نجل عم شهيد أسيوط يروي قصة مقتل نجل عمه وجاره
نجل عم شهيد نطالب الحكومة بسرعة التدخل لعودة المصريين بليبيا
الأهالي : قوات فجر ليبيا تحتجز أبنائنا ولا يستطيعون العودة إلي مصر
أسيوط : محمد محمود
خيم الحزن والألم علي أهالي نجع علي منصور بقرية بني شعران بمركز منفلوط في محافظة أسيوط بعد وصول أنباء عن مصرع عاملين من أبناء النجع في أحداث التفجيرات الأخيرة بمنطقلة القبة بدولة ليبيا.
حيث شيع في ساعة متأخرة من مساء أمس الآلاف من أهالي القرية جثمان الشهيدين "محمد عبد النبي عبد الحميد" و"عادل فرج عبد العظيم" وسط حزن وبكاء شديدين بمدافن العائلة علي أضواء الكشافات.
ويروي وليد محمد مهدي نجل عم الهشيد عادل فرج كيف لقي الشهيدين مصرعهما بدولة ليبيا وسط حزن ودموع تنهمر من عينيه.
فيقول وليد إن "محمد وعادل" يعملان معاً في محل للأسمنت أمام مديرية الأمن بمنطقة القبة بدولة ليبيا، وأثناء تواجدهما بمحل عملهما سمعا صوت إنفجار بالشارع فهرولوا خارج المحل ليجدوا إنفجار سيارة فظنا أن السيارة قد إنفجرت من تلقاء نفسها وهرولوا لإطفاء النيران فإذ بالسيارة الأخري تنفجر بجوارهم لتودي بحياتهم، وعلي الفور عند علمي بخبر الإنفجار ذهبت مسرعاً لأطمئن علي نجل عمي وجاره وإذ بالأهالي يخبروني أنه تم نقلهم إلي المستشفي، وعلي الفور إنتقل إلي مقر المستشفي لأصدم بخبر وفاتهما.
ويضيف وليد وسط دموع حزينة تنغمر من عينيه قمت بإستخراج الأوراق اللازمة والإجراءات المطلوبة لعودته إلي بلده مصر وتم نقلنا بسيارة إسعاف ليبية إلي منطقة الجمرك ومن هناك تولت السلطات المصرية الأمر التي قامت بدورها بإنهاء إجراءات الوصول ونقل الجثامين بسيارة إسعاف مصرية حتى وصلنا إلي القرية.
ويقول وليد وسط بكئه "والله عادل كان شاب غلبان وخلوق ومحبوب من الناس كلها في مصر وفي ليبيا"
وأضاف وليد إن من يقوموا بصنع القنابل يضعون بداخلها أجزاء من الحديد فعند الإنفجار تتناثر هذه الأجزاء لتصيب القريبين منها وهيا الشظايا إلي قتلتهم.
وأشار أننا جميعاً كنا نحاول الرجوع أكثر من مرة ولكن لدينا أموال هناك وأعمال فكيف نتركها ونعود إلي مصر وأن الليبيين لا يعطونا أموالنا عند علمهم بأننا نريد العودة إلي مصر.
وقال "مبفكرش أرجع ليبيا تاني خلاص علاقتي بليبيا خلصت بعد موت أصحابي".
وطالب وليد من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية بسرعة التدخل لعودة المصريين العاملين بدولة ليبيا بأسرع وقت سالمين.
يذكر إن عادل هو الشقيق الأكبر لخدمة أطفال إثنين من الإناث وثلاثة من الذكور أكبرهما في الخامسة عشر وأصغرهم في الثامنة من عمرها وتزوج عادل منذ سبعة أشهر وترك زوجته منذ أربعة أشهر للعمل بدولة ليبيا وترك خلف طفل في رحم أمه لم يري الحياة حتي الأن.
هذا وقد إعتاد عادل السفر إلي دولة ليبيا ليبحث عن لقمة العيش منذ ثلاثة سنوات تقريباً حتى يتمكن من الإنفاق علي والدته وأشقاءه القصر التي لا عائل لهم إلا هو.
وقال الحج مهدي عم الشهيد إنه قام بالإتصال بأهله منذ ثلاثة أيام وأخبرهم أنه يريد العودة إلي مصر مرة أخري ولكنه لا يستطيع العودة للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد هناك وأنه سوف ينتظر أقرب وقت يستطيع العودة وسوف يعود فوراً.
وعلي مسافة قريبة لا تتعدي 7 أمتار رفعت رايات الحزن ونصب سرادق العزاء للشهيد الثاني محمد عبد النبي الأخ الأوسط لخمسة إخوة إثنين من الذكور وثلاثة من الإناث أكبرهم في الواحد والثلاثين من عمره والأصغر في الخامسة عشر من عمرها.
يذكر أن محمد قد سافر بصحبة وليد وعادل بعد أن أعلنت خطبته علي إحدى بنات القرية قبل سفره بأيام قليلة وكان ينتظر أهله عودته إلي المنزل في أسرع وقت لترفع رايات الفرح ويعقد القران.
وقال شقيقه وسط بكاء شديد إن أخي إتصل بي قبل وفاته بيوم واحد وأخبرني أنه يريد العودة إلي مصر لصعوبة المعيشة في دولة ليبيا في الظروف الحالية رغم أن مدينة القبة من أكثر المناطق هدوءاً بليبيا إلا أنهم لا يشعرون بالأمان هناك، ووسط بكاء شديد رفض الحديث.
هذا وقد قال أحد أهالي القرية إحنا لدينا المئات من شباب البلد في دولة ليبيا يحتجزهم قوات فجر ليبيا ويمنعونهم من العودة إلي مصر مرة أخري بحجة أنهم إن غادروا البلاد وذهبوا إلي مصر فإن مصر ستقوم بقصفهم جوياً وأن أمانهم في وجود المصريين بينهم.
وأضاف إن قوات فجر ليبيا تجعل من أبنائنا دروع بشرية وفي أخر إتصالات هاتفية بهم قالوا إننا كنا نازلين إلا أن قوات فجر ليبيا قامت منعتنا من النزول عند منطقة رأس شقير وقبل أن نصل إلي الحدود المصرية.
وأضاف إن المجموعات التي تم تشكيلها في ليبيا قامت بإنشاء نظام خاص بها وتقوم بتطبيق قوانين كما يحلوا لها.
هذا ويقول "أحمد محمد جبر" عامل من أبناء القرية أنا أعمل في دولة ليبيا منذ أن كنت في الصف الثالث الإعدادي وتركت الدراسة للعمل هناك.
وأضاف أنا أعشق ليبيا عشق لا حدود له وأن ما يمر في دمي ليس دماء وإنما حباً وعشقاً لليبيا فهي بلد عربي شقيق إحترمت المصريين وقدرتهم فإحترمها المصريين.
وأوضع أحمد أنا كنت أنوي السفر خلال الأيام الماضية إلا أن الأحداث الأخيرة حالة دون سفري ولكن عند إستقرار الأوضاع هناك سوف أعود مرة أخري إلي ليبيا فهي مصدر رزقي الوحيد وهي التي تساعدني علي إعانت أسرتي.
وأشار أحمد إن المنطقة الغربية هي المنطقة الملتهبة التي تقع بها المشاكل ولكن المنطقة الشرقية هي أكثر المناطق هدوءاً.