وهو ما دفع البعض إلى استنتاج أن أجهزة مخابرات عالمية ساعدتهم في إنتاجه، باعتبار أن أجهزة المخابرات فقط في هذه الدنيا هي القادرة على الإتقان. الواقع أنه يوجد ما يسمى عبقرية الشرّ، الشياطين أيضا تتقن عملها. القتلة الجزارون أيضا قادرون على إتقان حرفة الخطف والقتل والذبح. كان المطلوب هو إشعار الناس بأعلى درجات الرعب، لذلك كان لا بد من الإتقان في إخراج هذا الفيلم لسبب إضافي هو دفع الجيش المصري للتدخل بقواته البرية، عندها يجدون المزيد من الفرص لقتل المزيد من المصريين.

لا أحد يريد أو يوافق على أن تحارب مصر خارج حدودها، غير أن الأمر لم يعد رهن رغبتنا وإرادتنا. فالشرف الإنساني يحتم علينا الدفاع عن المصريين بكل ما هو متاح لنا من وسائل. إن الضربة الجوية التأديبية التي وجهتها مصر إلى بعض مواقعهم لا تمثل معركة ضد ليبيا الدولة والشعب، بل هي رد على فعل وحشي استهدف مصريين ضيوفا على ليبيا، ومن المؤكد طبقا لتصريحات مسؤولين ليبيين أن الضربة تمت بالتنسيق مع الجيش الليبي.

هكذا تبدأ كل الحروب، بفعل غبي لا ينتمي إلى الإنسانية يحتم أن نتصدى له بكل ما نملك من قوة. لا مفر من أن تحارب مصر في ليبيا كشريك للجيش الليبي، ليس فقط حماية للمصريين الموجودين هناك، بل حماية للمصريين داخل الحدود المصرية. إن التعاون والتنسيق بين الجيش المصري والجيش الليبي أصبح أمرا محتما. وليكن واضحا لكل الفرقاء المتصارعين في ليبيا من غير الإرهابيين أن مصر ليست قوة احتلال، وأنها على استعداد للذهاب إلى آخر الدنيا دفاعا عن المصريين.

وفي مصر علينا أن نعمل على ألا تغرقنا الأحزان، لا بد أن نطفو على السطح وأن نتعامل بخشونة مع أنفسنا. يجب ألا نتوقف لحظة واحدة عن السير في خطتنا للتنمية والإنجاز. لا نريد فقراء في هذا البلد، لا نريد جهلة، كما لا نريد من محطاتنا الفضائية الترويج للخرافة. من المؤكد أننا سنقضي على «داعش» بكل تنويعاتها وماركاتها المختلفة، لا بد أن نطمئن إلى أنه لم يحدث في التاريخ أن انتصرت جماعة معادية لكل دول الأرض ولكل قيم البشر العليا.

نقلآ عن الشرق الأوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter