التنظيم يستهدف تهجير المسيحيون من الرقة والموصل
اختطاف 220 أشوريا مسيحيا في الحسكة.. وقتل الأطفال في العراق
كتب – نعيم يوسف
المسيحيون.. ملح الأرض
قال السيد المسيح عن وجود أتباعه على الأرض "أنتم ملح الأرض".. ولا يخفي على أحد هذه الأيام، أن استهداف المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط لم يصبح أمرا عارضا، أو مجرد صدفة، أو نتيجة معارك عسكرية بين أطراف مختلفة، بل هو شيء ممنهج ومقصود يهدف إلى إفراغ المنطقة من المكون المسيحي، الذي يحول وجوده دون تقسيمها على أساس مذهبي طائفي بين المسلمين الشيعة والمسلمين السنة، واليهود، لصناعة الخريطة الجديدة للمنطقة، وقد وجدت الدول الكبرى أدواتها في التنظيمات الإرهابية الأصولية التي مازالت تحقق هذه الأجندة بكل براعة، واستخدمت إرهابها للتخلص من الوجود المسيحي الذي يعوق تنفيذ الخطة الكبرى.
أساليب إرهابية لتحقيق أجندة خارجية
بالطبع يعتبر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هي أكثر المناطق التي يتم إفراغ المكون المسيحي منها مباشرة، وخاصة بعد وجوده القوي في بعض الأراضي السورية والعراقية، بالإضافة إلى ذبح 21 مصريا طالتهم يده في ليبيا التي بات وجوده فيها واضحا في الفترة الأخيرة، كما أنه يستخدم العديد من الأساليب الإرهابية الأخرى كالصلب وفرض الجزية، والتهجير.
اختطاف 220 مسيحيا أشوريا
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمسن الخميس، أن تنظيم "داعش" قام باختطاف حوالي 220 شخصا من قرى أشورية يقطنها المسيحيون بعد معارك حامية في مدينة الحسكة شمالي سوريا، مع قوات نظام بشار الأسد.. وبالطبع المجتمع الدولي يعلم جيدا السيناريوهات المتوقعة لمصيرهم، ولم يعد سرا توقع خبر ذبحهم أو حرقهم في أي لحظة.
تفريغ المنطقة من المكون المسيحي
تتمركز المقرات الرئيسية للتنظيم الإرهابي في مدينة الموصل العراقية، ومحافظة الرقة السورية، وهاتان المدينتان تم تهجير المسيحيون الموجودين بهم، ليفرض "داعش" سيطرته كاملة عليهما، حيث انخفض عدد المسيحيون في العراق وحدها من مليون و400 ألف مسيحي إلى 500 ألف فقط، ومازال العد مستمر وسط هجرة واسعة للمسيحيين من هذه المناطق.
أكبر عملية تهجير للمسيحيين منذ الحرب العالمية الأولي
في شهر يونيو عام 2014 منح التنظيم الإرهابي مهلة للمسيحيين الموجودين في الموصل العراقية 24 ساعة فقط، لدفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو ترك المدينة دون أي ممتلكات حتى ولو هواتف محمولة، وبالتالي كان الاختيار الأخير هو الأمثل بالنسبة لهم، الأمر الذي أعقبه أكبر هجرة للمسيحيين منذ الحرب العالمية الأولى.
إحراق كنائس والتعدي على الأموات
بعد هذه الجريمة قام التنظيم الإرهابي بإحراق كنيسة عمرها 1836 عامأ، كما أن أموات المسحيين لم يسلموا من أيدي عناصر التنظيم حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو، يظهر فيه عناصر "داعش" وهم يعتدون على مقابر المسيحيين في العراق.
قتل الأطفال المسيحيون
أواخر ديسمبر الماضي، أعلن "كانون أندرو وايت" قس إيبارشية بغداد، أن عناصر التنظيم الإرهابي قطعوا رؤوس أطفال مسيحيين رفضوا الدخول في الإسلام، موضحا أنه تم "قتل أعداد كبيرة من المسيحيين، بعدما رفضوا النطق بالكلمات التي يتحوّلون بموجبها من المسيحية إلى الإسلام، وكان الموقف الأكثر تأثيرًا حينما حاولوا الضغط على أحد المسيحيين، وهددوه بقتل أطفاله، إذا لم يدخل في الإسلام، فما كان منه إلا نطق بالكلمات التي تؤكد تحوله دينيًا، ولكنه هاتفني باكيًا، وسألني عمّا إذا كان المسيح لن يحبه، ولكنني قلت له إنه سيظل يحبه".
التهجير والجزية في سوريا
الوضع في سوريا لا يختلف كثيرا، فقد اختارت البقية المسيحية في "الرقة" أن تكون "أهل ذمة"، وأن تدفع "الجزية" المقررة عليها من قبل التنظيم، حيث نشرت المواقع الإعلامية للتنظيم الإرهابي وثيقة وقعت بين التنظيم وبعض القادة المسيحيين فيها، بموافقتهم على تأدية الجزية للتنظيم، ومع ذلك يظل المسيحيون هدفا مشروعا لداعش ومقاتليه.
حوادث الاختطاف في سوريا
حوادث الاختطاف بحق المسيحيون في سوريا كثيرة جدا، ولكن أبرزها اختطاف أسقفين من أساقفة حلب، بالإضافة إلى اختطاف مجموعة من الراهبات في منطقة دير الزور، ومؤخرا اختطاف 220 مسيحيا أشوريا.