الأقباط متحدون - من النجع الجواني
أخر تحديث ١٣:٠٣ | الخميس ٢٦ فبراير ٢٠١٥ | ١٩أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من النجع الجواني

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : ماجد سيدهم
في المقابر تختفي الحياة ، مرت الأعوام وظلت حكاية حياة حقيقة ربما.. أسطورة ربما ..لكن المؤكد أنها الحكاية المتداولة بلسان حال المسامرة في جلسات النسوة حيث تناول قطع الخبز اللدن وكعك البلح اللذيذ وأسرار الحكايا الساخنة ،وفي كل مرة يؤكدن تحذيرهن للصبايا " إياكوا في يوم تصدقوا وتبولوا على وش مسيحي ميت حتى لو ركبكوا ميت عفريت " أصاب محمد زوج حياة من الجنون ما أصابه بينما يؤكد أهل النجع أن حياة لازالت حية ، فحين تشتاق زوجها لا تشعر بالحرج وتقوم بمضاجعته جهرا، على متسع الطرق وضحك المارة وزحام الأسواق ،في مواقيت المسجد وأمام لعنة شهوة الاتقياء ، في دواليب الخرافة والأجران.

هكذا تضاجعه وسط الجمع أينما تواجدوا والتفوا ، والاّ بماذا تفسر نوبات ا لهياج العارم التي تنتاب همام دونما تمهل أو خشية أو حرج التعري بلا تقدير لوقت أو لمكان، هي حياة الملعونة التي باتت تنتقم من كل النجع بعدما ابتلعها جني مسيحي فاجر وصار يمتعها بالمداعبة حتى ذروة تعذيبها بالاختناق ..

 *تزوجت حياة من همام بعد قصة حب حلوة ولما طال زمن الإنجاب راحت النسوة يقدمن وجع المشورات واتعس الوصفات من تعذيب ثم تلاوات ثم تداوي ثم تعاويذ ثم طبول الزار ورش الدم لتتخلص من سحر دُس لها وهي لازالت بعد عروسا ،لا يفلح ولا يُعترف بين نساء النجع حب همام لحياة ،فالإنجاب في القرى والنجوع أوثق وأصدق وأبقى من عقد الزواج ، ضاق همام من سواد اقتراحات نسوة النجع التي أحالت جدران بيته إلى كلس يتهاوى "اسمع الكلام يا ولدي النوبة

دي ها يتم الكسر " -مش عاوزها الخلفة يا عمتي، سيبوا مرتي في حالها ، راضي بقسمتي يا ناس .. همست حشرجات النسوة في أذن حياة " إياكي يا هبلة تصدقي ، راح يحن ف يوم للعيل ويلف على مرة غيرك" شددت النسوة الهمة ورحن يضربن تراب الطريق، فقد قارب الموعد من حلوله بينما سارت معهن حياة تجر قدميها تعثرا ، تكورت في رعبتها وصارت هذيا ينساق " أنا مرعوبة يامّة " ردت الخالة " ماتخافيش يابنيتي بالتو يتفك عملك لأجل ماتحبلى " .. دخلن المقابر وقد جاوزت الوحشة غروب دقات القلب والزمن .. بادر الشيخ "علي" أن يتبعنه بعدما دس المال في جيب معطفه المغبر بالحكايا والحيل ، اقتربن من المقبرة المقصودة ،لا تختلف كثيرا عن رعبة الظلمة بأطراف صمت الموت ، تابعنه وقد دمرت الغلظة أية رغبة في التراجع ، بل وشددن يجذبن حياة يشجعنها أن تتماسك وتتحلى أيضا بالجَلد ، خرج الشيخ "علي" بعدما تأكد من إتمام المهمة والكشف عن وجه الجثة " بسرعة لاجل ما نلحق نرجع الجثة للخواجة سمعان " همي ّ يا حياة الجتة سخنة " تمرغت حياة تقبل قدم أمها وسائر النسوة الحالكات ،تتوسل: والنبي بلاش يامة ، والنبي بلاش يامة ، هوت صفعة هائلة على وجه حياة اخرست فيها الحس بعدما رمقت الخالة بلل بسروالها وهو ما يفترض تسكبه كله على وجه الميت دونما تفقد قطرة منه ، هذا ما تؤكده الخرافة وقراءة عجائز البوم ، انتهرتها الخالة دون رحمة لدموع أو لتوسل وقمن بدفعها لتسقط داخل المقبرة ، وبحدة توصيها بعصر مثانتها والتبول بغزارة على وجه الميت وحتى آخر ملوحة اختزنتها منذ صباح اليوم ، وقفن بالخارج وقد ضجت قلوبهن الخرساء بصراخ التوقع المخيف ، لحظات وانطلقت حياة بالخارج تصرخ وقد شوه الجزع هيئتها لتمزق خديها " الحقيني يامة ..الحقيني يامة ..دا فتح عينيه وبيلعب حواجبة والمصحف يامة .. والمصحف يامة فاتح عينه ".. انطلقت حياة تضرب الظلام ركضا متبعثرا تصرخ وسط القبور ، تدق صقيع الخرس ، تدك الرعب بالوجل بينما تفقأ عين العفاريت بالتيه والانسحاق الأخير " الحقيني يامااااااااااا" لحتى اختفى الصوت منها والظل أيضا تعلق بالمغيب ، صرخن خلفها وليس من يجيب غير أصداء موحشة التكرار لحياة بين القبور تاهت و أبت أن تعود.. لم يجدن تفسيرا يبررنه لهمام باختفاء زوجته غير ذاك الذي أوضحه لهن الشيخ "علي" : هو ما فيش غيره السفلي بتاع المسيحي خطفها .. راح همام يصرخ يطالبهن متحديا ويطالب أهل النجع والشوارع والمدينة " هاتولي مرتي ياولاد الحرام " هكذا أيام كثيرة أصاب همام من الجنون ما جعله مصروعا ، وحين يزبد ويرغي أرضا يقلن إنها الداعرة "حياة" تضاجع زوجها جهرا ،حيث يفسرن صرعه أنه ذروة الشبق الجنسي " هلم يانساء النجع نمسك بالضغط عضوه ونصنع وخزا حتى ينتبه من نوبته ولتفارقه حياة الموت ويهدأ صخب النجع وعار حياته " .. أيام كثيرة يـُصرع همام حتى مات متقيحا في عضوة ، وصارت الحكاية المتداولة أن حياة تلازم جنيّها المسيحي الذي يفتعل بها ذروة الإثارة الجنسية ثم يطلقها تفتش عن شبقها بين الرجال ، فتصيبهم بالهياج -الصرع - دونما توقف لحتي يوخز ويخدش عضو المصروع ّفيتورم ويتقيح ثم يموت .. مات همام ولحقه أخرين وظل السؤال ،هل حقا أحضر الشيخ "على" جثة طازجة لمسيحي أم كانت لحيّ متفق عليه ..؟ ،أين اختفت حياة حتى اليوم ..؟ ليس ثمة إجابة ، فالتساؤلات المحيرة لغز شهي ومحل تسلية المسامرات لنسوة النجع لكن لابأس من وصفات الحماية لحتي بات كل بيت لديه مصروع يُخشي ملاحقة حياة له أن يشرب منقوع المر فجر كل آذان كيلا يقتسم ذات المصير المتقيح .. ومازالت المرارة شهوة حكايا النجع ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع