الأقباط متحدون - الدواعش يحرقون مكتبة الموصل
أخر تحديث ٠١:٤٣ | الخميس ٢٦ فبراير ٢٠١٥ | ١٩أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدواعش يحرقون مكتبة الموصل

الدواعش يحرقون مكتبة الموصل
الدواعش يحرقون مكتبة الموصل
بقلم: شاكر فريد حسن 
الدواعش يحرقون مكتبة الموصل شاكر فريد حسن داعش ، هذا التنظيم الإرهابي الظلامي التكفيري السلفي الوهابي ، المعادي للإنسانية ، الذي لا يمت للإسلام ولا للدين بصلة ، لم يكتفي بحرق الطيار الأردني الكساسبة ، ولا بجرائمه الوحشية الفظيعة التي تقشعر لها الأبدان ، ولا بأعمال القتل والنهب والذبح والحرق وقطع الرؤوس واغتصاب النساء ، وتهجير المسيحيين من مدينة الموصل بعد الاستيلاء عليها وفرض رؤيتها ومعتقداتها على جميع مناحي الحياة فيها ، وتنفيذ جرائم بشعة ضد مكوناتها ومواقعها الدينية .

نعم ، لم يكتفي الداعشيون الظلاميون ، أعداء الفكر ، وأعداء الإسلام ، وأعداء الإنسانية ، بهذه الجرائم والأعمال التي يندى لها الجبين ، بل أقدموا على تفجير وحرق مكتبة الموصل المركزية الواقعة وسط المدينة ، التي تعتبر واحدة من أقدم المكتبات التاريخية في نينوى ، وتحتوي على آلاف الكتب الفلسفية والتاريخية والتراثية والفكرية والأدبية والمراجع العلمية إضافة إلى المخطوطات النادرة . وداعش بعملها الإجرامي هدا تسير على خطى وهدي النازيين الألمان والمغول التتار الذين غزوا بغداد واتلفوا آلاف الكتب القيمة في مختلف صنوف المعرفة ، وعبروا نهر دجلة على جسر من الكتب التي أحرقوها وقذفوا بها إلى مياه النهر .

إن هذه الفعلة الشنيعة التي اقترفتها أيدي داعش التكفيرية ، تمثل خطوة أخرى في التطهير العرقي والتدمير المنهجي للتراث والتاريخ العراقي واضطهاد الأقليات ، وكذلك تدمير للتنوع الثقافي والتعددية الثقافية والفكرية في العراق ، وتكشف مدى حقدهم وبربريتهم وهمجيتهم ووحشيتهم وجنونهم وتعصبهم الأعمى وجهلهم القاتل ونزعتهم المعادية للرأي الآخر وللفكر التنويري الاشراقي .

وهم يبغون من ورائها قتل الفكر وإغلاق نوافذ المعرفة والإجهاز على فكر وثقافة التنوير ، وحجب نور الوعي عن الناس . إن تدمير وحرق مكتبة الموصل لهو عمل همجي إجرامي بشع يندرج في خط الهجوم على المعرفة والثقافة والتاريخ والتراث والذاكرة ، ومحاربة مجنونة للفكر المستنير ، وسلوك بربري يجافي السماحة والانفتاح على الثقافات والديانات والأفكار المغايرة ، واعتداء سافر على حرية التفكير والمعتقد والاجتهاد، وعلى الكلمة المضيئة التي تصيبهم بالرعب والخوف والهوس والجنون .

إنه عمل مدان ومستنكر ومرفوض جملة وتفصيلاً ، ومهما أحرقت هذه العصابات والمجموعات الإرهابية من كتب وأسفار أكلتها نيران الجهل والتعصب والتخلف والانغلاق ، فلن تنجح في تمرير مشروعها الظلامي بحجب نور المعرفة والتفكير والوعي ، فالكلمة المضيئة كالرصاصة أقوى منهم ، وهذا ما أثبتته تجارب التاريخ الذي لم يتعظوا منه . إن الرد على ممارسات وسلوك الدواعش وجريمتهم الجديدة بحرق مكتبة الموصل ، لن يكون سوى بالمزيد من الوعي المعرفي ونشر ثقافة التنوير وتذويت الأفكار النيرة التي تدعو للحرية والعدالة والديمقراطية واحترام الفكر الآخر ، وترفض الطائفية والمذهبية والتعصب والتطرف والغلو الديني . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع