عرض/ سامية عياد
التدين الذى بلا نتائج ايجابية فى حياتنا مجرد نفاق يبغضه الله
قد يعتقد البعض أن التدين هو التعبد لله من خلال صلوات تتلى وممارسات تؤدى دون أن يكون هناك صلة بالمجتمع الذى نعيش فيه ، بالطبع ليس هذا الإيمان المسيحى الحقيقى الذى يرفض وبشدة الحياة التعبدية التى فى معزل عن الحياة والمعاملات اليومية...
عن هذا الموضوع يحدثنا القس بيمن الطحاوى كاهن كنيسة مارجرجس المنيا فى مقاله "أين دورنا كمؤمنين حقيقيين" قائلا : التدين الحقيقى هو الذى له نتيجة إيجابية فى حياتنا ، وغير ذلك يصبح التعبد بلا قيمة ونفاق يبغضه الله ، فإذا كنا نريد العدالة والرحمة بين جميع الناس علينا الالتزام بالعمل لأجل تحقيق ذلك ولأجل إعلاء الحق فى مواجهة الزيف والأكاذيب ولأجل الخدمة فى مواجهة إساءة استخدام القوة والسلطة ولأجل المصالحة والسلام فى وجه الشقاق والعداء , ولأجل ......الى آخره.
لابد أن نعى جيدا أننا مخلوقين على صورة الله لكى نسلك لأعمال صالحة ، يكون لنا دور وتأثير إيجابى فى المجتمع ، لذا يجب أن نعمل جاهدين لتحرير الناس من كل ما يحط من قيمتهم ، ونهب أنفسنا لخدمتهم وتوفير الراحة لهم والاهتمام بخيرهم فنحن لسنا عاجزين بل بمزيد من الجهد يمكن أن تتغير الأشياء الى الأفضل ، علينا أن لا نقف موقف المتفرج على الأوضاع المتردية فى مجتمعنا بل نمارس تأثيرا ايجابيا وكلنا ثقة فى مكانتنا وقيمتنا النابعة من ثقتنا فى الله الذى خلقنا على صورته لنسعى لبذل كل ما فى وسعنا لجعل الحياة أكثر إنسانية.
أوجدنا الله فى العالم ووضع علينا التزاما نحو المجتمع الذى نعيش فيه ، لذا لا يصح أن ننسحب أو نتهرب من هذه المسئولية ، لقد أوصانا الله بمحبته من كل كياننا لكنه فى نفس الوقت أوصانا بمحبتنا للقريب كمحبتنا لأنفسنا فلا تكمل إحداهما دون الأخرى ....