الأقباط متحدون - أسود لايخافوا الموت
أخر تحديث ٠١:٠٧ | الجمعة ٢٠ فبراير ٢٠١٥ | ١٣ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أسود لايخافوا الموت

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ماجد سمير
يسامحني القارىء هذا اليوم لن أكون ساخرا ولن أثير ضحكاته على واقعنا المرير فالأمر يقف أمامه الجميع اجلالا واحتراما واذا حاول أي شخص منا الخروج من مرارة الوضع بأي بتذكر أي شىء مضحك وساخر سيجد نفسه من جديد في واقع.. هناك دم يصرخ على ساحل مدينة سرت الليبية للشباب رفع اسم المسيح فوق كل شىء تنازل عن حياته وروحه مقابل الرفض التام  للتنازل عن مجرد ما وزنه حبة خردل من الأيمان بيسوع المسيح قدوموا لنا نموذجا يحتذى به من الإيمان سمعنا عنه فقط سير القديسين وابائنا الأوائل.

خلال عصور الاستشهاد المتتالية التي  مرت على المسيحية وتصور الكل أنها انتهت ولن تعود واجهة المسحيين أهوال وتعذيب وقتل واهانة لا مثيل لها، وحاول أعداء المسيح كثيرا القضاء على المسيحية بكل الطرق كانت أي منها بالرغم من عنفها الشديد بمثابة الدافع القوي حتى المنتهى والطاقة التي تفيض على الشهيد طوال فترة تعذيبه المزيد  من الاستمرارية والصمود والخلود التاريخي، وتظل حكايتة  حدوتة مسيحية تتناقلها الاجيال والألسن وتضفي تفاصليها واحداثها- رغما عن دمويتها غير العادية- مزيدا من ارتباط المسيحي بمسيحيته،  بل وتضيف قسوة القاتل قوة للشهيد ومزيدا من التعاطف معه بل يسعى الجميع إلى التمثل بسيرته ليصبح نموذجا حيا للمسيحي المؤمن.

نجحت داعش بالرغم من كل ارهابها وتطرفها ودموية رجالها فيما فشلت الأفلام القبطية المتعددة على مدار عقود في نقل تصوير حي لمشاهد تعيد لحظات استشهاد جدودنا وبنفس الطريقة الدموية، نقلوا لنا لحظات انتقال ارواح 21 شهيد للمسيحية ونقلوا للعالم كله كل لحظات القتل التي عانى منها اباؤنا الأوائل في المسيحية شاهد العالم بتقنيه عالية الجودة  ما نقلته كاميرات متقدمة ومصوريين شديدي الاحتراف والمهنية كيف اسيل الدم الشباب المسيحي الطاهر البرىء الذي ذهب إلى ليبيا من أجل الحصول على حفنة مماندر من اموال في بلدهم مصر  لتعين اسرهم على ادنى مستوى معيشي ممكن وكانت كل تهمتهم تمسكهم بالفادي المخلص ورفضهم ترك مسحيتهم.

العجيب هم ضيوف برامج "التوكتوك شو" كل يفتي ويتحدث عن كل شىء وكأنهم العالمين ببواطن الأمور وصرحت واحدة من كبار أعضاء حزب الكنبة والمدافعين عن مبارك واحنا أسفين ياريس متسائلة بمنتهى البحاجة " ايه اللي وادهم هناك" وكأن من تدافع هى وبقية أعضاء حزبها لم يلاحظو أن ثلاثثين عاما – تقريبا متوسط أعمار شهداء ليبيا – من حكم فارسهم المغوار كانت سببا رئيسيا في افقراهم  الشديد وأن كل منهم لم يجد هو وأهله طوال فترة حكمه الرشيد إلا الفقر والجوع والمرض، وان قاتليهم من داعش وامثالهم لم يخرج فكرهم إلا برعاية وتربية وتسمين نجمهم اللامع الساطع ، الفكر المتطرف ولد وتررع ونما في أرض الكنانة مستغلا أرض خصبة تركها "مبارك" سانحة لهم ولنشاطهم والمسألة لم تكن أكثر من أن بضاعننا آن آوان ردها الينا

وإلى القتلة أقول رسالة محددة واضحة جدا، من المؤكد أي منكم  لم يقرأ التاريخ  ليخبركم عن مدى صلابة وقوة وأصالة المسيحيين والمسيحية، لو حاول أحدكم مشاهد فيديو دمويتكم مع الشهداء مرة أخرى للاحظ بمنتهى البساطة  أن شجاعتهم كالأسود وعدم خنوعهم وعدم انحانئهم وطلبهم للرحمة لا يحمل إلا معنى واحد لا ثان له فالكنيسة المصرية على مدار تاريخها..بالبلدي "مشيت في جنازة كل اللي أضطهدوها"

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter