الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٣:٥٠ | السبت ٢٨ فبراير ٢٠١٥ | ٢١أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حديث آخر الشهر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
احدثك عزيزي القارئ، في نهاية هذا الشهر، حديثاً بعيداً عن السياسة القذرة السافلة، وقريباً من سياسة العشق، فلا يوجد عشق ممنوع إلا في المسلسلات التركي، ولا يدري أحد بما في قلبك إلا الله وعقلك وصديقك، إن كان لسانك طويل وزالف، وإنت حر إن كنت تريد فضح قلبك أو تتستر عليه، لكن عليك أن تعرف أنه متى ضاق قلبك بسرك لا تلم غيرك إن لم يحتمله يوماً ما.
 
وسر القلب في حبه وكرهه، وإن أفصحت عنه فلا عتاب عليك، فالحب أو الكره أن زاد ولم تعد قادر على الكتمان، تكن المشكلة في تقبل من حولك لهذا الحب والكره، وأنت تحبها ولا تستطيع نسيانها، وهي تحب ولا تستطع نسيانك، فلا دواء من الحب إلا الحب، وطالما لم يوجد فسيبقى الحب في القلب، وإن توارى يبحث عن مخرج يصرخ منه، ويقول أنا موجود وحي أرزق، أعيش على دماء قلبك النابضة.
 
ومن لحظة اللقاء وحتى الفراق تجري في القلب مشاعر كثيرة ومشاعر أكثر، ولا يبقى منها إلا أصدقها وأجملها، ولا أصدق المشاعر إلا أجملها، ولا أجملها إلا اصدقها، ولذا فأنت أسير حب لا تستطيع هجره ولا نسيانه. وفي شهر الحب فبراير، يجري الدم على الأرض ويجري الحب في القلب، ويحتمل القلب ما لا يطاق.
 
وما الدنيا إلا مسرح كبير، يقوم فيه الممثلون بأدوارهم، وتقوم فيه المشاعر بإخراج المسرحية، وتقوم فيه المصالح بإنتاجها، فإن وفقت بين مصالحك ومشاعرك فأنت صرت مخرج العرض الأول، ولا ألم ولا فراق وأن لم تفعلها فلا مفر من ألم محدق بك، فهل تستطع أن تتواءم مع مصالحك ومع أحلامك ومشاعرك أم تنتحر وتعيش أبد الدهر تبحث عن نهاية مقبولة لمسرحيتك.
 
في بلادنا الحب مُخبء، وحق مكتوم، والعقل غائب، والقوة هي الغالبة، والسلطة هي القوة، والظلم منتشر، وأنا وأنت بيننا مقال أسطره لك، وتقرأه لي، وغد أنتظره، وكتاب أقرأه، وأنت لست أنت وأنت تحب، مش وإنت جعان، فإن كنت تحب تشبع لما تراه، وإن كنت تكره فلا يشبعك إلا الانتقام، وإن كنت إنسان فلا مفر من الحب والكره، فهذا هو سر الضعف الإنساني.
 
فهل تستطع الفصل بين أمسك وغدك، فنحن غالباً ما نعيش يومنا نحاول أن نتعلم من أمسنا، ونخطط لغدنا، ويبقى الصراع قائماً بين أمسنا وغدنا ويومنا، ونحن بينهم نضيع لأن الغد ملك الله، والأمس لا يفيدنا إلا بتعلم اخطاءنا، ويومنا هو فرصتنا الوحيدة للبقاء مرتاح القلب فهل نستطع أن نريح قلوبنا أم نبقى نعذبها باحمال من المشاعر البغيضة والأخرى الجميلة؟ وكلاهما يؤلمان، فالجميلة تذكرها يدفعنا لمحاولة استعادتها والسيئة تضغط علينا لإبرائها بانتقام لا يتفق مع آدميتنا.
 
المختصر المفيد الحب شعور لا يفنى ولا يستحدث من العدم
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter