السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥ -
١٢:
٠٩ ص +02:00 EET
لصَّوْم٠الكَبÙير٠(رؤية آبائية)
القمص أثناسيوس جورج
الصوم المسيØÙŠ لا يق٠عند الانقطاع عن الطعام، لكنه صوم يتجه Ù†ØÙˆ الØواس والقلب، صوم الكيان بجملته، للتطلّÙع ناØية الله بعيدًا عن مجاذبات المادة والتراب. لقد صام Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ù†Ùسه لكي يعلمنا الصوم، صام وهو غير Ù…Øتاج لأن يصوم، لكنه وضع لنا طريقة الصوم لكي نسلكها ÙÙŠ رØلتنا الأبدية، نقتÙÙŠ آثاره وهو يتقدم كل الصوَّامين ÙÙŠ هذا الموكب النسكي...
ننال به الشبع وظÙر الغلبة... صام Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø®Ù„ØµÙ†Ø§ قبل بدء خدمة الخلاص والÙداء العلنية، لكي يرشدنا إلى البداية، التي هي بمثابة درس تعليمي لكل من يريد أن يخطو الخطوة الأولى ÙÙŠ طريق الجهاد الروØÙŠ.
لهذا وضعت الكنيسة الصيامات لنتذوق Ùيها دسم الصوم باعتباره أيقونة الØياة العتيدة، ومشابهة Øياة عدم الÙساد، وهو طبيعة الØياة ÙÙŠ Ùردوس ما قبل السقوط، Ùقانون الصوم Ø´ÙرّÙع ÙÙŠ الÙردوس وهو أقدم عهدًا من الناس، ويأتي قدم الصوم من عمر البشرية، Ùالصوم هو طريقة وطابع العيشة ÙÙŠ الÙردوس... لذلك ÙÙŠ الأيام المقدسة الصومية نقدم ذبيØتنا Ù…Ùوقنين أن Øياتنا لا تقوم على الخبز ÙˆØده،
بل Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„ÙƒÙ„Ù…Ø© وبكل كلمة تخرج من Ùمه الإلهي... تلك الكلمة التي قيل أنها تخرج من ÙÙ… الله عندما يعلن مشيئته ÙÙŠ الأسÙار الإلهية. نصوم جائعين إلى البÙر، لأن النÙس الناطقة من اللوغوس الإلهي تغتذي لارتقاء صØتها الروØية، وبينما الخارج Ùيها ÙŠÙنىَ يتجدد الداخل وتدسم النÙس وتÙØلّÙÙ‚ ÙÙŠ ربيعها الروØÙŠ... Øيث أن الإنسان ليس كائنًا مجزًّأ،
لذا يسعى بجملته إلى الأبدية ÙÙŠ رياضة روØية يتدرب ويتروَّض ÙÙŠ الطريق الأبدي والنَهَم الإلهي للمØبة الإلهية التي لا ÙŠÙشبَع منها، Ùالصوم هو استبدال Ù†ÙŽÙ‡ÙŽÙ… بنَهَم وهو ليس قهرًا ولا كَبْتًا لكنه نعمة نتقرب بها إلى Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„ØµØ§Ø¦Ù… عنا ومعنا ولأجلنا، Ùنذوق Øلاوة الغلبة والشبع، ونختبر Ùعل الصوم كعمل من أعمال النهار ومن أسلØØ© النور ومن Øياة الدهر الآتي، Ùهو ليس على شاكلة أعمال هذا الدهر الليلية، بل يضعنا ÙÙŠ الصØÙˆ واليقظة الروØية وأعمال الرØمة ويجعل أعمالنا تØت بركة العين الإلهية، نختار طعامنا وأعمالنا بعيدًا عن كل شر وكل عمل ظالم، كما ينقي الØاصد Ø§Ù„Ù‚Ù…Ø Ù…Ù† الزوان ÙÙŠ البيدر.
الصوم الكبير (صوم سيدي) لأن سيدنا جميعًا صامه، إنه صوم الآلام ÙˆÙØµØ Ø§Ù„Ù‚ÙŠØ§Ù…Ø©ØŒ عندما صامه عنا ربنا يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø£Ø±Ø¨Ø¹ÙŠÙ† يومًا وأربعين ليلة بسر لا ÙŠÙنطق به...
Ùإن كان آدم الأول سقط وطÙرد من الÙردوس بسبب العصيان والأكل Ùإن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (آدم الثاني) ردنا مرة أخرى إلى الÙردوس وأعطانا الغلبة Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„ØµÙˆÙ…ØŒ كذلك عندما نأكل الأطعمة النباتية ÙÙŠ الصوم نتذكر الØياة الÙردوسية التي Ù†ÙÙينا منها وصرنا ÙÙŠ أرض النÙÙŠ (ونÙينا من Ùردوس النعيم)ØŒ وكأننا ÙÙŠ هذا الصوم الÙصØÙŠ الكبير نصعد إلى Ùوق Ù†ØÙˆ السماء مع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (الطريق) ونصوم Øسب مشيئته، عابرين من برية تجارب هذا العالم إلى الÙردوس، سالكين كما سلك مسيØنا الذي صام عنا ليعلمنا ويشكّÙلنا ويدربنا ويÙØªØ Ù„Ù†Ø§ طريق الدخول للمنازل الكثيرة، Ùكلما دخلنا بابًا انÙتØت لنا أبواب المنازل الإلهية.
ÙˆÙÙŠ الصوم الأربعيني ربيعنا الروØÙŠ نقتدي Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø®Ù„ØµÙ†Ø§ الذي صام ليØÙ„ قيود شرّÙنا ويÙÙƒ عقدة Ù†Ùيرنا ويÙطلÙقنا مع كل المسØوقين Ø£Øرارًا، ويقطع عنا كل نير وكل رÙبÙØ· الخطية، Ùننتصر ÙÙŠ تجاربنا ونرجع مع الابن الضال ومع السامرية ومع المÙخلَّع ومع المولود أعمى ومع كل ضال وكل Ù…Ùخلَّع وكل أعمى،
لنتمتع بوليمة الآب السماوي وبالØÙلة الملوكية وبالذبيØØ© الثمينة وبختم الØماية والضمانة الإلهية ونشرب كأس الخلاص وماء الراØØ© المØيية، تاركين السيرة العتيقة والخرنوب والإعاقات والعمى متمتعين بالنهوض والنزول إلى ÙŠÙنبوع الشÙاء،
لأن النعمة غزيرة ومÙÙاضة، وهي مجانية ولا تÙØدّ٠ولا تÙستنÙد ولا تضمØÙ„ØŒ إنها ينبوع دائم الجريان والسَرَيان، بها ننال دالة وميراث البنين ونعيش Øياة الØرية والبراءة وننال بصيرة النور الذي أشرق لنا ÙÙŠ المØبوب، Ùنخلص كراØاب الزانية وكالسامرية وكساكبة الطّÙيب وكاللص الذي صار أول مواطني الÙردوس وكالعشار الذي صار إنجيليًا وكالمجدّÙ٠الذي صار رسولًا.
صومنا هذا قد ÙˆÙضع ناموسه ÙÙŠ الÙردوس، وهو أول وصية أخذها آدم، ÙˆØينما لم يصÙÙ… Ø·Ùرد من الÙردوس، والآن عندما نصوم نعود إليه ونÙطعَم من المائدة التي ÙÙŠ الملكوت المØÙوظة لنا...
لكن لن يكون صومنا هذا مقبولًا إلا إذا اتسم بØÙظ الØواس وصومها، لا نذوق Ùيه الشر، نمتنع عن الشهوات والنميمة والØقد والطمع والغضب، لأننا نصوم لأبينا الذي ÙÙŠ السموات ونسلك ÙÙŠ (3 ص) (الصوم والصلاة والصدقة) ونستعد ÙÙŠ موسم الكنوز ÙÙŠ رجاء كبير بأن أبانا الذي ÙÙŠ السموات غلب الشيطان على جبل التجربة وانتصر على المجرّÙب ÙˆÙضØÙ‡ Ù…Ùبطلًا ØÙيَله ÙˆØÙجَجه، لا من أجل Ù†Ùسه بل ليرسم لنا طريق الخلاص وليقتادنا Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù…Ù‚ÙŠÙ…Ù‹Ø§ Ù†Ùسه بذلك أمامنا نموذجًا، Ù…Ùظهرًا Ù†Ùسه أمامنا أنه هو السيد الرب الإله.
وبهذا يصير صومنا تدريبًا على الØياة الÙردوسية، واسترجاعًا Ù„Ùما ÙƒÙنا عليه ÙÙŠ Ùردوس Ø£Ùقدتنا إيَّاه خطيتنا، ÙÙ†Øيا بالكلمة منذ الآن، ولا نسمع لصوت الØية، ويصير صومنا قضية طاعة كان قد خالÙها آدم الأول ÙØ·Ùرد، لكننا بصومنا نعود،
بعد أن أرسى الرب المبدأ ÙÙŠ مسيرته بيننا، إذ صام والكنيسة عروسه تبني مسيرتها Ù†ØÙˆ الأبدية على المبدأ Ùتبلغ إلى ÙØ±Ø Ø§Ù„Ø¨ØµØ®Ø© المقدسة والقيامة المجيدة، على اعتبار أن الصوم تهيئة واستعداد للانتقال إلى Øياة أرÙع وأسمَى وأÙضل، بعد أن تقدم الرب كمثل طبيب مداوÙØŒ وضع على Ù†Ùسه لكي يكون لنا مثالًا ÙŠÙØتذى، ولكي يدلنا على أدوية خلاصنا، ونØÙ† Ùيه ÙÙزنا بعد أن ظÙر على إبليس المÙجرّÙب...
ÙلنصÙÙ… مع المخلص لنتمجد معه ونغلب الشيطان لأن هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم، ولننظر إلى مخلصنا Ù…Øب البشر Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ صنع Ùعل الصوم مع عÙظم تواضعه Ùوق الجبال العالية بانÙراد جسدي وعلمنا لكي نسير مثله.