دائما أنصح نفسي بالهدوء، وعدم الغضب حين يواجهني موقفًا عصيبًا أو أزمة تعامل مع أناس لا يتمتعون بالأخلاق.
يحدث كثيرًا أن أواجه بظلم واضح من مديرتي بالعمل، من خلال أوامرها الصارمة، وخصم من المرتب لو تأخرت نصف ساعة بسبب أزمة المواصلات، ولطني أكظم غضبي و أنا أراها تتساهل مع أخريات غيري لمجرد أنهن يجدن الكلام المعسول والتقرب منها.
والمدرسين الخصوصيين الذين ينهبون ميزانيتي المتهالكة لا يتورعون عن الصراخ بوجهي لو تأخرت يومًا واحدًا عن سداد أجورهم، انتزع ابتسامة كي أرسمها على وجهي حينما أعتذر لهم عن التأخير، لا أعرف لماذا لا يقدر الناس مشاكل بعضهم البعض، ولا نتلمس الأعذار لبعضنا.
زميلتي بالعمل، التي يعلو صوتها دائمًا حينما تتعرض لمواقف مزعجة، تتهمني بالخمول، وأننى سلبية بهدوئي هذا، هي لا تعرف أن غضبي المكبوت يكلفني كثيرًا من طاقتي وأعصابي لكن هيهات أن تفهم هذا وصراخها المشهور يسري بالأجواء.
مع تحملي الدائم لصرخات الكثيرين أصيبت بجلطة في القلب نتيجة لغضبي المكتوم، ومن وقتها قررت عدم الغضب والتنفيس، عما يضايقني بهدوء كي لا تتراكم أحزاني وأصيب بأمراض أخرى.