الأقباط متحدون - تحذير ألماني من مخاطر الإشعاعات الالكترونية بالمدارس
أخر تحديث ٢٠:١٩ | السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥ | ١٤أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تحذير ألماني من مخاطر الإشعاعات الالكترونية بالمدارس

تحذير من نشر شبكات WALN في المدارس الالمانية
تحذير من نشر شبكات WALN في المدارس الالمانية

 لم تعترض سوى عائلتين من عائلات تلاميذ 21 مدرسة في هامبورغ على قرار تجربة نشر الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN في مدارسها، إلا أن الاعتراض جاء من الدائرة الألمانية الاتحادية للحماية من الإشعاعات، بشكل تحذير رسمي من مخاطر ذلك.

بيروت: في ضوء دراسات علمية ألمانية وعالمية أخرى، حذرت الدائرة الاتحادية للحماية من الاشعاعات وزارات التربية في الولايات الألمانية من مخاطر تراكم الاشعاعات الصادرة عن نشر الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN وغيرها من الأجهزة على صحة وكفاءة تلاميذ المدارس. والمعروف أن المناهج وطرق التدريس وأنظمة المدارس غير موحدة في ألمانيا، وتتبع كل ولاية سياستها التربوية الخاصة بها.
 
ويبدو أن ألمانيا تتجه إلى نشر الشبكة اللاسلكية المحليةWLAN  المجانية في ساحات وشوارع وعمارات المدن، في إطار إشاعة شبكة الانترنت. كما تخطط مديرية السكك الحديد الألمانية إلى نشر الشبكة المجانية في كافة قطاراتها، ما يوفر مدخلًا للانترنت لنحو ملياري مسافر في 2016. وطبيعي أن لا تتخلف وزارات التعليم في الولايات الألمانية عن هذه الخطة، وهي تسعى حثيثًا لحفظ المناهج الدراسية في "خافظات رقمية صغيرة  USB Stickبدلًا من الكتب الورقية الثقيلة، والتخلي عن اللوح الأخذر لصالح "لابتوب لكل تلميذ".
 
لكن العلماء والباحثين يختلفون حول مخاطر الاشعاعات الصادرة عن الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN والهاتف الجوال على صحة الناس. إلا أن الجميع يتفق على أن هذه المخاطر ترتفع كثيرًا عند الأطفال عنها عند البالغين. ولهذا، تحذر الدائرة الاتحادية من العجلة في التحول إلى"المدارس الإلكترونية" من دون التأكد من خلو اشعاعات الأجهزة والشبكات اللاسلكية من المخاطر الصحية. 
 
عته إلكتروني
 
ذكرت غونده تزيغلبيرغر، من الدائرة الاتحادية للحماية من الإشعاعات، أن زيادة ضغط الإشعاعات والذبذبات الصادرة عن الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN  والأجهزة الأخرى في المدارس يصيب الصغار بنوع من اضطراب السلوك والتراجع الدراسي. ويعاني بعض التلاميذ، الأكثر حساسية من غيرهم تجاه الاشعاعات الإلكترونية، من أعراض مختلفة تتلخص في خفقان القلب والصداع وضعف التركيز والصعوبة في التنفس.
 
واستشهدت الدائرة الاتحادية للحماية من الاشعاعات بدراسة جديدة نشرها البروفيسور مانفريد شبيتسر، حذر فيها من مخاطر اشعاعات الأجهزة الإلكترونية على أطفال المدارس. نشر شبيتسر، المختص بأبحاث الدماغ، دراسته في 40 مجلة علمية ألمانية وعالمية وأثارت موضوع الاشعاعات مجددًا في تشرين الأول (أكتوبر) 2012.
 
وذكر الطبيب في دراسته أن كثافة الاشعاعات، في حدود أقل بكثير مما تسمح بها دائرة الحماية من الاشعاعات، سببت عند الكثير من تلاميذ المدارس، التي شملتها الدراسة، ضعف التركيز والصداع واعتلال السلوك وتراجع المستوى الدراسة والاضطرابات في الحمض النووي. كما يمكن لهذه الاشعاعات عند البالغين أن تسبب اختلالًا في المني عند الذكور، وأن تستثير التشوهات الخلوية التي تمهد للإصابة بالسرطان.
 
وكان شبيتسر أثار ضجة إعلامية في العام الماضي مع صدور كتابه الشهير"العته الإلكتروني". ويقدم شبيتسر في كتابه هذا العديد من الدراسات والشواهد التي تثبت أن الاعتماد على الكومبيوتر والأجهزة الجوالة تتسبب بنوع من ألزهايمر إلكتروني مبكر لدى الناس عامة، وعته مبكر لدى تلاميذ المدارس.
 
اشعاعات مجتمعة
 
تقل الاشعاعات الصدارة عن الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN100 مرة عن الاشعاعات الصادرة عن الهاتف الجوال بسبب بعد مصدر التلميذ النسبي عن الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN قياسًا بالهاتف الجوال. يضيف خبير الاشعاعات الإلكترونية ماراتن روزلي، من جامعة بازل السويسرية: "الخطر يزداد حين تجتمع هذه الاشعاعات الصادرة عن الشبكة اللاسلكية المحلية  WLANوالجوال وشاشة الكومبيوتر والتوصيلات الكهربائية وأجهزة التحكم عن بعد".
 
وفي تجارب أجراها روزلي في بعض مدارس بازل، التي تعمم الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN في الصفوف، توصل إلى أن هذه الاشعاعات تسلط ضغطًا على سلوك نصف التلاميذ تقريبًا. زود روزلي التلاميذ من الصفين السابع والثامن (من فئة عمر 13-14 سنة) بأجهزة صغيرة لقياس شدة الاشعاعات في الصف. وقالت النتائج الأولية للتجربة إن نسبة اشعاعات الشبكة اللاسلكية المحلية  WLANلاتزيد عن 5% من مجموع الاشعاعات في الصف بسبب بعد مصدر الشبكة اللاسلكية المحلي WLAN عن التلاميذ، وهكذا كانت حصة الأسد للهواتف الجوالة. 
 
وكشفت التجربة مدى تعلق التلاميذ الصغار بالأجهزة الإلكترونية، إذ كان كل تلميذ يرسل 20رسالة نصية خلال الفرص بين الدروس، وربما خلال الدرس. ويستخدم هاتفه الذكي، وأجهزة الكومبيوتر المتوافرة في المدرسة، للبحث في الانترنت طوال 40 دقيقة كمعدل وسطي. وكل ذلك خلال فترة الدوام الدراسي في المدرسة، الأمر الذي لا يكشف مدى ولعه بالأجهزة، وإنما يكشف عدم وجود فترة استراحة حقيقية له بين الحصص. وهذا ضغط"إلكتروني" كبير على الصغار، بحسب روزلي.
 
التأكد من أعتلال السلوك
 
بعد انتهاء التجارب، ينوي روزلي فحص 439 تلميذًا حملوا معهم جهاز قياس الاشعاعات يوميًا، للتأكد من وجود أعراض سببتها الاشعاعات، للتأكد أيضًا من العته الإلكتروني الذي تحدثه عنه شبيتس. فحص الحالة العقلية والصحية لهؤلاء التلاميذ قبل بدء التجربة، وسيفحصهم مجددًا بعد انتهائها، كما سيقارن النتائج مع حالة التلاميذ الآخرين في المدارس الأخرى الذين لم يدخل الشبكة اللاسلكية المحلية WLANإلى صفوفهم.
 
وسبق لولاية بافاريا الألمانية أن أجرت دراسة مماثلة في مدارسها في 2010، استخدمت فيها أجهزة قياس الأشعة أيضًا، وتوصلت إلى أن هذه الاشعاعات سببت إصابة 1524 تلميذًا مراهقًا باختلال السلوك وضعف الذاكرة وضعف التركيز.
 
بعد سنتين من الدراسة البافارية أجرى علماء علم النفس الدنماركيين دراسة على 13 ألف تلميذ من عمر سبع سنوات، وتوصلوا إلى أن اضطراب السلوك كان أكثر لدى التلاميذ الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية. توصلوا أيضًا إلى أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للمرض حين تستخدم الأم هذه الأجهزة بكثرة أثناء فترة الحمل.
وروزلي مقتنع بأن الشبكة اللاسلكية المحلية  WLANوالجوال وغيرها من الأجهزة الإلكترونية تزيد مخاطر إصابة الطفل باختلال السلوك وضعف التركيز وهبوط المستوى الدراسي، إذا لم تكن هي السبب في حصوله.
 
الحساسية الإلكترونية
 
هذا ما ينعكس على عموم تلاميذ المدارس، بحسب الدراسات، لكن المشكلة قد تتفاقم حين يتحدث المرء عن الناس الحساسين ضد الذبذبات الالكترونية. تقدر الدائرة الاتحادية للحماية من العمل وأمراض العمل وجود مئات الآلاف من الألمان الذي يعانون من الحساسية الإلكترونية. 
 
وتختلف في ذلك مع الدائرة الاتحادية للحماية من الاشعاعات التي تحدثت في 2008 عن احتمال عدم وجود مثل هذه الحساسية. الدراسات الجديدة ولدت القناعة لدى الدائرة الثانية بوجود هذا المرض. ويعارض المعانون من الحساسية نشر شبكات الشبكة اللاسلكية المحلية  WLANفي المدارس خشية أن يثير ذلك الحساسية الإلكترونية في أطفالهم وهم في المدارس. كما يكافح هؤلاء، بحسب تزيغلبيرغر، ضد تهمة "الإلكتروفوبيا" التي تلاحقهم بسبب الحساسية.
 
وفي حين يتردد الأطباء الألمان، والسلطات الصحية، في اعتماد الحساسية الإلكترونية كمرض جديد من أمراض التقدم التقني، حسمت نقابة الأطباء النمساويين في 3 آذار (مارس) 2012 قناعتها في الموضوع، وأدخلت مصطلح "متلازمة التيار الإلكتروالمغناطيسي" في قاموسها الطبي. وجاء في ملخص المرض أن المصابين به يعانون من اعتلال عام، واضطراب في النوم، والصداع، وضعف التركيز، إضافة إلى أعراض جسدية مثل اضطراب ضغط الدم أوأرتفاعه، طنين في الاذن، اضطراب النظر والحسايات الجلدية.
 
تنطوي الدعوة لابعاد الشبكة اللاسلكية المحلية WLAN عن صفوف المدارس الابتدائية، على دعوة عامة لابعاد هذه الشبكة والأجهزة الإلكترونية عن غرف النوم، وعن غرف نوم الأطفال على وجه الخصوص. والمشكلة، بحسب غونده تزيغلبيرغر، هو أن عدد الأجهزة الإلكترونية يزداد يوميًا، وتتسل هذه الأجهزة إلى الحمام والمطبخ، بل وإلى داخل جسم الإنسان، وعلى البشرية أن تحسب حسابًا للجانب المظلم من هذا النور.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter