الأقباط متحدون - حديث موفق ولكن
أخر تحديث ٠١:١٩ | الثلاثاء ٢٤ فبراير ٢٠١٥ | ١٧أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حديث موفق ولكن

السيسي
السيسي

مينا ملاك عازر
جاء حديث الرئيس يوم الأحد الماضي كحديث رئاسي بوعد أن يكون شهرياً، أتمناه أن يصدق في وعده هذه المرة ولا يحصل وعود تعيين المحافظين الذي كان من الموعود أن يكن في نهاية يناير الماضي، فاتممناه في أوائل فبراير الحالي، بلا أدنى مراعاة لضرورة إتمام وتحقيق الوعود الرئاسية.

حديث الرئيس، كان موفقاً لم يقدم لي جديد عن شخصية الرئيس المرتبة المنظمة الهادئة الذي تحدث من القلب باعتبارات رئاسية وسياسية مراعاة، لم يقدم الحديث الجديد من المعلومات، لكنه فقط أكد لي ما لدي من معلومات وتقارير متواترة، ونفى ما أثق أنه منفي بالضرورة، حديث الرئيس أجمل ما فيه طريقة إخراجه وإن كانت لا تتفق مطلقاً مع طبيعة أحاديث الرؤساء، طريقة لم نعتدها، فهل نعتدها أم يغيرها الرئيس؟ هل الرئيس من اقترح ذلك أم مخرج الحديث هو الذي فكر فيها؟ مجرد التغيير محمود وتفكير خارج الصندوق، يُشكر المخرج على كل حال لكن علينا أن نتأمل الموقف، هل هذا الإخراج المتميز والجديد والمبتكر يتفق مع طبيعة الاحاديث السياسية والرئاسية!؟.

رغم ضرورة أن يحدثنا الرئيس، وأهمية ذلك، فقد تحدث للنخبة كثيراً وطويلاً، أحاديث لم تنقل لنا على الهواء، ولم تنقل لنا إلا شفاهة، فلم تكن ثمة كاميرات تصور ولا ميكروفونات تسجل، الكل اعتمد على ذاكرته، نقل لنا ما لمسه وما أهتم هو به لكن ما نحن نريد أن نراه لم نراه للآن فكان ضروري أن نلتقي الرئيس وجه لوجه عن طريق الكاميرات فهل يستمر الرئيس في هذا النسق وهذا النظام.

حديث الرئيس يقترب من أن يكن حواراً مع شخص لم يكن موجوداً، وكأنها كانت اسئلة لم نسمعها، وإجابات للأسف نعرفها، اللهم إلا القليل، أبهرتني طريقة تعليق الرئيس على مسألة التسريبات لكنها ضايقتني أن الرئيس تعرض لها تلميحاً مع أنه كان الجدير ان يتعرض لها قطعاً وبترا بطريقة مشرط الجراح، على كل حال طبيعة الرئيس المخابراتية طريقة تجعله يبقى كتوماً لا يفصح إلا عما يريد الإفصاح عنه، والتعبير عنه، ولن يقل إلا ما يريد إبلاغه، حديث الرئيس كان مليء بالرسائل المباشرة، وأهمها انه على علم بما يجري، وعلى وعي، وليس منفصل عنا، وعلى دراية بآرائنا وأفكارنا ورغباتنا وما يضايقنا، ولكن ما العمل؟ وماذا ينتظرنا؟ فلم يعدنا الرئيس إعمالاً بمبدأ لن أعدكم إلا بما أستطيع عمله، ولن أعمل إلا ما وعدتكم به.

هكذا تكن أحاديث الرؤساء، لا حديث فيها عن القرد والقرداتي، ولا دونت ميكس، ولا عصبية، ولا غضب، ولا هياج وتهجم، ولا أخطاء ومغالطات، ولا كذب، ولا اتهامات، ولا تلميحات باتهامات لأشخاص غير معروفين، ولا خمسة ستة سبعة تلاتة أربعة، رغم الارتجالية في الكلمات لكن الترتيب في الأفكار رائعاً، ورغم الكلام غير المكتوب إلا أنه واضح المعنى والمضمون والمغذى لدرجة كبيرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter