الأقباط متحدون - الدينيّة الحمراء!
أخر تحديث ٢٠:١٧ | الخميس ٢٦ فبراير ٢٠١٥ | ١٩أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدينيّة الحمراء!

بقلم: عـادل عطيـة
في كتابه: "معاناة فإنتصار"، سطّر ريتشارد وورمبراند، هذه الكلمات التي تحمل هالة النبوءة:
"لقد خسر الشيوعيون معارك الغش والخداع في أوروبا الشرقية.. فإذا لم يُربحوا لسلوك بشري مهذب، فسيتحرك الشر مرة أخرى في خلال السنين القليلة القادمة"!
صدق ذلك الذي لقب بـ : "الشهيد الحيّ"!

فقد تحرك الشر، مرة أخرى، في حالة الحقد، والمرارة، والأهوال إلى أقصى الحدود على يد جماعات اكتمل نموها في تنظيم "داعش"!
ها هم الشياطين الحمر، قد أنطلقوا في الطريق..
سائرين على مداعس مستوحاة من الشيوعية الحمراء، ليس عن طريق الالحاد، هذه المرة، ولكن عن طريق الله.. في دينيّة حمراء!
الداعشيون..

يدّعون اخلاصهم لله الواحد الأحد.. بينما نفوسهم، أصبحت مختارة إله من صنع خيالهم!
ويدّعون، انهم انما بعثوا من الخالق؛ للهداية، وتطبيق شرائعه المؤدية إلى الجنة.. وهم انبياء كذبة في وسطنا، يذرعون كافة ارجاء مدننا، مقدمين تعاليمهم الضالة في اسواق الفكر، رافعين علم الموت من مدينة لأخرى، فاتحين اذرعتهم الرحبة بكل خبث، مجتذبين إليهم الشباب الملتهب بالأسى على الذات؛ لينتهوا في هذا الحضن الرهيب، إلى هاوية الظلام، على صدى ضحكاتهم الساخرة!
إلههم، ليس هو الهنا الذي نعبده..

إلههم، إله السيف..
وها هو ذا صوت "مفستو فليس"، في فاوست...
يبدو واضحاً على سيفهم، وهو يقول:
"إن كل ما في الوجود يستحق الابادة"!
إلههم، إله الدم..
يُسحر لونه القاني، قلوبهم؛
فيسكبونه من نحر البشر، في نشوة حماقتهم!
إلههم، إله الكبرياء..
فتراهم يمجّدونه، في تبجح مقيت، بتكبيراتهم المدويّة: "الله أكبر"!
وما هي إلا صرخة الشيطان الذي بداخلهم، يلهب بها البغض المتأجج في قلوبهم، محاولاً أن يُركع الإنسانية أمام مذابحه الدمويّة!
مانحاً أتباعه العلو بذبائحهم فوق الرؤوس، لبناء عرش مرتفع لنفسه؛ يكون رعباً وفزعاً للبشرية!
إلههم، إله القبح..

ومن أجله..
يطاردون جمال الطبيعة في كل شيء؛ لأن الجمال، يسبي النفس إلى جلال الله الحقيقي.. وهذا مصدر رعبه الأبدى!
إلههم، إله المعاصي..
وباشارة من بنانه، يرتكبون كل الخطايا المميتة، يصلون فيها إلى أقصى الجرائم، والآثام!
إلههم، إله البغض..
ومثله، يحيطون البشرية كلها بنطاق اللعنات الرهيبة، التي لاتنتهي!
إلههم، إله الانتقام..
هم ملبوسين من الشياطين، والشياطين تستخدمهم للانتقام من المؤمنين الحقيقيين، والابرياء الصالحين، الذين يهددون سلطانه، وجبروته!
إلههم، إله العذاب..
فتعاليمه قوامها الرعب المضني، واساسها العذاب الأسود الكئيب، وهدفها: "الألم العظيم"!
إلههم، إله الدمار..
فعلى صوت زمجرة مفخخاتهم العاتية الرهيبة، يتحدثون عن تخريب العالم، والتلذذ باحراقه!
إلههم، هو الشيطان..
الذي خطف منهم كل شيء، كل الإنسانية تبخرت بين يدهم، ولم يبق لهم إلا حماس الإرهاب المظلم، ونشوة التمشي وسط حطام الوجود، والاحساس بانهم صنو الخالق!
أوقات داعش..
أوقات الشياطين المُقنّعة..
ستنتهي..
كما انتهت الشيوعية!
لقد قالها المعلم لتلميذه:
"رد سيفك إلى غمده؛ لأن الذين يأخذون السيف، بالسيف يؤخذون"!
.. وبداية السقوط الكبرياء!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter